إسلام ويب

شرح تحفة أهل الطلب في تجريد قواعد ابن رجب [13]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • التناسخ في العقود الجائزة على ثلاثة أقسام: عقود لازمة من الطرفين، وعقود جائزة، وعقود جائزة من طرف غير جائزة من طرف آخر، وحكم المتصرف على الناس إما أن يكون بطريق الوكالة أو بطريق الولاية، والعبرة بالظن لا بباطن الحال في الملك، والجزم شرط في صحة العبادات وا
    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [القاعدة التاسعة والخمسون: العقود لا ترد إلا على موجود بالفعل أو بالقوة, وأما الفسوخ فترد على المعدوم حكماً أو اختياراً على الصحيح، وقد دل عليه حديث المصراة، حيث أوجب الشارع رد صاع التمر عوضاً عن اللبن بعد تلفه].

    هذه القاعدة هي عبارة عن فرق بين العقد وبين الفسخ، فقال المؤلف رحمه الله تعالى في بيان هذا الفرق بين العقود والفسوخ بأن العقود تتميز بأنها لا ترد إلا على موجود بالفعل أو بالقوة، معنى قوله: (موجود بالفعل)، يعني: على أعيان قائمة؛ فالعقود ترد على أعيان قائمة، أو بالقوة، فالعقد يرد على موصوف في الذمة.

    مثال الأعيان القائمة: أن تبيعه السيارة الموجودة، فهذا العقد الآن ورد على شيء موجود بالفعل، كأن تبيعه سيارةً صفتها كذا وكذا، ومن ذلك: عقد السلم؛ فإن عقد السلم يكون على شيء موصوف في الذمة، أن تعطيه كذا وكذا من الدراهم على أن يعطيك بعد سنة أو سنتين كذا وكذا، كأن يعطيك سيارة صفتها كذا وكذا، أو أن يعطيك ثياباً صفتها كذا وكذا.

    فالعقود يقول المؤلف رحمه الله تعالى: (لا ترد إلا على موجود بالفعل) كما قلنا: في أعيان قائمة، أو بالقوة كشيء موصوف في الذمة.

    أما بالنسبة للفسوخ، فقال المؤلف رحمه الله تعالى بأن الفسوخ ترد على المعدوم حكماً أو اختياراً، وعلى هذا نفهم أن فسوخ العقود تنقسم إلى قسمين:

    القسم الأول: فسخ اختياري.

    والقسم الثاني: فسخ حكمي.

    ما هو الفسخ الحكمي؟ وما هو الفسخ الاختياري؟

    الفسخ الحكمي

    الفسخ الحكمي: هو الذي يترتب عليه إبطال العقد وإلغاء أثره دون رضا ورغبة من يعنيه.

    مثال ذلك: رجل له زوجتان، زوجته الكبرى التي دخل بها أرضعت زوجته الصغرى، فهنا ينفسخ عقد الزوجة الكبرى؛ لأن الزوجة الكبرى الآن أصبحت أماً لزوجته، وأم الزوجة لا يجوز نكاحها، وينفسخ نكاح زوجته الصغرى؛ لأنها أصبحت ربيبةً له؛ لأنها لما رضعت من الزوجة الكبرى أصبحت بنت زوجته، فينفسخ عقد الزوجتين، أي أنه انفسخ دون رغبة ورضا من يعنيه العقد وهو الزوج، ويقول العلماء رحمهم الله بأنه فسخ حكمي.

    ومن الأمثلة على ذلك أيضاً: ما إذا اشترى شيئاً مبهماً، مثلاً: اشترى ثوباً من ثيابه التي صفتها كذا وكذا، هذا الثوب مبهم، أو مثلاً: اشترى صاعاً من بره، هذا الصاع مبهم غير معين لكنه موصوف ومعروف، ثم بعد ذلك تلف المبيع، فإذا تلفت الثياب كلها، أو تلف البر كله، فنقول بأن العقد ينفسخ، أي أن الفسخ أصبح حكمياً دون رضا ورغبة من يعنيه، هذا القسم الأول: الفسخ الحكمي.

    الفسخ الاختياري

    الفسخ الاختياري: هو الذي يترتب عليه إبطال العقد وإلغاء أثره، لكن برغبة ورضا من يعنيه. وهذا أمثلته كثيرة، فمثلاً: إذا اشترى سيارةً ثم بعد ذلك وجد أنها معيبة، فإن المشتري يفسخ -الفسخ هنا اختياري، وبرضاه ورغبته- ويمكنه أن يمضي العقد، كما لو اشترى سلعةً، ثم بعد ذلك غبن في هذه السلعة، أو دلس عليه بثمنها، فله الحق في أن يفسخ، فهذا الفسخ يكون فسخاً اختيارياً.

    فتبين من هذه القاعدة كما ذكر المؤلف رحمه الله أن (العقود لا ترد إلا على موجود بالفعل أو بالقوة)، يعني أعيان قائمة أو موصوفة في الذمة، أما الفسوخ فقال: (ترد على المعدوم حكماً أو اختياراً)، وكما ذكرنا أن هذا يترتب عليه أن الفسخ يكون على قسمين: فسخ حكمي، وكذلك أيضاً فسخ اختياري. فالفسخ الحكمي كما سلف هو المعدوم، ليس برضا من يعنيه الأمر كما ذكرنا الزوج؛ فإنه لما أرضعت الزوجة الكبرى الزوجة الصغرى حصل الفسخ الحكمي بدون رغبته واختياره، فهذا الفسخ ورد على شيء معدوم دون رغبته واختياره، كذلك أيضاً قد يكون فسخاً اختيارياً برغبته واختياره، فقوله: (ترد على المعدوم)، يعني: حكماً، ليس له فيه رغبة واختيار، بخلاف العقود؛ فإن العقود لا تنفذ إلا مع الرغبة والاختيار.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088540969

    عدد مرات الحفظ

    777219675