إسلام ويب

شرح متن نخبة الفكر [3]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • مذهب أهل السنة والجماعة أن الحديث متى صح تلقته الأمة بالقبول ووجب العمل به سواء كان ذلك في العمليات أو كان في العقائد، فما رواه عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ فهو الصحيح لذاته، ثم تتفاوت رتبة صحته بتفاوت شروطه، ومن هنا علم أن صحيح البخاري مقدم
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، والصلاة على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى:

    [ ثم الغرابة إما أن تكون في أصل السند أو لا.

    وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته، وتتفاوت رتبه بتفاوت هذه الأصناف، ومن ثم قدم صحيح البخاري ثم مسلم ثم شرطهما، فإن خف الضبط ... ].

    ذكرنا فيما تقدم تعريف المتواتر، وأنه يفيد العلم اليقيني كما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى بشروطه، وذكرنا شروط المتواتر، وهي: أن يكونوا جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عادة، وأن يسندوه إلى أمر محسوس، وأن يوجد ذلك في كافة طبقات السند.

    وهذه الجماعة هل لها حد بالنسبة للعدد؟ هذا موضع خلاف، فبعض العلم حدها بأربعة، وبعضهم بخمسة، وبعضهم بعشرة وبعضهم بعشرين، وبعضهم بأربعين، وبعضهم بسبعين.. إلى آخره. والصواب في ذلك: أنه لا حد، المهم أن تكون جماعة يستحيل تواطؤها على الكذب بلا حد.

    وكذلك تقدم لنا خبر الآحاد هل يفيد العلم أو لا يفيد العلم؟ وذكرنا ثلاثة آراء:

    الرأي الأول: أنه يفيد العلم، وهذا الذي ذهب إليه ابن حزم ونصره النووي ، وأيضاً ذهب إليه ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة، ونصره النووي رحمه الله تعالى.

    والرأي الثاني: أنه لا يفيد العلم.

    والرأي الثالث: أنه يرجع في ذلك للقرائن.

    لا بد أن أنبه إلى مسألة، وهي أن مذهب أهل السنة والجماعة أن الحديث متى صح فإنه مقبول، يعني: هذا التقسيم متواتر وآحاد ما كان موجوداً عند المتقدمين، ويظهر والله أعلم أن هذه التقسيمات جاءت من بعض الأصوليين. ومذهب أهل السنة والجماعة: أنه متى صح الحديث فإن الأمة تتلقاه بالقبول ويجب العمل به، سواء كان ذلك في العمليات أو كان ذلك في العقائد، ولا بد أن نتنبه لهذه المسألة؛ لأن طوائف من أهل الكلام من المبتدعة توصلوا بمثل هذا الكلام إلى نفي كثير من العقائد الواردة في الأحاديث الآحاد، فمثلاً يقول: هذا خبر آحاد، والآحاد لا يفيد العلم، وإنما يفيد الظن، والظن لا يغني من الحق شيئاً، فلا تثبت به عقيدة.

    إذاً: لا بد أن نفهم هذه المسألة، وأن مذهب أهل السنة والجماعة أنه متى ثبت الحديث فإنه يثبت به مقتضاه، سواء كان ذلك من قبيل العمليات، أو كان ذلك من قبيل العقائد؛ لأن كثيراً من أهل الكلام والمبتدعة توصلوا بمثل هذا إلى رد كثير من العقائد، فيقول: هذا خبر آحاد، والآحاد لا يفيد العلم، وإنما يفيد الظن، والله عز وجل يقول: إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [يونس:36] فلا تثبت به عقيدة، وهذا لا شك أنه باطل.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088549069

    عدد مرات الحفظ

    777267625