مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: (نور على الدرب).
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!
المقدم: حياكم الله!
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمعة: (س. و. ح) من القصيم.
أختنا عرضنا جزءاً من أسئلة لها في حلقات مضت، وبقي لها في هذه الحلقة جمع من الأسئلة، تسأل في إحداها وتقول:
هل صلاة التراويح واجبة على النساء، وهل قيام الليل واجب في رمضان أو في غيره من الشهور؟ وجهونا جزاكم الله خيراً!
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فليست صلاة التراويح واجبة، وهكذا قيام الليل ليس بواجب، لا في رمضان ولا في غيره، ولكنه سنة مؤكدة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ورغب فيها عليه الصلاة والسلام، وكان يصلي في الليل في السفر والحضر، ويوتر عليه الصلاة والسلام في السفر والحضر، لكن ليس بواجب، وأقل ذلك ركعة واحدة بعد العشاء، أو في آخر الليل، وكلما زاد فهو أفضل، وكان صلى الله عليه وسلم في الغالب يوتر بإحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بأقل من ذلك عليه الصلاة والسلام.
فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل ولو بركعة واحدة أو ثلاث ركعات.
كذلك سنة الضحى، وهكذا التراويح في رمضان.. قيام رمضان كله سنة.
الجواب: إذا حملت الطفل وفيه نجاسة وأصابك منها شيء في ثوبك أو في يدك أو رجلك تغسلين محل النجاسة، أما الوضوء فهو صحيح والحمد لله.. الطهارة صحيحة، لكن ما أصابك من النجاسة إذا كنت جازمة أن هناك نجاسة في اليد، أو أصاب الرجل، أو أصاب بعض الثوب يغسل محلها والحمد لله.
الجواب: لا يحرم على الصائم والصائمة الاكتحال، ولا يحرم على المرأة المكياج وهي صائمة، لكن ترك.. الكحل في الليل يكون أفضل؛ لأن بعض أهل العلم يكرهه، وربما وصل إلى الحلق، فكونه في الليل يكون أحسن، وإلا فلا يبطل، لو فعله في النهار فإنه لا يفطر الصائم، أما المكياج فهو لا يفطر في كل حال؛ لأن المكياج محله الوجه للجمال، فإذا كان لا يضر المرأة فلا مانع أن تستعمله في الليل أو في النهار، في الصوم وغيره.
مشكلتي أن والدي لا يصلي، وأشعر بالضيق الشديد عندما أقول له: يا والدي صل! فإن الفرق بين المسلم والكافر هي الصلاة لا يستمع إلي، وإني أحياناً لا أحب أن أراه لأنه لا يصلي، وينم في الناس كثيراً، فهل علي ذنب؟ وماذا أفعل تجاهه؟ أفيدوني ووجهوني جزاكم الله خيراً!
الجواب: الواجب عليك الرفق بوالدك، والنصيحة له، والدعاء له في ظهر الغيب.. تدعو له في ظهر الغيب أن الله يمن عليه بالهداية، وأن الله يصلح قلبه وعمله، ويمنحه التوبة، تجتهد في الدعاء لوالدك بالهداية والتوفيق، وعليك بالرفق وعدم الشدة على والدك؛ لأن الله يقول سبحانه في كتابه العظيم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، ثم يقول سبحانه: وَإِنْ جَاهَدَاكَ [لقمان:15]، يعني: الوالدين، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ [لقمان:15]، فأمر بأن يصاحبهما في الدنيا معروفاً مع أنهما كافران.
فالواجب عليك أن تصاحب والديك في الدنيا معروفاً، بالكلام الطيب، والنصيحة بالأسلوب الحسن.. بالرفق، والدعاء له بظهر الغيب أن الله يهديه ويمن عليه بالتوبة، وأبشر بالخير، وأنت مأجور وعلى خير عظيم، نسأل الله لأبيك الهداية والتوفيق، ونسأل الله لك العون على كل خير، وأن ينفع بجهودك وإرشادك.
الجواب: قد أحسنت فيما فعلت، وعليك التوبة إلى الله مما سلف، والواجب على المرأة أن تحتجب عن الأجنبي وإن كان أخا زوجها، أو عم زوجها، أو خال زوجها، عليها أن تحتجب وألا تصافحه؛ لقول الله عز وجل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، فبين سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع.
وقال سبحانه في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ [النور:31]، والزينة: جمالها من وجه ورقبة ويد وساق وقدم ونحو ذلك؛ كلها زينة، وأعظمها الوجه، فقد أحسنت بالحجاب، والله جل وعلا يمن عليك بالتوبة عما سلف، وعلى النساء اللاتي ذكرت أن يحتجبن أيضاً، وأن يتبن إلى الله سبحانه وتعالى، فالتوبة بابها مفتوح.
ولقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني لا أصافح النساء)، وقالت عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام).
ولأن مس اليد والمصافحة فيه فتنة للرجل الأجنبي فالواجب على المرأة ألا تصافح رجلاً أجنبياً، ولو كان أخا زوجها، ولو كان ابن عمها، ولو كان خال زوجها، أو عم زوجها، أما المحرم فلا بأس، والنساء لا بأس، كونها تصافح النساء لا بأس، أو تصافح محارمها، كأخيها وأبيها وعمها وخالها وأبي زوجها، لا بأس بذلك.
والمؤمن يتقي الله ويراقب الله وإن خالف العادة التي عليها جماعته، أمر الله مقدم ولو كره الناس، وهؤلاء النسوة إذا لم يتبن فترك زيارتهن أولى، حتى لا يجروك إلى ما لا ينبغي، لكن إذا رأيت الزيارة لهن للنصيحة والتوجيه إلى الخير فلا بأس، وإن كنت تخشين الفتنة منهن والأذى فاتركي الزيارة، فالمؤمن ينظر في الأصلح، والمؤمنة كذلك، فإن كان الأصلح الزيارة للدعوة والتوجيه فافعلي، وإلا فدعيهن واتركي زيارتهن لئلا يفتنك.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم!
تسأل سماحتكم عن حالها من ذي قبل.. قبل أن تتوب؟
الشيخ: مثلما تقدم، عليها لزوم الحق، وعليها التوبة عما سلف، والحمد لله.
المقدم: إذاً إذا تابت فلا شيء عليها؟
الشيخ: نعم، التوبة تجب ما قبلها.
هل يجوز لي أن أكشف على زوج عمتي، علماً بأننا كنا نسكن مع بعض، وكنا نأكل سوياً؟ وهل يجوز لي أن أكشف على أخي من الرضاع، وخالي من الرضاع، وهما: ابن خالي ورضع معي، وابن خالتي ورضع مع أمي؟
الجواب: أما زوج عمتك فهو أجنبي، مثل زوج أختك وأبعد، وهكذا زوج خالتك ليس لك الكشف عليهم؛ لأنهم أجناب، أما أخوك من الرضاع، وعمك من الرضاع وخالك من الرضاع؛ هؤلاء محارم، لك الكشف عليهم لا بأس، وهكذا زوج أمك وزوج الجدة وزوج بنتك وبنت بنتك وبنت إبنك، هؤلاء محارم إذا كانوا من الرضاع أو من النسب، سواء كان من الرضاع أو من النسب، زوج الأم.. زوج الجدة.. زوج البنت.. زوج بنت الإبن.. زوج بنت البنت؛ كلهم محارم من النسب والرضاع جميعاً.
الجواب: نوصيك بالرفق والحذر من الدعاء على أولادك، أما الضرب فلا بأس، إذا ضربتيهم ضرباً خفيفاً للتأديب إذا أساءوا، ورأيت أن الضرب فيه مصلحة يكون خفيفاً يسيراً، يحصل به التأديب والتوجيه إلى الخير.
أما الدعاء عليهم بالهلاك، أو سبهم ولعنهم فهذا لا يجوز، وعليك أن تجاهدي نفسك في ذلك، والله جل وعلا هو الموفق والمعين، فاسأليه التوفيق والإعانة، واجتهدي في حفظ اللسان إلا من الخير.. إلا من الدعاء لهم بالخير.
المقدم: جزاكم الله خيراً!
كونها تقول: إن ذلك غصباً عنها سماحة الشيخ؟
الشيخ: على كل حال عليها المجاهدة.. عليها أن تجاهد، والشيء الذي يغلبها من غير قصد ومن غير عمد نرجو الله أن يعفو عنها.
الجواب: هذا إلى المحكمة، والرجل إذا كان ليس له تسبب في كسر يدها ليس عليه شيء، إنما الدية على من تسبب في ذلك من الأشخاص الذين زحموها، فإذا ثبت أن فلان بن فلان زحمها حتى سقطت وانكسرت يدها فهو الذي عليه الدية لهذا الكسر، وأما السائق إذا كان الأمر كما قلت في سؤالك فالسائق ليس له في هذا شيء، وليس عليه شيء، إنما هو واقف للركوب.. لاركابهم، فالذي عليه مسئولية هو من ثبت أنه زحمها حتى سقطت، وهذا يرجع إلى المحكمة في إثبات ذلك.
الجواب: ليس عليك شيء، إذا كنت تسير السير الذي أذن لك فيه، وسمح لك به فليس عليك شيء إذا أصبت طيراً أو كلباً أو قطاً أو ما أشبه ذلك.
لكن لا تعمد.. لا تعمد، وإذا غلبك فلا بأس.
الجواب: الواجب عليكم الصلاة في الجماعة، والواجب عليه أن يسمح لكم بذلك، ولا يجوز له أن يمنعكم من ذلك، وليس له الحق في ذلك، والواجب عليكم عدم طاعته في هذا، (إنما الطاعة في المعروف)، نسأل الله لنا ولكم وله الهداية.
الجواب: يوم الغسيل لا شك أنه يحصل به الإفطار لأن فيه إخراج دم وإدخال دم، فإذا كان يوم الغسيل فعليك أن تقضي هذا اليوم، لا بأس أن تفطري لأنك مريضة، وعليك القضاء عن ذلك اليوم في الأيام التي فيها صحة وقدرة على القضاء، والحمد لله، ولو تأخرت، وليس عليك إطعام إذا قضيت قبل رمضان.. إذا قضيت صيام رمضان قبل رمضان الآخر، ولو مفرقاً، المهم القضاء، سواء كان متتابعاً أو مفرقاً، فاتقي الله ما استطعت؛ لأن الله يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] أما الأيام التي ليس فيها غسيل فصومي والحمد لله.
الجواب: إذا كان من باب الإبر في الوريد أو في العضل لا يفطر الصائم، أما إذا كان من باب التغذية.. يغذي الصائم.. إبر التغذية هذه تفطر الصائم، أما إذا كان لا، لتسكين الآلام، وتخفيف الآلام، سواء كان في الوريد أو في العضل فإنه لا يفطر الصائم، وهكذا إذا كان الدواء يمسح به على المرض.. يمسح به على المرض في اليد أو في الوجه أو في الرجل أو في الرأس فهذا لا يضر الصوم.
المقدم: جزاكم الله خيراً!
إذا كانت كميته سماحة الشيخ تصل إلى نصف لتر تقريباً؟
الشيخ: المقصود: إذا كان ليس من باب التغذية، ولكن من باب تسكين الآلام وتخفيض الآلام أو تخفيفها فلا حرج في ذلك.
الشيخ: إذا كان لا يستطيع الصوم، يعني: في جميع الأيام يحتاج إلى تغسيل، أو معه مرض يؤلمه في الصوم، وهذا قرر الأطباء أنه مرض مستمر لا يرجى برؤه فإن عليه الإطعام فقط، ليس عليه الصيام.
أما إذا كان يرجى أنه يشفى فإنه يؤجل الصوم إلى وقت العافية؛ لقوله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، فإذا كان هذا المريض يرجو العافية فإنه يؤخر القضاء ويقضي، أما إذا قرر الأطباء أن هذا المرض لا يرجى برؤه فهو مثل الشيخ الهرم.. مثل الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يطعم عن كل يوم مسكيناً.
الجواب: إن كان معيناً.. فقيرة معينة فقد أدت ما عليها، وإن كان أرادت فقيرة مطلقاً تعطي غيرها، فقيرة أخرى، أما إذا كانت عينت الفقيرة فلانة بنت فلان المعينة ورفضت فقد أدت ما عليها، وتم النذر، والحمد لله، ولو رفضت.
الجواب: هو أعلم بنفسه، إذا عجز عن القيام صلى قاعداً، إذا كان يشق عليه مشقة كبيرة صلى قاعداً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعمران بن الحصين وكان مريضاً بالبواسير: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)، والله جل وعلا يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، الحمد لله.
الجواب: لا حرج في ذلك، مع الفاتحة.. لا حرج في ذلك، في الفرض والنفل.
يأتي أناس لأحد القبور لدينا من جميع البلدان ويقفون عند هذا القبر، بل ويقيمون لفترة لا تقل عن أسبوع، ويعملون حلقات الذكر، فكيف نوجه هؤلاء؟ وبم توجهونهم؟ جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم!
الجواب: هذا بدعة، ومن وسائل الشرك، يوجهون بأنه لا يجوز لهم هذا، المشروع أن يأتوا للسلام والزيارة، فيسلمون على أهل القبور ويدعون لهم ثم ينصرفون، أما الجلوس عندهم لإقامة دروس أو قراءة القرآن أو لأجل الدعاء يوم أو يومين أو أقل أو أكثر هذا لا يجوز، ليس من سنته عليه الصلاة والسلام، إنما يسلم ويدعو لهم ثم ينصرف.
كان النبي يعلم أصحابه.. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، وهكذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم، يزور القبور ويسلم عليهم ويدعو لهم ثم ينصرف، أما الجلوس عندهم أسبوع أو أسبوعين أو يوم أو يومين للصلاة أو للدعاء أو للقراءة أو للصدقات هذا لا أصل له، بل هو من وسائل الشرك والغلو، فإن دعوا الأموات واستغاثوا بهم صار شركاً أكبر.. إن دعوهم أو نذروا لهم أو ذبحوا لهم يتقربون إليهم بذلك، أو استعانوا بهم؛ فهذا هو الشرك الأكبر، كما قال الله سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، وقال عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14]، فسماه شركاً.. سمى دعاءهم إياهم شركاً به، فدل ذلك على أنه لا يجوز دعاء الأموات، ولا الأصنام، ولا الأحجار، ولا الكواكب، ولا الملائكة ولا غيرهم، بل يدعى الله وحده، هو الذي يدعى جل وعلا، هو الذي يسأل سبحانه وتعالى، قال تعالى: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18].
فالمؤمن يجتهد في دعاء ربه والضراعة إليه وسؤاله، ولا يدعو معه لا ملكاً ولا نبياً ولا شجراً ولا حجراً ولا صنماً ولا جناً ولا كوكباً ولا غير ذلك، العبادة حق الله وحده.
أما الحي الحاضر الذي يسمع كلامك، أو من طريق المكاتبة أو الهاتف.. التلفون، تقول له: افعل كذا وتأمره بكذا، لا بأس، عن طريق الهاتف.. التلفون.. عن طريق المكاتبة، أو حاضر عندك تكلمه تقول: افعل كذا، أصلح سيارتي.. أسق نخلي.. أرسل لي كذا وكذا، لا بأس بهذا، هذه أمور عادية لا بأس بها؛ ولهذا قال الله سبحانه في قصة موسى : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15]، لأنه حاضر عنده، يقدر على إغاثته، بخلاف دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الملائكة أو الأشجار والأحجار؛ هذا كله من الشرك الأكبر.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم!
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: آمين، نرجو ذلك!
المقدم: جزاكم الله خيراً!
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته.
وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر