هذه حلقة جديدة مع برنامجكم: (نور على الدرب).
هذا اللقاء مستمعي الكرام! كما تعودتم مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ! ونشكر له تفضله بالإجابة على أسئلة البرنامج، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز !
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!
المقدم: حياكم الله!
====سماحة الشيخ! في حلقة سبقت هذه الحلقة تفضلتم وبينتم الكثير والكثير من أحكام الحج، وأذكر أنكم تفضلتم بذكر الصفة الصحيحة لمن أراد أن يحج متأسياً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
هناك بعض الأمور يستأذنكم البرنامج في طرحها، وهي متعلقة بالحج، وهي مقتبسة مما يفعله الناس، ومما هو مشكل عليهم في بعض الأحيان، وذلك معروف من خلال الرسائل التي تصل إلى هذا البرنامج.
السؤال: يسأل كثير من الناس عن أولئك الذين هم من أهل جدة مثلاً ولا يحرمون إلا من داخل عرفة، ما الحكم في مثل هذا العمل؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالواجب على مريد الحج أو العمرة إذا كان داخل المواقيت: أن يحرم من مكانه الذي أنشأ فيه النية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما وقت المواقيت قال: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلن ممن أراد الحج أو العمرة)، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (ومن كان دون ذلك؛ فمهله من حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة)، فالذين في جدة إذا أرادوا الحج أو العمرة يلزمهم الإحرام من نفس جدة؛ لأنهم دون المواقيت، وهكذا من كان في أم السلم أو في الشرايعه أو للجيمة، أو غيرها مما هو خارج الحرم، إذا أراد الإحرام يحرم من مكانه، ولا يذهب إلى عرفات حلالاً ثم يحرم من عرفات، لا! الواجب عليه أن يحرم من مكانه، والذين ذهبوا من جدة ناوين الحج ولم يحرموا إلا من عرفة عليهم دم؛ لأنهم تركوا الإحرام من ميقاتهم وهو جدة؛ فيكون عليهم دم لكونهم فرطوا في الميقات، والقاعدة الشرعية: أن كل من ترك نسكاً أو نسيه فعليه دم، هكذا قال جمهور أهل العلم، ونص عليه ابن عباس رضي الله عنهما فقال: (من ترك نسكاً أو نسيه فليهرق دماً).
أما من كان في مكة فهذا يحرم من مكانه، من بيته، أو من داخل مكة من أي مكان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (حتى أهل مكة من مكة)، فإذا جاء وقت الحج أحرم يوم الثامن أفضل، وإن أحرم يوم التاسع فلا بأس، من مكة.. من منزله، أو من خيمته إن كان في الخيمة، كما أحرم الصحابة من منازلهم يوم الثامن في مكة، بعدما تحللوا من عمرتهم.
الجواب: حجه صحيح، مادام فعل ما يفعله المسلمون من الوقوف بعرفات، والذهاب إلى مزدلفة والمبيت فيها، والطواف والسعي، وبقية الأعمال مثل رمي الجمار وغيره، فالحمد لله، حجه صحيح.
المقصود: ما دام فعل أعمال الحج، وإن كان ما عنده علم، إنما قلد الناس فيما يفعلون، وفعل كفعلهم في أعمال الحج؛ فإنه يكون حجه صحيحاً مجزئاً له، لكن ليس مثل من حج عن فقه وعن علم، ذاك أفضل.
والمطلوب من الحاج أنه يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، حتى يكون على بينة.. على بصيرة، وهنا بحمد الله مناسك الآن موجودة فيها بيان أعمال الحج، ولنا منسك مستوفٍ غالب أعمال الحج، سميناه: التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة، وهو منسك مفيد، وغيره من المناسك الأخرى.
المقصود: أن طالب العلم والمسلم الذي يريد الحج يستطيع أن يحصل على منسك من مناسك أهل العلم يفيده في مسائل الحج، وهكذا سؤال أهل العلم قبل أن يتوجه إلى مكة عما قد يخفى عليه، وهكذا سؤاله المدرسين في مكة في المسجد الحرام عما أشكل عليه.
الجواب: أنصح كل مسلم أن يستفتي أهل العلم، ويتفقه في الدين وهو في بلده، ويطلب منسكاً من المناسك التي تعتمد أدلة الشرع حتى يتفقه فيها، وأنصح كل مسلم بأن يستفيد مما كتبنا في هذا: التحقيق والإيضاح؛ لأنه منسك مفيد تحرينا فيه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، واجتهدنا في تطبيق ما قاله وفعله عليه الصلاة والسلام، فأنا أنصح كل مسلم أن يكون عنده نسخة من هذا الكتاب، وهو مطبوع بحمد الله كثير، يوزع من جهة التوعية في الحج، ويوزع في المواقيت، ويوزع في السفارات، فأنا أنصح من تيسر له نسخة منه أن يستفيد منه؛ لأن فيه فائدة مختصرة واضحة، نسأل الله أن ينفع به.
الجواب: الواجب عليه أن ينتبه ويعتني في طوافه وسعيه، والنعاس لا يضر.. النعاس لا يضر، لكن الواجب عليه أن يعتني بهذا ولا سيما الطواف؛ لأن النوم الثقيل يبطل الوضوء، والطواف من شرطه الطهارة، أما النعاس فلا يضر، خفقان الرأس كونه ينعس ولا يستحكم النوم لا يضر طوافه ولا يضر سعيه.
فينبغي له أن يلاحظ هذا عند الطواف، سواء كان في عربانة، أو على رءوس الرجال يعتني بهذا، حتى لا ينام نوماً ينقض وضوءه في طوافه، أما السعي فلا يشترط له الطهارة، لو نام ما يضر سعيه، النوم لا يبطل السعي؛ لأن السعي ليس له شرط الطهارة، بل مستحبة الطهارة فيه، مستحب فقط، فلو نام في سعيه، وكمل به السعي السبعة الأشواط أجزأت والحمد لله.
المقدم: والحضور والإدراك لا يشترط للسعي سماحة الشيخ؟
الشيخ: لا، لو غاب عنه بهواجيس أو نوم ما يضره إن شاء الله.
الجواب: يأخذ من الأرض التي تحته، ومن أصحابه الذين معهم زيادة ويرمي.. يكمل، أو من الأرض التي تحته يكمل والحمد لله.
الجواب: يحتاط ويرمي ولو من بعيد، إذا ظن أنها تصل، وإلا فيصبر حتى يقرب ثم يكمل، يجب أن يعتني حتى يقرب ثم يكمل، حتى تقع في الحوض، فإن كان عنده نشاط يستطيع أنه يرميها وتقع في الحوض وهو من بعيد، ويرى البعض أنها وصلت أو يعلم أنها وصلت؛ كفى والحمد لله، أما إذا كان بعيداً ما يصل فإنه يعود حتى يكمل.
المقدم: حتى ولو في اليوم التالي؟
الشيخ: لو عاد في اليوم التالي يعيدها برمتها إذا كان الحصى كثيراً، أما إذا كان ثنتين أو واحدة فيعفى عنها إن شاء الله، يعفى عن الواحدة والثنتين؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لما رجعوا من حجهم كان يتحدث بعضهم، يقول: هذا رميت خمساً، وهذا يقول: رميت ستاً، فلم يعب بعضهم على بعض، فنقص الواحدة أو الثنتين يعفى عنه إن شاء الله، لكن ينبغي للمؤمن أن يحتاط، ويكمل السبع ولا يتعجل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رمى سبعاً وقال: (خذوا عني مناسككم)، اللهم صل عليه وسلم.
الجواب: المرأة القوية ترمي بنفسها، تستعين بالله، أما إذا كانت عاجزة مريضة، أو كبيرة السن، أو لديها أطفال؛ توكل من يرمي عنها والحمد لله، فإن كان حصل زحام شديد لم تقو معه على الرمي وكلت أيضاً من يرمي عنها، ولكن ينبغي أن يعلم أن الوقت فيه سعة، ولا بأس أن يرمي في الليل من الزوال إلى طلوع الفجر، كله رمي، بعد الزوال يوم الحادي عشر مع ليلة اثنتا عشرة كلها رمي، وهكذا ليلة اثنا عشرة كلها رمي، فمن رمى بعد الزوال فالحمد لله، وإلا يرمي بعد غروب الشمس أو في أثناء الليل قبل طلوع الفجر عن اليوم الذي غابت شمسه اليوم الذاهب؛ لأن بعض الناس قد لا يتيسر له الرمي بين الزوال وبين الغروب بسبب الزحام، ولا سيما النساء، فإذا أجلوا رميهم إلى بعد المغرب، أو بعد العشاء هذا لا بأس به على الصحيح.
وهكذا رمي يوم العيد لو فات يوم العيد ورمى في ليلة إحدى عشر قبل الفجر أجزأ على الصحيح، إلا اليوم الأخير يوم الثالث عشر هذا لا بد أن يكون قبل الغروب.. بعد الزوال إلى غروب الشمس، والغالب أن الناس قليل الذين يتأخرون في اليوم الثالث عشر؛ لأن ليلة أربعة عشر ما هي من أيام الرمي.. ما هي من الرمي، فإذا لم يتعجل ورمى يوم الثالث عشر فإنه يرمي بعد الزوال قبل الغروب، ولا يؤجله في اليوم الثالث عشر خاصة لمن لم يتعجل.
المقدم: جزاكم الله خيراً! كما يعلم سماحة الشيخ أن هناك كثير من الرجال أيضاً يتضررون أثناء الرمي، ألا يرى سماحتكم أن التوكيل بالنسبة للمرأة أوسع؟
الشيخ: إذا دعت الحاجة إليه، أما ما دام الليل فيه سعة ترمي بالليل والحمد لله، يأتي بها وليها وجماعتها النساء معها ويرمون بالليل والحمد لله.
وهكذا الإنسان الضعيف، يتحرى الوقت المناسب، أما إذا كانت عاجزة لكبر سنها، أو مرضها، أو أطفالها ما تستطيع تركهم؛ توكل من يرمي عنها.
المقدم: أو كانت حامل مثلاً؟
الشيخ: أو حبلى تخشى على نفسها، نعم ترمي، وهكذا الشيخ الكبير والمريض والعاجز والصبي يرمي عنه وليه.
وهذا ينبغي أن يعلم، وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم.
أن ليلة إحدى عشر وليلة اثنا عشر وليلة ثلاثة عشر؛ كلها فيها رمي بعد الغروب إلى آخر الليل عن اليوم الماضي، ما هو المستقبل، عن اليوم الذاهب الذي غابت شمسه.
الجواب: أما الرمي قبل الزوال فلا يجزي عند عامة أهل العلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال، وقال: (خذوا عني مناسككم) اللهم صل عليه، فلا يرمى قبل الزوال، إلا يوم العيد فالرمي فيه كله، يوم العيد يرمى في أوله وآخره، أما الأيام الأخيرة: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، هذه لا يرمى فيها إلا بعد الزوال للجميع.
الجواب: أما في عرفة إذا كان ما وقف فيها أبداً لا ليلاً ولا نهاراً.. لا يوم عرفة ولا ليلة العيد فهذا حجه غير صحيح، عليه أن يقضيه، يعتبر فاته الحج، إن كان فريضة فعليه أن يقضيه، وإن كان نافلة فيشرع له أن يقضيه، وفي وجوب القضاء عليه في النافلة نظر، لكن إذا كان فريضة.. حج الفريضة لا بد يقضيه، أما إذا كان الغلط في مزدلفة أو منى فهذا عليه دم فقط، حجه صحيح، لو ما بات في مزدلفة أو ما بات في منى ليالي منى فعليه دم عن ترك الواجب.
المقدم: جزاكم الله خيراً! لا يعذر بالجهل في مثل هذا الأمر؟
الشيخ: لا.. لا، الواجبات لا بد فيها من العلم، لا يعذر بالجهل ولا بالنسيان.
الجواب: نعم، الأركان لا بد منها، لا تسقط لا سهو ولا جهل ولا نسيان، الأركان لا بد منها؛ وهي الإحرام أولاً بالنية في القلب.. الإحرام بالقلب، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفة؛ هذه أركان لا بد منها، لا بد من أداء الحاج لها.
وهكذا العمرة: الإحرام بالقلب.. نيته بالقلب، والطواف والسعي؛ هذه أركان لا بد منها، أما الواجبات فإذا سقط منها شيء يجبر بالدم، مثل: الحلق أو التقصير، ومثل: المبيت في مزدلفة وفي منى، ومثل: طواف الوداع، ومثل: رمي الجمار؛ هذه تجبر بالدم، إذا ترك واحدة منها فعليه دم، وينجبر الحج والحمد لله.
الجواب: أما في منى فيسقط عنه المبيت فيها، إذا ما وجد مكاناً في منى يسقط عنه، وأما في مزدلفة ففي إمكانه؛ لأنه يمكن أنه يأتي في آخر الليل ويجزيه إذا مر بها في آخر الليل، إذا ما تيسر مكان يجزئه، لكن الغالب أن مزدلفة لا يبقى الناس فيها كثيراً، فالغالب أنه يجد مكاناً، لكن إذا ما وجد مكاناً يمر بها مروراً أو حسب طاقته ويجزئه ذلك، هذا يكون أدى الواجب، وهكذا عرفة إذا دخلها بعد الزوال وبقي فيها إلى الغروب أجزأه ذلك، وهذا هو الموقف الشرعي، وإن عجز عن ذلك أتاها بالليل ولو لحظة في الليل، وهو محرم قبل طلوع الفجر ليلة العيد، ويكفيه، ولو قليلاً.
الشيخ: لكن من وقف قبل الغروب لا بد يكمل إلى الغروب، فإذا انصرف قبل الغروب يكون عليه دم.
الجواب: إذا عزم على الحج شرع له أن يعتني بهذا الأمر ويستعد له، كقضاء الدين إن كان هناك دين حال يقضيه، إن كان حقوق عليه يؤديها، يعد نفقة لأهله حتى يرجع إليهم، إن كان هناك بينه وبين أحد شحناء يجتهد في حل الشحناء، وعدم التهاجر بغير حق، ويعد الزاد المناسب والحاجات المناسبة له في سفره وفي مكة، ويبادر بالتوبة النصوح من ذنوبه وسيئاته؛ كل هذه ينبغي له إعدادها قبل السفر، حتى إذا سافر إذا هو قد خف عنه الحمل.. أدى الديون، تحلل عند إخوانه الذين بينهم وبينه شيء.. قد أحضر لأهله ما يكفيهم، واستعد لسفره بما يكفي، أقلع من المعاصي وتاب إلى الله منها.
الجواب: حجه صحيح والحمد لله، لكن إذا استطاع أن يوفي الدين يبادر بالدين، وإن كان لا يستطيع أن يوفي الدين لأنه مؤجل، أو لأنه يحتاج إلى وقت، لا بأس أن يحج ثم يؤدي الدين بعد ذلك، أما إذا كان لا، ما عنده وفاء فإنه يصرف نفقات الحج في الدين أولى، يبدأ بالدين، حق المخلوقين مقدم؛ لأنه ما يكون مستطيع إلا إذا أدى حق المخلوقين، لكن لو كان عنده مال وعنده حاجات يوفي منها لكن ما يتسع الوقت، يبدأ بالحج ثم يوفي بعد ذلك والحمد لله، وحجه صحيح والحمد لله.
الجواب: لا حرج، الحمد لله، لكن إذا دعت الحاجة إلى الزواج، وتشتد الحاجة إلى الزواج يبدأ بالزواج؛ لحفظ دينه، فإن كان ما عنده خطر ولا مبالاة لو حج قبل ذلك يبدأ بالحج، أما إذا كان لا، عنده شهوة، ويريد الحج ومتيسر للحج، وهو يريد الزواج ومتيسر للزواج يبادر بالزواج؛ لإعفاف نفسه، ولأن هذه من الأمور الضرورية التي يجب عليه البدار بها، فإن كان لم يتيسر الزواج حج والحمد لله، إذا كان مستطيعاً.
الجواب: إذا كان عمله لا يمنعه الحج، مأذون له في الحج الحمد لله يحج، أما إذا كان ممنوع لا يحج، يبدأ بمهمته الرسمية ولا يحج، إذا كان مندوب لحاجة من عند ولي الأمر، أو مستأجر لحاجة يأتي بها قبل الحج، يؤدي الأمانة التي عليه، يبادر بأداء الحاجة التي كلف بها، أما إذا كان الأمر فيه سعة، والمنتدب له لا يأبى عليه أن يبقى ويكمل أو يحج لا بأس، إذا كان يعلم هذا من المنتدب له سواء كان ولي الأمر أو غيره يعلم أنه يسمح له بذلك فلا بأس، وإلا فليبادر بالحاجة قبل الحج، ولا يؤخر حاجة الناس.
الجواب: يقضيه في ذكر الله وطاعة الله، والدعاء في عرفات وفي مزدلفة يكثر من الدعاء وذكر الله عز وجل كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وفي منى يكثر من التلبية والدعاء حتى تكون أوقاته معمورة بالخير.
الجواب: أنصح الجميع بأن يجتهد في سماع دروس المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ حتى يستفيد، وحتى يعرف أحكام عقيدته والأحكام الإسلامية، فأنا أنصحه كثيراً أن يجتهد في حضور حلقات العلم في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأن يستفيد من ذلك باللغة التي يفهمها، وأن يقتني الكتب الطيبة التي توزع من التوعية في الحج؛ حتى يستفيد منها، ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه؛ لأنه قد لا يتيسر له العودة للحج بعد ذلك، فينبغي له أن ينتهز الفرصة في سؤال أهل العلم عما أشكل عليه، ولا سيما عن العقيدة التي خلق لها وأمره الله بها، فإن في كثير من البلدان من يدعو إلى خلاف العقيدة الشرعية الإسلامية.
فالحاج إذا قدم هذه البلاد -وهي مهبط الوحي ومهد الإسلام- ينبغي له أن يسأل المدرسين فيها عما أشكل عليه، والحكومة وفقها الله قد جندت علماء من أهل السنة والجماعة ليدرسوا في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويفتون الناس ويعلمونهم؛ فينبغي للحاج أن يستغل هذه الفرصة، وأن يسأل ويحضر حلقات العلم ويستفيد، ولا سيما معرفة العقيدة الصحيحة؛ وهي توحيد الله والإخلاص له، وترك عبادة ما سواه، فإن في بعض البلدان من يدعو القبور ويستغيث بأهل القبور وينذر لهم ويذبح لهم؛ وهذا شرك أكبر نعوذ بالله.
فينبغي للحاج أن يتعلم ويستفيد، كذلك في بعض البلدان من يطوف على القبور، أو يجلس عندها للدعاء والقراءة، وهذا لا يجوز، الطواف بالقبور من الشرك الأكبر إذا طاف يتقرب لأهلها، كما لو دعاهم أو استغاث بهم أو نذر لهم، والدعاء عندها والجلوس عندها للدعاء والقراءة والصلاة عندها بدعة، إنما يسلم عليهم ويدعو لهم وينصرف، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، فيدعو لهم ويستغفر لهم ويسأل الله لهم العافية والمغفرة، هذا هو السنة، أما يجلس عنده يظن أن الدعاء عندها محل قبول، يجلس عندها للدعاء أو للقراءة أو للصلاة هذا بدعة لا يصلح.
الجواب: ننصحه أن يجتهد في أداء الحق، وأن ينصح في أداء الأمانة، يحج عن غيره كما يحج عن نفسه على الطريقة التي حج عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، يتبع السنة ويجتهد في أداء الحق الواجب؛ حتى يؤدي الحجة على وجه شرعي؛ لأنها أمانة في حقه، فالواجب عليه أن يجتهد حتى يحج كما حج النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي استنابه في الحج والعمرة، ويحرص على براءة ذمته من جميع أعمال الحج.
الجواب: لا، الحج عن واحد فقط، لا يحج عن شخصين، كل واحد له حجة لحاله وعمرة لحاله، لا يجمع شخصين في عمرة أو في حج، ولكن الحج عن واحد والعمرة عن واحد.
الجواب: لا أعلم شروطاً، إلا أن يكون المحجوج عنه مسلماً، والحاج مسلم، فإن كان المحجوج عنه لا يصلي ما يحج عنه؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، من تركها كفر على الصحيح ولو أقر بوجوبها، والحاج لا بد يكون مسلم يصلي، يعني: لا بد أن يعطي النيابة.. يجتهد حتى يتحرى أن الحاج طيب في دينه مسلم مصلي؛ حتى تكون حجته على الوجه الشرعي، وإذا تيسر أن يكون من أهل التقوى والإيمان ممن لا يعرف بمعصية يكون هذا أكمل وأحسن.
المقدم: بالنسبة للنائب هل يشترط أن يكون حج عن نفسه مثلاً؟
الشيخ: إيه! لا بد يكون حاجاً عن نفسه، ما ينوب عن غيره حتى يكون حج عن نفسه.
الجواب: مثل الحج عن الحي. يكمل الحج عنه بالنية.. بالنية عن الميت، سواء كان نافلة أو فريضة.
المقدم: جزاكم الله خيراً!
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة أسئلة البرنامج، ونرجو أن يتكرر اللقاء وأنتم في صحة وعافية!
الشيخ: نسأل الله ذلك!
المقدم: اللهم آمين!
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة -وكما تعودتم- مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته!
وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر