إسلام ويب

شرح زاد المستقنع - كتاب الصلاة [17]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اختلفت المذاهب في محل سجود السهو، والأقرب وهو اختيار ابن تيمية أنه يجب قبل السلام إن كان عن نقص أو شك، وبعده إذا كان عن زيادة أو شك وترجح له أحد الأمرين، ويكفي سجدتان للسهو المتكرر.
    قال المؤلف رحمه الله: [ وتبطل بترك سجود أفضليته قبل السلام فقط، وإن نسيه سجد إن قرب زمنه، ومن سها مراراً كفاه سجدتان.

    باب صلاة التطوع: آكدها كسوف، ثم استسقاء، ثم تراويح، ثم وتر يفعل بين العشاء والفجر، وأقله ركعة، وأكثره إحدى عشرة مثنى مثنى، ويوتر بواحدة، وإن أوتر بخمس أو سبع لم يجلس إلا في آخرها، وبتسع يجلس عقب الثامنة ويتشهد ولا يسلم، ثم يصل التاسعة ويتشهد ويسلم.

    وأدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين، يقرأ في الأولى بسبح، وفي الثانية الكافرون، وفي الثالثة الإخلاص، ويقنت فيها بعد الركوع فيقول: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناءً عليك, أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد ويمسح وجهه بيديه].

    تقدم لنا جملة من أحكام سجود السهو، وتكلمنا عن زيادة الأقوال، وأنها أربعة أنواع، وكذلك تكلمنا عن السبب الثاني من أسباب السهو وهو النقص، وذكرنا أن النقص إما أن يكون نقصاً لركن من الأركان، وإما أن يكون نقصاً لواجب من الواجبات، وإما أن يكون نقصاً لمستحب من المستحبات، وذكرنا أن نقص الأركان أنواع، وكذلك أيضاً نقص الواجبات أنواع، وأما نقص المستحبات فتقدم في باب صفة الصلاة، وأن المؤلف رحمه الله يرى أن ترك المستحب يباح له السجود، وذكرنا الرأي الثاني أنه إن كان من عادته أنه يأتي به فإن السجود مشروع، وإن كان من عادته أنه لا يأتي به فإن السجود غير مشروع.

    وكذلك أيضاً تكلمنا عن السبب الثالث من أسباب سجود السهو وهو الشك، وأن المؤلف يرى أنه مع الشك يأخذ بالأقل، فيبني على اليقين، وذكرنا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة، وتكلم المؤلف رحمه الله على ما إذا شك في زيادة من الزيادات، أو شك في ترك واجب من الواجبات إلى آخره.

    قال المؤلف رحمه الله: (وتبطل بترك سجود أفضليته قبل السلام فقط).

    سجود السهو إن كان الأفضل أن يؤتى به قبل السلام فإن الصلاة تبطل بتركه، وإن كان لك أن تأتي به قبل السلام، ولك أن تأتي به بعد السلام، ولا يفضل أن تأتي به قبل السلام، فلا تبطل الصلاة بتركه.

    وقبل أن نبين ما يتعلق بسجود السهو هل تبطل الصلاة بتركه أو لا تبطل الصلاة بتركه؟ نبين المذهب فيما يتعلق بمحل سجود السهو، ومحل سجود السهو قبل السلام وبعد السلام، وعلى هذا له حالتان:

    الحالة الأولى: حالة جواز، فيجوز سجود السهو قبل السلام وبعد السلام مطلقاً سواء كان لزيادة أو نقص أو شك.

    الحالة الثانية: حالة أفضلية فقط وليست حالة وجوب، فالأفضل أن تسجد بعد السلام إذا سلمت قبل تمام الصلاة، وما عدا ذلك الأفضل أن تسجد قبل السلام.

    وبعض الحنابلة يضيف حالتين، لكن على المذهب إذا سلمت قبل تمام الصلاة فالأفضل أن تسجد بعد السلام، وما عدا ذلك فالأفضل أن تسجد قبل السلام.

    فإذا تركت سجود السهو الذي أفضليته قبل السلام متعمداً بطلت صلاتك، مثال ذلك: إنسان نسي أن يقول: سبحان ربي الأعلى, فهنا يجوز أن يسجد قبل السلام وبعد السلام، لكن الأفضل أن يسجد قبل السلام فإذا ترك سجود السهو متعمداً بطلت صلاته، ما دام أن هذا السجود أفضليته قبل السلام وتركه متعمداً.

    فإذا سلم من صلاة المغرب من ركعتين ثم نُبه وأتى بالركعة الثالثة فسجود السهو هنا يجوز قبل السلام وبعد السلام، لكن الأفضل أن تسجد بعد السلام، فلو تركته متعمداً لا تبطل الصلاة، ولماذا فرق المؤلف رحمه الله بين السجود الذي أفضليته قبل السلام فتركه عمداً يبطل الصلاة، وبين السجود الذي أفضليته بعد السلام فتركه عمداً لا يبطل الصلاة؟

    الفرق بينهما أن هذا واجب في الصلاة، وهذا واجب للصلاة، فالذي هو واجب في الصلاة عمده يبطل الصلاة، مثال ذلك: تسبيحة الركوع واجبة في الصلاة، فإذا تركتها عمداً بطلت الصلاة، قول: رب اغفر لي، هذا واجب في الصلاة، التشهد الأول هذا واجب في الصلاة، فإذا تركته متعمداً بطلت صلاتك، لكن الواجب للصلاة خارج عن الصلاة، فتركه عمداً لا يبطل الصلاة، الأذان واجب للصلاة وليس واجباً في الصلاة، والإقامة واجبة للصلاة وليست واجبة في الصلاة، والجماعة واجبة للصلاة وليست واجبة في الصلاة.

    ومثله أيضاً: سجود السهو الذي يكون بعد السلام فهو واجب للصلاة وليس واجباً في الصلاة، فترك هذه الأشياء عمداً لا يبطل الصلاة.

    فتبين لنا على كلام المؤلف رحمه الله أن السجود الذي أفضليته قبل السلام تركه عمداً يبطل الصلاة, والسجود الذي أفضليته بعد السلام تركه عمداً لا يبطل الصلاة؛ لأن الفرق بينهما أن هذا واجب في الصلاة، وهذا واجب للصلاة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088465363

    عدد مرات الحفظ

    776888489