إسلام ويب

شرح متن نخبة الفكر [18]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • سوء الحفظ إن كان ملازماً للراوي فهو الشاذ على رأي، وإن كان طارئاً للراوي فهو المختلط، فما كان قبل الاختلاط فروايته مقبولة، وما كان بعد الاختلاط فروايته مردودة، وقد يتقوى حديث سيئ الحفظ بالمتابعات ولذلك شروط.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ثم سوء الحفظ إذا كان لازماً فهو الشاذ على رأي، أو طارئاً فالمختلط، ومتى توبع سيئ الحفظ بمعتبر، وكذا المستور، والمرسل، والمدلس، صار حديثهم حسناً لا لذاته بل بالمجموع، ثم الإسناد إما أن ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم تصريحاً أو حكماً من قوله أو فعله أو تقريره ].

    ذكر الحافظ رحمه الله تعالى أن من أسباب رد الحديث: سوء الحفظ من قبل الراوي، وسوء الحفظ قسمه الحافظ رحمه الله تعالى إلى قسمين، وتقدم لنا أن من شروط الحديث الصحيح الضبط، وذكرنا أن الضبط ينقسم إلى قسمين: ضبط الصدر وضبط الكتاب، وسوء الحفظ هذا يخالف الضبط، وسوء الحفظ هذا ينقسم إلى قسمين:

    القسم الأول: يقول المؤلف رحمه الله تعالى: (إن كان لازماً فهو الشاذ على رأي)، هذا القسم الأول: أن يكون ملازماً للراوي من أول حياته، أي: أن الراوي من أول حياته سيء الحفظ لا يضبط مروياته. فيقول المؤلف رحمه الله: رواية سيء الحفظ الملازم له من أول حياته على رأي بعض العلماء هو الشاذ. وعلى هذا فالشاذ على هذا الرأي: ما تفرد به سيء الحفظ.

    وقد تقدم لنا تعريف الشاذ بأنه ما خالف الثقة من هو أوثق منه، أو ما تفرد به الثقة مع ترجح الخطأ. وهذا هو الصواب. لكن قال المؤلف هنا (على رأي)، فيكون أيضاً من تعريف الشاذ: (ما تفرد به سيء الحفظ) هذا على رأي، وتقدم لنا أن الشاذ هو ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو أوثق منه، أو ما تفرد به الثقة مع ترجح الخطأ.

    القسم الثاني: ما عناه المؤلف بقوله (أو طارئاً) أن يكون طارئاً، فالمختلط بمعنى: أنه ضابط، لكن طرأ عليه سوء الحفظ فأصبح مختلطاً، إما لكبر، وأصبح يخلط في روايته، أو لذهاب بصره، أو لاحتراق كتبه، أو لغير ذلك، أو لمرض أصابه.. إلى آخره.

    حكم حديث سيء الحفظ

    بالنسبة لسوء الحفظ الملازم للراوي ما حكم روايته؟ مردودة. لكن بالنسبة إذا كان سوء الحفظ طارئاً وهو ما يسمى بالمختلط، فهذا المختلط هل روايته مقبولة، أو نقول بأن روايته غير مقبولة؟

    نقول بأن هذا ينقسم إلى أقسام:

    القسم الأول: إن امتنع من الرواية بعد الاختلاط فإن روايته مقبولة. أي: لما اختلط ترك التحديث، فنقول بأن روايته مقبولة.

    القسم الثاني: إذا تميز ما حدث به قبل الاختلاط مما حدث به بعد الاختلاط، فنقول بأن روايته مقبولة إذا كانت قبل الاختلاط، وما كان بعد الاختلاط فغير مقبولة، والحقيقة أن العلماء رحمهم الله تعالى وضعوا لذلك قواعد، فقالوا بالنسبة للمختلطين: فلان سمع منه قبل الاختلاط يؤخذ منه وبعد التاريخ الفلاني روايته غير صحيحة، وقبل التاريخ الفلاني روايته صحيحة، سماع البلد الفلاني صحيحة منه؛ لأنهم سمعوا منه قبل الاختلاط الكبار والأئمة.. إلى آخره، وسماعهم يكون قبل الاختلاط.

    المهم أن العلماء رحمهم الله جعلوا لذلك قواعد وضوابط، ومن أحسن ما ألف في ذلك: (الكواكب النيرات) لـابن الكيال رحمه الله تعالى فيما يتعلق بالمختلطين.

    وكذلك مما يعرف به حديث المختلط، فيعرف ما كان صحيحاً من حديثه وما لم يكن صحيحاً يعرف بالقرائن، كأن يعرض حديثه ويقارن بأحاديث غيره، فإذا لم يغير بالإسناد ولا المتن فنعرف أن هذا الحديث حدث به قبل الاختلاط.

    القسم الثالث: إذا اشتبه الأمر فلا ندري هل هذا حدث به قبل الاختلاط أو لم يحدث به قبل الاختلاط؟ فنقول: يتوقف في ذلك، والأصل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحتياط.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088563205

    عدد مرات الحفظ

    777351579