إسلام ويب

مفطرات الصيام المعاصرة [2]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من المفطرات المعاصرة التي اختلف فيها الفقهاء: الحقن الوريدية والعضلية، والحقن الشرجية والتحاميل المهبلية، ولكنهم اتفقوا على أن المراهم والدهانات لا تفطر.
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

    المسألة التاسعة: قطرة العين هل هي مفطرة أو ليست مفطرة؟

    للعلماء المتأخرين في ذلك خلاف، وهذا الخلاف يبنى على خلاف سابق للعلماء المتقدمين، وهو ما يتعلق بالكحل، هل الكحل مفطر أو ليس مفطراً؟

    وكان لهم في هذه المسألة رأيان:

    فالرأي الأول: أن الكحل ليس مفطراً، وهذا مذهب الحنفية والشافعية، ويستدلون على هذا بأنه لا يوجد منفذ بين العين والجوف، لذلك فإنه لا يكون مفطراً.

    والرأي الثاني: رأي المالكية والحنابلة وهو: أن الكحل يفطر، وهذا بناء على أن هناك منفذاً بين العين والجوف.

    وعلى هذا الخلاف اختلف العلماء في الوقت الحاضر فيما يتعلق بقطرة العين، هل هي مفطرة أو ليست مفطرة؟ فكان لهم رأيان أيضاً:

    الرأي الأول: أن قطرة العين ليست مفطرة، وهذا قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وأيضاً الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، وجمع من المتأخرين.

    واستدلوا على هذا بأن قطرة العين تساوي ستة بالمائة من السنتيمتر المكعب، فإذا فرضنا أن هذه القطرة ستنتقل إلى البلعوم ثم بعد ذلك إلى المعدة فإنه لن يصل منها إلا شيء يسير؛ لأن هذه القطرة أو النقطة تنقل عن طريق العروق، لذلك فإنه إذا فرض وصول شيء إلى المعدة، فإنه شيء يسير يعفى عنه كما يعفى عن المتبقي من الماء بعد المضمضة، كما أن هذه النقطة التي توضع في العين أثناء مرورها في القناة الدمعية تمتص جميعاً ولا تصل إلى البلعوم، وأيضاً قالوا: إن هذه القطرة ليس منصوصاً عليها وليست في معنى المنصوص.

    والرأي الثاني: قالوا: بأن قطرة العين أنها مفطرة قياساً على الكحل.

    لكن الصواب في ذلك أن هذه القطرة ليست مفطرة، وإن كان الطب الحديث قد أثبت وجود اتصال بين العين وبين الجوف عن طريق الأنف، إلا أن هذا النقطة التي تستوعبها العين نقطة يسيرة، وتمتص في القناة الدمعية، فلا يصل إلى البلعوم منها شيء، وحينئذ لا يصل إلى المعدة منها شيء، وإن وصل فهو شيء يسير يعفى عنه، كما يعفى عن المتبقي من الماء بعد المضمضة، وهذا القول هو الصواب.

    وأما القياس على الكحل فهذا فيه نظر لما يلي:

    أولاً: أن الكحل لم يثبت أنه مفطر، فما ورد من نهي الصائم عنه ضعيف ولا يثبت.

    ثانياً: أنه قياس على موضع الخلاف.

    ثالثاً: لو فرضنا أنه يصل، فإنه يعفى عنه كما يعفى عن المتبقي من الماء بعد المضمضة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522486

    عدد مرات الحفظ

    777111224