الجواب: من نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة ومن تمام حفظه لكتابه العزيز أن قيض للمسلمين هذه المصاحف التي كتب فيها القرآن وطبع فيها القرآن على وجه معرب تمام الإعراب في الحركات والسكنات والمدات وغير ذلك، وهذا داخل في قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] فإذا كان الإنسان باستطاعته أن يقرأ القرآن من هذه الصحف المعربة المشكولة ولو شق عليه ذلك ولو تتعتع فيه فإنه يجوز له أن يفعل وإن لم يكن له قارئ يقرِئه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )، فأنت أخي السائل اقرأ القرآن وتهجه حرفاً حرفاً وكلمة كلمة مع إتقان الحركات والسكنات وهذا كافي، وفيه خير عظيم ولك مع المشقة أجران كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأما قراءة القرآن على وجه التجويد المعروف فإن ذلك ليس بواجب؛ لأن التجويد إنما يراد به تحسين القراءة فقط، وليس أمرا واجباً حتماً يأثم الإنسان بتركه بل الواجب الحتم أن يقيم الحركات والسكنات ويبرز الحروف.
الجواب: ليس عليك شيء ما دام هذا الفستان ضافيا يغطي جسدها كله فإن الكفن لا يشترط أن يكون من ثوب معين بل كل ثوب مباح ستر جسد الميت فإنه يجزئ التكفين به، وعلى هذا فإن عملك هذا ليس عليك فيه شيء وهو عمل يحصل به فرض الكفاية.
الجواب: الواجب عليكم وأنتم تعرفون من هي له هذه البقر والغنم أن تؤدوا المظالم إلى أهلها، فإن لم تفعلوا فسوف يأخذون هذه المظالم من أعمالكم يوم القيامة، وبذلك تكونون مفلسين، فقد حدث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم أصحابه قال: ( من تعدون المفلس فيكم؟ قالوا: من لا درهم عنده، أظن ولا متاع قال: إن المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال، فيأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن لم يبق من حسناته شيء أخذ من سيئاتهم وطرح عليه ثم طرح في النار )، والمشاكل التي قد تحدث فيما لو صارحتموهم بأنكم سرقتم وهذا قيمة المسروق يمكن تلافيها بأن تعطوا قيمة هذا المسروق من تثقون به من الناس فيسلمها لهم، فإن هذا الذي تثقون به إذا كان من معارفهم فلن يتهموه بأنه هو الذي سرق، وفي هذه الحال أقول إنكم تعطونهم القيمة؛ لأن الرجوع إلى القيمة هنا قد يكون من الضرورة وإلا فإن الواجب على من أتلف حيوانا لشخص أن يرد عليه مثل هذا الحيوان؛ لأن الحيوان من الأشياء المثلية على القول الراجح من أقوال أهل العلم، وإذا لم تجدوا من تثقون به من معارفهم الذين يؤدون إليهم حقهم فبإمكانكم أن ترسلوا هذا بالشيك أو بجنيه سوداني في البريد فإن خفتم أن يطلعوا على ذلك بواسطة اسمكم على الشيك تعين أن ترسلوه بالجنيه السوداني، أما إذا كان صاحب البقر أو الغنم غير معلوم عندكم فإنكم تتصدقون بقيمة ذلك تخلصاً مما في ذممكم ليكون أجره لصاحب البقر والغنم.
الجواب: ذكر أهل العلم أن إغماض العينين في الصلاة مكروه، والمشروع أن يكون الإنسان فاتح العينين وأن ينظر إلى محل سجوده إلا أن يكون هناك سبب لتغميض العينين مثل: أن يكون أمامه مرائي تشغله فلا حرج عليه أن يغمض عينيه، والمرائي التي تشغله مثل أن يكون حوله صبيان يلعبون فلو فتح عينيه لوقع نظره عليهم واشتغل بهم فحينئذ لا بأس أن يغمض عينيه، فالقاعدة إذن: أن تغميض العينين مكروه لكن إذا كان هناك سبب يقتضي ذلك لم يكن مكروها.
الجواب: نعم سجود التلاوة سنة مؤكدة إذا مر الإنسان بآية سجدة في أي وقت كان في الصباح أو المساء أو الظهر أو في الليل أو في أي زمان، وليست بواجبة؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن زيد بن ثابت قرأ عليه صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها، ولو كان السجود واجبا لأمره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يسجد، وإذا كانت السجدة في الصلاة فلها تكبير حين السجود وحين الرفع من السجود؛ لأن جميع الواصفين لصلاة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكرون أنه يكبر كلما خفض وكلما ركع، وكان يقرأ السجدة في الصلاة فيسجد فيها كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( قرأ في صلاة العشاء من سورة الانشقاق وسجد فيها )، فيكبر إذا سجد وإذا ركع، ولا فرق بين أن تكون السجدة في أثناء القراءة فيقوم ويكمل قراءته أو في آخر القراءة فإنه يسجد ويقوم، يسجد بتكبير ويقوم بتكبير فإذا استوى قائماً كبر للركوع ولا بأس، ولا يجزئ الركوع عن السجود يعني: لو كانت سجدة في آخر آية قرأها فإن الركوع لا يجزئ عن السجود، أما إذا كان السجود خارج الصلاة فإن أقرب الأقوال عندي أنه يكبر إذا سجد ولا يكبر إذا رفع ولا يسلم؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يكبر إذا رفع أو أنه يسلم.
الجواب: نعم الخسوف للقمر والكسوف للشمس، وقد يقال الخسوف لهما جميعا، وقد يقال الكسوف لهما جميعا والأمر في هذا واسع.
أما كيفية صلاة الكسوف: فإنه ينادى لها إذا حصل كسوف ينادى: الصلاة جامعة مرتين أو ثلاثا أو خمسا أو سبعاً حتى يغلب على ظنه أن النداء بلغ الناس، وليس في النداء لها تكبير ولا تشهد وإنما يقال: الصلاة جامعة فقط، ولا يزاد صلوا يرحمكم الله؛ لأن الاقتصار على ما ورد أفضل من الزيادة.
أما كيفية الصلاة: فإنه يكبر ويستفتح ويقرأ الفاتحة وسورة طويلةً جداً بقدر ما يستطيع حتى جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ فيها بنحو سورة البقرة، ثم يركع ركوعا طويلاً، طويلاً. طويلاً، يسبح الله فيه ويعظمه يقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ذي الجبروت، سبحان ذي الملكوت، سبحان ذي العظمة، ويكثر من تعظيم الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أما الركوع فعظموا فيه الرب )، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، المهم أنه يأتي بكل ما ورد من تعظيم الله عز وجل.
ثم يرفع رأسه قائلا: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلةً، طويلة، طويلة لكنها دون الأولى، ثم يركع ركوعاً طويلاً طويلاً، يكثر فيه من تعظيم الله عز وجل إلا إنه دون الركوع الأول، ثم يرفع رأسه قائلا: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ويقوم قياماً طويلاً طويلاً طويلاً بقدر ركوعه وهو يسبح الله ويحمد الله ويثني عليه، ولو كرر ذلك فلا بأس، ثم يسجد سجودا طويلاً طويلاً جداً بقدر الركوع يكثر فيه من التسبيح: سبحان ربي الأعلى، ومن الدعاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ).
ثم يرفع من السجدة الأولى ويجلس بين السجدتين جوساً طويلاً، طويلاً، طويلاً بقدر السجود يدعو فيه بما أحب: رب أغفر لي وارحمني وعافني وأجبرني وأهدني ويسر أمري وأشرح صدري وما شاء من الدعاء، ثم يسجد السجدة الثانية سجدة طويلةً. طويلةً، طويلة كالأولى.
ثم يقوم فيقرأ الفاتحة وسورةً طويلةً طويلة لكنها دون الأولى، ثم يركع ركوعا طويلاً طويلاً لكنه دون الأول، ثم يرفع فيقرأ الفاتحة وسورة طويلةً طويلة لكنها دون الأولى، ثم يركع الركوع الثاني ويطيل الركوع لكنه دون الأول، ثم يرفع فيقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ويطيل الوقوف بقدر الركوع، ثم يسجد ويطيل السجود لكنه دون الأول، ثم يجلس بين السجدتين ويطيل الجلوس لكنه دون الأول، ثم يأتي بالسجدة الثانية ويطيل السجود لكنه دون السجود في الركعة الأولى، ثم يقوم ويتشهد ويسلم.
هذه صفة صلاة الكسوف التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين كسفت الشمس، ثم بعد ذلك يخطب خطبة واعظة يعظ الناس فيها ويبين لهم الحكمة من الكسوف، ويحذرهم من عقاب الله عز وجل كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين خطب في الناس بعد الصلاة خطبة واعظة تحرك القلوب وتلينها، فإن الشمس كسفت في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم يعني: ابن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأنهم في الجاهلية يعتقدون إنها لا تنكسف إلا لموت عظيم أو حياة عظيم، ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين لهم أن هذه عقيدة فاسدة، كسفت في اليوم التاسع والعشرين من شهر شوال في السنة العاشرة من الهجرة، هكذا قال المحققون الفلكيون حينما ارتفعت صباح ذاك اليوم قيد رمح فكسفت كسوفاً كلياً حتى صارت كأنها قطعة نحاس ففزع الناس فزعاً عظيماً حتى إن رسول الله صلى الله وسلم خرج فزعاً عجلاً يجر رداءه صلوات الله وسلامه عليه حتى لحق بهم وأقام الصلاة وفي مقامه هذا عرضت عليه الجنة والنار ورأى ما فيهما، فحين عرضت عليه الجنة عُرض له عنقود من العنب فتقدم ليأخذ منه ثم بدا له ألا يفعل عليه الصلاة والسلام، وعرضت عليه النار حتى تأخر عليه الصلاة والسلام فخاف أن يصيبه من لفحها، وكان يوماً مشهوداً عظيماً فزع فيه الناس فزعا عظيماً.
وبه يدرك المرء شأن الكسوف وأنه يجب أن يهتم به الناس، وان من السنة أن يفزعوا فزعاً مع الخوف من الله عز وجل ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا حدث الكسوف أن يفزع الناس إلى الصلاة والذكر والصدقة والعتق كل هذا خوفاً من نزول عذاب أنذر الله منه عباده بهذا الكسوف، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا آياته على وجه نتعظ بها ونعتبر بها إنه على كل شيء قدير.
الجواب: لا يلزمها ذلك لكن تستر قدميها بثوب طويل يكون ضافياً على القدمين، وقولنا: إن ذلك لا يجب عليها لا يعني: أنه يحرم عليها أن تلبس الخفين، بل لها أن تلبس الخفين دون لبس القفازين وهما شراب اليدين فإنه لا يجوز للمحرمة أن تلبسهما؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى المحرمة أن تلبس القفازين، فإن قال قائل: كيف تستر كفيها إذا أحرمت بعباءتها أو بخمارٍ واسع طويل أو بثوب له أكمام طويلة، المهم أنه يمكنها أن تستر الكفين دون أن تلبس القفازين.
الجواب: إن قراءة الفاتحة بين يدي الدعاء أو في خاتمة الدعاء من البدع؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يفتتح دعاءه بالفاتحة أو يختم دعاءه بالفاتحة، وكل أمر تعبدي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن إحداثه بدعه، نعم ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الفاتحة رقية، أي: يُقرأ بها على المرضى يستشفى بها، وهذا شيء واقع مجرب فإن قراءة الفاتحة على المريض من أقرب العلاج للشفاء.
الجواب: أولاً: نقول لهذا السائل إنه لم يمض سنة كاملة، مضى عشرة أشهر.
وثانياً: كان عليه أن يسأل مبكراً لكن نسأل الله لنا وله العافية، فالواجب عليه الآن أن يخرج زكاة الفطر حالاً من حين أن يسمع كلامنا هذا فيخرجها للفقراء ونسأل الله تعالى أن يتقبلها منا ومنه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر