إسلام ويب

شرح متن نخبة الفكر [19]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحديث المرفوع: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، وهو إما مرفوع تصريحاً أو مرفوع حكماً، وله أقسام وصور، والصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ما لم يرتد بعد موته، ومن تخللته ردة ثم آمن فهو صحابي، والتابعي: من
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أو إلى الصحابي كذلك، وهو من لقي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام ولو تخللت ردة في الأصح، أو إلى التابعي، وهو من لقي الصحابي كذلك، فالأول المرفوع، والثاني الموقوف، والثالث المقطوع، ومن دون التابعي فيه مثله، ويقال للأخيرين: الأثر ].

    تقدم لنا أن المرفوع في اللغة: مأخوذ من (رفع) ضد (وضع)، وسمي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مرفوعاً لارتفاع رتبته، حيث إنه كلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

    وأما في الاصطلاح: فهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية.

    والمرفوع ينقسم إلى قسمين:

    القسم الأول: مرفوع تصريحاً.

    والقسم الثاني: مرفوع حكماً، وذكرنا مثال المرفوع تصريحاً، ومثاله من القول: قول النبي صلى الله عليه وسلم كما حديث عمر : ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى ).

    ومثاله من الفعل تصريحاً: مثل وصف الصحابة رضي الله تعالى عنهم لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ولنسكه.. إلى آخره، ولذبحه الأضحية والهدي.. إلى آخره.

    ومن التقرير تصريحاً: أكل خالد رضي الله تعالى عنه الضب على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم. هذا المرفوع تصريحاً.

    صور الحديث المرفوع حكماً

    قال: (أو حكماً)، المرفوع حكماً له صور:

    الصورة الأولى: قول الصحابي: أمرنا أو أمر الناس، أو كنا نؤمر، أو نهينا، فهذا له حكم المرفوع.

    ومثاله: حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال: ( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ).

    الصورة الثانية: أن يقول الصحابي قولاً أو يفعل فعلاً لا مجال للاجتهاد فيه، فهذا له حكم المرفوع بشرط أن لا يكون ممن يأخذ من الإسرائيليات، كما لو أخبر عن أمور آتية، أو أمور ماضية.. إلى آخره. ومن أمثلة ذلك: صلاة علي رضي الله تعالى عنه صلاة الكسوف في كل ركعة أكثر من ركوعين.

    الصورة الثالثة: أن يروي التابعي الحديث ثم يقول التابعي: رفع الحديث، فالذي رفعه هنا هو الصحابي. يقول: رفع الحديث، أو يقول: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، أو يرويه أو ينميه.. إلى آخره.

    الصورة الرابعة: قول الصحابي: كنا نفعل كذا وكذا. وهذا له حالتان:

    الحالة الأولى: أن يضيفه إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا له حكم المرفوع.

    مثاله: ( كنا نعزل والقرآن ينزل )، أيضاً قول أسماء : ( نحرنا فرساً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه )، فإذا أضافه إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنقول بأن له حكم المرفوع.

    الحالة الثانية: أن لا يضيفه إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كقول جابر : ( كنا إذا هبطنا سبحنا، وإذا علونا كبرنا )، هذا ابن حزم رحمه الله تعالى يقول بأنه لا يأخذ حكم المرفوع.

    الصورة الخامسة: أن يقول الصحابي: من السنة كذا وكذا. فهذا أيضاً له حكم المرفوع.

    ومن أمثلته: قول أنس رضي الله تعالى عنه: ( من السنة إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعاً ثم دار ).

    الصورة السادسة: أن يحكم الصحابي على فعل أنه معصية، أو أنه طاعة، فهذا له حكم الرفع. ومثاله: قول أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ( أما هذا فقد عصى أبا القاسم )، وأيضاً قول عمار رضي الله تعالى عنه: ( من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم ). فهذا ما يتعلق بالمرفوع.

    وتلخص لنا أن المرفوع إما أن يكون مرفوعاً تصريحاً أو حكماً، والمرفوع حكماً له هذه الأقسام والصور الست.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088528957

    عدد مرات الحفظ

    777145591