حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جميع ذرائع الشرك، وأخبر بأن الشرك سيقع في هذه الأمة، وأنها ستتبع سنن أهل الكتاب، وهم قد أشركوا مع الله عز وجل غيره.
وفي هذا رد على الخرافيين القبوريين الذين يزعمون أن الشرك غير واقع في هذه الأمة؛ ليبرروا شركهم وباطلهم.
قال: [باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان].
وقوله: (بعض هذه الأمة) يعني: لا جميع هذه الأمة؛ لأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم.
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن المصنف رحمه الله تعالى لما ذكر التوحيد وما ينافيه أو ينقصه من الشرك ذكر أن الشرك لا بد أن يقع في هذه الأمة، وقصد بذلك الرد على عباد القبور، فإن عباد القبور لا يرون أن الشرك يقع في هذه الأمة، وفي هذا الرد على عباد القبور من وجه، الذين يقولون بأن الشرك لا يقع في هذه الأمة؛ لكي يبرروا ما هم عليه من الشرك. هذا من وجه.
ومن وجه آخر أيضاً: كون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشرك يقع في هذه الأمة في هذا التحذير من الشرك، وأن المسلم عليه أن يحذر الشرك؛ لأن الشرك سيقع في هذه الأمة.
ومناسبة هذا الباب لما قبله: ذكر المؤلف رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسد كل الذرائع المفضية إلى الشرك، وفي هذا الباب بيان أن الشرك سيقع في هذه الأمة، ففيه التحذير من الوقوع في الشرك، وهذا نوع من حماية التوحيد من الشرك.
يعني: مناسبة هذا الباب لما قبله: أنه في الباب السابق ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد وأنه سد كل الطرق التي تفضي إلى الوقوع في الشرك، وفي هذا التحذير من الشرك، وفي هذا حماية للتوحيد؛ لأنه إذا حذر من الشرك حذر الناس منه ولم يقعوا في الشرك.