التداوي يكون بطرق متعددة جاء ذكر كثير منها في الأحاديث الصحيحة، فمن ذلك الرقية، وتكون بطرق متعددة وصفات مختلفة، ويجوز اشتراط الأجرة عليها عند بعض العلماء، وهو ما دلت عليه الأحاديث، وقد جاء عن الرسول الكريم أن لكل داء دواء، وما على الإنسان المسلم إلا أن يأ
قال: [وحدثنا
هارون بن معروف و
أبو الطاهر و
أحمد بن عيسى ، قالوا: حدثنا
ابن وهب ، قال: أخبرني
عمرو وهو
ابن الحارث ، عن
عبد ربه بن سعيد ، عن
أبي الزبير ، عن
جابر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (
لكل داء دواء، فإذا أُصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)].
الداء: هو اعتلال الصحة والسقم، وهو خروج الجسم عن حالته الطبيعية وعن مجراه الطبيعي. والدواء: رد الجسم إلى حالته الطبيعية.
وفي هذا الحديث: بيان من النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل داء دواء، وهذا من الأمور الغيبية، وهذا حكم الله الكوني القدري، أن الله سبحانه وتعالى ما أنزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، لكن المسلم مأمور بأن يأخذ عن الأسباب، وأن يفتش عنها.
وفي هذا: مشروعية التداوي، وأن التداوي لا ينافي التوكل، وسبق أن ذكرنا أن التداوي ينقسم إلى أقسام، وذكرنا متى يكون واجباً؟ ومتى يكون مستحباً؟ ومتى يكون مباحاً؟
قال: [وحدثنا
هارون بن معروف و
أبو الطاهر، قالا: حدثنا
ابن وهب، قال: أخبرني
عمرو، أن
بكيراً حدثه، أن
عاصم بن عمرو بن قتادة حدثه، أن
جابر بن عبد الله عاد
المقنع، ثم قال: لا أبرح حتى تحتجم، فإني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (
إن فيه شفاء)].
فيه: الحجامة، والحجامة: هي إخراج الدم من مواضع في الجسد، وفيه دليل لمن قال بأن الحجامة مستحبة، فالحجامة هل هي مستحبة أو أنها مباحة؟
للعلماء رحمهم الله في ذلك رأيان، بعض العلماء يرى أن الحجامة مستحبة، وبعضهم يرى أنها من قبيل الأدوية.
وفيه أن الحجامة فيها شفاء، وسيأتينا ما ثبت في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كان الشفاء في شيء ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية نار).
وفيه أيضاً: أن العلاج أو أن من أنواع العلاج ما يكون بالاستفراغ، يعني استفراغ المواد الفاسدة التي تكون في الجسم، والحجامة فيها استفراغ للدم الفاسد، وسيأتينا إن شاء الله الكلام إن شاء الله عن الحجامة، وما يتعلق بها، إن شاء الله.
والله أعلم.