إسلام ويب

شرح كتاب التوحيد [34]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أرشدنا الإسلام إلى عدم التعليق بالأشياء الموهومة التي لم يثبت نفعها ولا ضرها في الشرع ولا في الواقع، ومن ذلك أنه حرم التشاؤم بالأشياء، فهي لا تجلب خيراً، ولا تمنع شراً، بل جاء في الحديث أن من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك. ومن ذلك التنجيم، وهو ربط ما يحدث
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وعن ابن مسعود مرفوعاً: ( الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل ). رواه أبو داود والترمذي وصححه، وجعل آخره من قول ابن مسعود .

    ولـأحمد من حديث ابن عمرو : ( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله! ما كفارة ذلك؟ قال: أن تقولوا: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك ).

    وله من حديث الفضل بن العباس : ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ).

    باب ما جاء في التنجيم:

    قال البخاري في صحيحه: قال قتادة : خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به. انتهى.

    وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص فيه ابن عيينة ، ذكره حرب عنهما، ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق .

    وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر ). رواه أحمد وابن حبان في صحيحه ].

    وعن ابن مسعود مرفوعاً: ( الطيرة شرك، الطيرة شرك ) تقدم لنا تعريف الطيرة، وتعريف الشرك، وذكرنا أن الطيرة هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم، وأن هذا التشاؤم قد يكون شركاً أكبر، وقد يكون شركاً أصغر، وقد يكون نقصاً في التوحيد، فإذا تشاءم وترك العمل، وهو يعتقد أن هذا المتشاءم به يؤثر بذاته فهذا شرك أكبر.

    القسم الثاني: إذا اعتقد أنه مجرد سبب وأن الضر والنفع بيد الله عز وجل، فهذا شرك أصغر.

    والقسم الثالث: أن يمضي وفي قلبه شيء من القلق، فهذا نقص.

    والقسم الرابع: أن يمضي وقلبه سالم، فهذا هو تمام التوحيد.

    قال: ( ولكن الله يذهبه بالتوكل ) التوكل هو الاعتماد على الله عز وجل في جلب النفع ودفع الضر.

    ( وما منا ) يعني: فيه إضمار، تقديره: وما منا إلا وقع في قلبه شيء منها.

    ( ولكن الله يذهبه بالتوكل ) يعني: بالاعتماد على الله عز وجل في جلب النفع ودفع الضر.

    رواه أبو داود والترمذي وصححه، وجعل آخره من قول ابن مسعود . يعني: (وما منا)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الشرك.

    مناسبة هذا الحديث للباب: فيه دليل على أن الطيرة شرك، وتقدم لنا هل هي شرك أكبر أو أصغر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088539492

    عدد مرات الحفظ

    777208988