إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء، وإذا كان المدعوون لا يسمعون داعيهم، ولا يملكون ضراً ولا نفعاً لأنفسهم فضلاً عن غيرهم، بل يوم القيامة يكفرون بشرك من دعاهم، وإذا كانوا لا يخلقون شيئاً بل هم مخلوقون مربوبون لله عز وجل، وإذا كان الأنبياء
قال رحمه الله تعالى: (وفي الصحيحين عن
أنس رضي الله عنه قال: (
شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ) ). الشجة: هي الجرح في الرأس والوجه خاصة، وفي غير الوجه والرأس لا يقال: شجة وإنما يقال: جرح.
(يوم أحد) أحد: جبل معروف في شمال المدينة.
( وكسرت رباعيته ). الرباعية: هي السن التي تكون بعد الثنية، الثنايا ثم بعد ذلك الرباعيات.
( فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟! ). الفلاح: هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب.
( فنزلت:
لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ
[آل عمران:128] ). يعني: سبب نزول هذه الآية هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كيف يفلح قوم؟) فنزلت:
لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ
[آل عمران:128].
في هذا الحديث الذي أورده المؤلف رحمه الله إبطال عبادة من دون الله عز وجل؛ لأنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق وأعظمهم جاهاً عند الله عز وجل وأكرم الخلق عند الله ليس له من الأمر شيء فغيره من باب أولى من بقية الأنبياء والرسل والمخلوقين، فكيف يصرف لهم شيء من أنواع العبادة؟ فغيره من باب أولى أنه لا يصرف له شيء من أنواع العبادة.