إسلام ويب

شرح كتاب التوحيد [26]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أسباب الوقوع في الشرك كثيرة، وقد حرمها الإسلام كلها، فمنها: عبادة الله عز وجل عند قبور الصالحين، ومنها فتنة التصوير، ومنها الغلو في الصالحين؛ وذلك لأن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله عز وجل؛ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخ
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ولــمسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ( إني أبرأ الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك ).

    فقد نهى عنه وهو في آخر حياته، ثم إنه لعن -وهو في السياق- من فعله، والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد، وهو معنى قولها: ( خشي أن يتخذ مسجداً ). فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً، وكل موضع يصلى فيه يسمى مسجداً، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ).

    ولـأحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد ). ورواه أبو حاتم في صحيحه ].

    تقدم لنا أن من أسباب الشرك هو عبادة الله عز وجل عند القبور، وتقدم لنا أن عبادة الله عز وجل عند القبور لا تخلو من ثلاثة أقسام، وبينا حكم كل قسم.

    قال: ولــمسلم عن جندب بن عبد الله قال: ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس ) يعني: بخمس ليال، وقيل: خمس سنين.

    ( وهو يقول: إني أبرأ ) أي: أمتنع وأنكر.

    ( إلى الله أن يكون لي منكم خليلاً ) الخليل: هو المحبوب غاية المحبة الذي تخللت محبته القلب.

    ( ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذ أبا بكر خليلاً ) يعني: أن النبي صلى الله عليه وسلم يبرأ من أن يكون له خليل من هذه الأمة؛ لأن الله سبحانه وتعالى اتخذه خليلاً كما أنه اتخذ إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليلاً.

    قال: ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) يعني: مواضع للعبادة.

    ( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ) يعني: مواضع للعبادة.

    ( فإني أنهاكم عن ذلك ) في هذا أن من أسباب الشرك هي عبادة الله عز وجل عند القبور، وسواء كان هذا القبر لرجل صالح أو كان غير صالح، المهم أن نفهم أن عبادة الله عز وجل وتحري العبادة -قصدها- عند القبر أنه سبب من أسباب الوقوع في الشرك، وهو شاهد لما ترجم له المؤلف رحمه الله تعالى، وأن اتخاذ القبور مساجد إنما هو فعل أهل الكتاب، ونحن قد نهينا عن أن نسلك مسالكهم وأن نتبع سننهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089343710

    عدد مرات الحفظ

    783900848