إسلام ويب

شرح كتاب التوحيد [28]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جميع ذرائع الشرك، وأخبر بأن الشرك سيقع في هذه الأمة، وأنها ستتبع سنن أهل الكتاب، وهم قد أشركوا مع الله عز وجل غيره. وفي هذا رد على الخرافيين القبوريين الذين يزعمون أن الشرك غير واقع في هذه الأمة؛ ليبرروا شركهم وباطلهم.
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) رواه أبو داود بإسناد حسن، ورواته ثقات.

    وعن علي بن الحسين : ( أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها، فيدعو، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم ). رواه في المختارة ].

    قال رحمه الله في ما نقله في كتابه: (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ) أي: لا تعطلوها من صلاة النافلة والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور؛ لأن العبادات لا تتحرى عند القبور.

    ( ولا تجعلوا قبري عيداً ) العيد: ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان أو مكان. يعني: لا تتخذوا قبري عيداً بكثرة المجيء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وبكثرة الترداد إليه أو مداومة ذلك، فإن كثرة الترداد إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو مداومة ذلك من اتخاذه عيداً، ولهذا السلف كـابن عمر رضي الله تعالى عنهما وغيره إذا جاء من سفر جاء وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعهد عنه أنه كلما صلى الفريضة ذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.. إلى آخره؛ لأن هذا الترداد أو المداومة عليه أو الإكثار يعد من اتخاذه عيداً.

    قال: ( وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) أي: ما ينالني منكم من الصلاة، وما يحصل منها يصل لي قربتم أو بعدتم، فلا حاجة إلى المجيء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتردد عليه.

    قال: (رواه أبو داود بإسناد حسن، ورواته ثقات).

    الشاهد من هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ولا تجعلوا قبري عيداً ). فإن النبي صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد، ومنع كل الطرق التي تؤدي إلى الشرك، إذ إن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً بكثرة المجيء إليه أو المداومة على ذلك هذا سبب وذريعة من ذرائع الشرك، فمنع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسده، وفي هذا حماية لجناب التوحيد، ففيه شاهد لما ترجم له المؤلف رحمه الله تعالى.

    قال رحمه الله: (وعن علي بن الحسين ) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، المعروف بـزين العابدين ، وهو أفضل التابعين، مات سنة ثلاث وتسعين للهجرة.

    ( أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة ) الفرجة: الفتحة في الجدار.

    ( عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها، فيدعو، فنهاه وقال: ألا ) ألا: أداة عرض.

    ( ألا أحدثكم ) يعني: ألا أعرض عليكم.

    ( حديثاً سمعته من أبي عن جدي ). أبوه الحسين ، جده علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال: ( لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً ) تقدم معنى اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، ومعنى أيضاً اتخاذ البيوت قبوراً.

    ( فإن تسليمكم يبلغني حيثما كنتم ) رواه في المختارة. المختارة لـمحمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي رحمه الله، سمي المختارة يعني: الأحاديث الجياد المختارة الزائدة على الصحيحين.

    الشاهد من هذا الحديث كما تقدم: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تتخذوا قبري عيداً ). ففي هذا النبي صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد، ومنع كل الوسائل والذرائع التي تؤدي إلى الوقوع في الشرك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088540309

    عدد مرات الحفظ

    777217622