إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [325]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • السؤال: عن الهدية التي تهدى لرجل لك عنده معاملة, ما حكم أخذ هذه الهدية, وهناك حديث: ( تهادوا تحابوا

    الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    الهدية لا شك أنها توجب المودة والمحبة والألفة بين الناس, وهذا أمر يشهد بالواقع, ولكن إذا تضمنت مفسدة أكبر من مصلحتها فإن القاعدة الشرعية تقتضي أن تكون حراماً, ألا ترى إلى قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا [البقرة:219] , ولما كان إثمهما أكبر من نفعهما حرمهما الله عز وجل, فالهدية إذا تضمنت محظوراً صارت حراماً, مثل أن تهدي إلى شخص موظف لدى الدولة وملزم بأن يقوم بعمل تلك المصلحة فتهدي إليه الهدية ليقوم بالعمل الذي يجب عليه القيام به بمقتضى وظيفته, فإن الهدية هنا تكون حراماً؛ لأن قبول الهدية حرام, وما كان سبباً للحرام فهو حرام, وفي الحديث الصحيح: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن اللتبية عاملاً على الصدقة, فلما رجع قال: هذا لكم وهذا أهدي إلي, فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك, وقال: هلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟ ).

    ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( هدايا العمال غلول ).

    فلا يحل لأحد قائم على عمل للدولة أن يقبل هدية من له عنده معاملة؛ لأن ذلك شبيه بالرشوة, بل في الحقيقة رشوة؛ لأن هذا المهدي إنما أهدى ليتوصل إلى حقه الذي يجب على المهدى إليه أن يقوم به.

    خلاصة الجواب: أنه يجب على من كان قائماً على وظيفة من الوظائف أن يتقي الله تعالى في نفسه, وأن يقوم بها على الوجه الذي تبرأ به الذمة, وأن لا يمنع حقوق الناس من أجل أن يضطرهم إلى بذل المال له, هذا من جهة المهدى إليه.

    أما من جهة المهدي فإنه لا يحل له أن يهدي إلى أحد قائم على عمل من أجل أن يقوم بما يلزمه من العمل, نعم لو فرض أن حقك لا يمكن أن يستخلص إلا بشيء فهنا قد نقول: إنه لا حرج عليك؛ لأنك تريد استنقاذ حقك, ولكن الحرج والإثم على الآخذ.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089123435

    عدد مرات الحفظ

    781991821