إسلام ويب

شرح كتاب التوحيد [19]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء، وإذا كان المدعوون لا يسمعون داعيهم، ولا يملكون ضراً ولا نفعاً لأنفسهم فضلاً عن غيرهم، بل يوم القيامة يكفرون بشرك من دعاهم، وإذا كانوا لا يخلقون شيئاً بل هم مخلوقون مربوبون لله عز وجل، وإذا كان الأنبياء
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ باب قول الله تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ [الأعراف:191-192].

    وقوله تعالى: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13].

    وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: ( شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟! فنزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] ).

    وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما: ( أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: اللهم العن فلاناً وفلاناً بعدما يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] ) .

    وفي رواية: ( يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام ، فنزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] ).

    وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عليه: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشعراء:214]. فقال: يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب ، لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنكِ من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئتِ لا أغني عنكِ من الله شيئاً ) ].

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: (باب قول الله تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ [الأعراف:191-192]).

    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن المؤلف رحمه الله تعالى ذكر في هذا الباب الأدلة الدالة على بطلان الشرك وبيان حال المدعوين من دون الله عز وجل، وفي المقابل في هذا إثبات للتوحيد وتقرير له.

    ومناسبة هذا الباب لما قبله: أن المؤلف رحمه الله تعالى في ما قبله من الأبواب ذكر أشياء من العبادة: الدعاء، والاستغاثة، والاستعاذة، وأن هذه العبادات صرفها لغير الله عز وجل شرك، ثم بعد ذلك ذكر في هذا الباب بطلان الشرك وبين حال المدعوين من دون الله، أنهم إما أن يكونوا أصناماً لا تسمع ولا تبصر، وإما أن يكونوا مخلوقين هم مشغولون بعبادة الله عز وجل، أو أنهم لا يسمعونهم ولا يبصرونهم.. إلى آخره.

    قال رحمه الله تعالى: (وقول الله تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ [الأعراف:191]). الهمزة هنا: للاستفهام، والاستفهام هنا: استفهام إنكار وتوبيخ على من يساوي غير الله بالله في العبادة.

    مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ [الأعراف:191] و(شَيْئًا). هذه نكرة في سياق النفي وَهُمْ يُخْلَقُونَ [الأعراف:191]. فهم لا يخلقون شيئاً، ومع ذلك أيضاً هم مخلوقون، فإذا كان كذلك دل على أنهم لا يستحقون العبادة، وأن الذي يستحق العبادة هو الخالق، وفي هذا استدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية، فإذا كان الله عز وجل هو الخالق فهو المستحق للعبادة، وإذا كانوا هم مخلوقين فهم لا يستحقون العبادة.

    أيضاً قال: وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا [الأعراف:192]. يعني: هؤلاء المعبودون من دون الله عز وجل لا يستطيعون نصر عابديهم. والنصر: هو العون والمساعدة عند حصول الشدة والكربة، فهم لا يعينون عابديهم ولا يساعدونهم عند حصول شدتهم وكربتهم أو وقوع ظلم عليهم من أحد.

    وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ [الأعراف:192]. أيضاً لا يقدرون على أن يدفعوا عن أنفسهم لو أصابهم أحد بضر، إذا كان كذلك فهم لا يستحقون العبادة، وهذا كما تقدم أنه من باب الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية، وفي هذا إبطال لعبادة هؤلاء، وفي المقابل: فيه إثبات التوحيد. وهنا الأدلة ظاهرة على إبطال الشرك وتقرير التوحيد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088470730

    عدد مرات الحفظ

    776904323