السؤال: هل يجوز للمرأة في نهار رمضان أن تكتحل، أو تمس شيئاً من الطيب؟
الجواب: نعم يجوز للمرأة ولغيرها أيضاً أن تكتحل في نهار رمضان، وأن تقطر في عينها، وأن تقطر في أذنها، وأن تقطر في أنفها أيضاً، ولكن القطور في الأنف يشترط فيه أن لا يصل إلى الجوف، لأنه إذا وصل إلى الجوف عن طريق الأنف كان كالأكل والشرب، قال النبي عليه الصلاة والسلام لـ لقيط بن صبرة : ( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )، وهذا دليل على أن ما وصل عن طريق الأنف فحكمه حكم ما وصل عن طريق الفم، ويجوز لها كذلك ولغيرها أن تمس الطيب، وأن تستنشق الطيب من دهن العود ونحوه، وأما البخور فإنه يجوز للصائم أن يتبخر لكن لا يستنشق الدخان، لأن الدخان جرم يصل إلى الجوف لو استنشقه، وعلى هذا فلا يستنشق، والحاصل أنه يجوز للصائم أن يكتحل، ويقطر في عينه، ويقطر في أذنه، ويقطر في أنفه بشرط أن لا يصل ما يقطره في الأنف إلى جوفه، ويجوز له أن يتطيب بجميع أنواع الطيب، وأن يشم الطيب، إلا أنه لا يستنشق دخان البخور، لأن الدخان ذو جرم يصل إلى المعدة، فيخشى أن يفسد صومه بذلك.
السؤال: ما هو العلم الذي نصت عليه الأحاديث، وورد في آيات القرآن الكريم؟
الجواب: العلم الذي وردت الشريعة بالثناء على أهله والترغيب فيه، إنما هو العلم بأحكام شريعة الله عز وجل، وقبل ذلك العلم بالله عز وجل، بأسمائه وصفاته، وما له من الصفات العليا والأفعال الحميدة المبنية على الحكمة والرحمة، ولهذا قال الله تعالى:
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
[فاطر:28]، أي: العلماء به تبارك وتعالى، وبما له من العظمة التي تقتضي الخشية منه، وليس كما يفهمه بعض العامة وأشباههم، من أن المراد بالعلماء في هذه الآية العلماء بالكون الذين أحاطوا بشيء من علمه، وما أوتوا من العلم إلا قليلاً، فإن من الناس من علم شيئاً من الكون مما علمه الله، ومع ذلك فإنه من أشد الناس استكباراً، وأبعدهم عن خشية له تبارك وتعالى.
وإنما المراد بالعلماء العلماء بالله، وبما له من العظمة والكبرياء، اللذين بهما تكون الخشية لله سبحانه وتعالى، وخلاصة الجواب: أن العلم الذي ورد في الكتاب والسنة فضله والترغيب فيه، إنما هو العلم بالله تبارك وتعالى وبأحكامه الشرعية التي تعبد عباده بها، وأما العلم بما أودع الله تعالى في الكون من الأسرار والحكم، فإنه داخل في العلم بالله سبحانه وتعالى.