إسلام ويب

شرح عمدة الطالب - كتاب العدد [3]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الإحداد: منع المتوفى عنها زوجة مدة العدة من أشياء مخصوصة، وهو واجب عند الجمهور، ويشترط له كون النكاح صحيحاً، واشتراط الحنفية خلافاً للجمهور أن تكون المعتدة مسلمة مكلفة، وتجتنب المعتدة أموراً منها: الزينة والطيب والحلي وغيرها. وتجب عدتها في البيت الذي توفي
    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فصل: يجب إحداد في عدة وفاة.

    وهو ترك ما يدعو إلى نكاحها، ويرغب في النظر إليها من زينة وطيب وتحسين بنحو حناء، ومصبوغ لزينة وحلي وكحل أسود، وتجب العدة في وفاة في المنزل حيث وجبت، وإن تحولت لخوف أو قهر، أو لحق انتقلت حيث شاءت، ولها الخروج نهارا لحاجتها فقط، وتأثم بترك إحداد، وتنقضي العدة بمضي الزمان.

    باب الاستبراء.

    من ملك أمة، يوطأ مثلها، ولو من امرأة أو صغير، حرم وطأها ودواعيه حتى يستبرئها، واستبراء حامل بوضع، ومن تحيض بحيضة، وصغيرة وآنسة بشهر ].

    تعريف الإحداد وحكمه

    قال المؤلف رحمه الله: (فصل: يجب إحداد في عدة وفاة).

    الإحداد في اللغة: المنع، ومنه سمي البواب حداداً؛ لأنه يمنع من الدخول والخروج، وأما في الاصطلاح: فهو منع المتوفى عنها زوجها مدة العدة من أشياء مخصوصة.

    وقال المؤلف رحمه الله تعالى: (يجب إحداد).

    أفاد المؤلف -رحمه الله- أن الإحداد واجب، وهذا ما عليه جمهور العلماء رحمهم الله تعالى، ويدل لهذا حديث أم عطية رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهرٍ وعشراً)، وقوله: ( لا يحل )، ثم بعد ذلك استثنى إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، هذا يدل على الوجوب؛ لأنه استثناه من التحريم، كونه استثنى من التحريم، هذا يدل على أنه واجب.

    وأيضاً مما يدل لذلك أن الحادة تمنع من بعض الأشياء، والأصل الحل، مما يدل على أن هذا واجب، يعني: أن الشارع نهاها عن بعض الأشياء، والنهي يقتضي التحريم، مما يدل على أن الإحداد واجب، والرأي الثاني: ما ذهب إليه الشعبي والحسن ، وأنه ليس واجباً، واستدلوا بما يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب قال النبي عليه الصلاة والسلام لامرأته: ( تسلبي ثلاثاً ثم اصنعي ما شئتي )، فقوله: (واصنعي ما شئتي) يدل على عدم الوجوب، لكن هذا الحديث ضعيف، ولا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، والصواب في ذلك أن الإحداد واجب، كما سيأتينا إن شاء الله، وكما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى.

    والإحداد كان موجوداً في الجاهلية، لكنه في الجاهلية كان موجوداً على أسوأ الأحوال، فقد كانت المرأة في الجاهلية تحد سنة كاملة في أضيق بيت وأوحشه، ولا تقرب الماء، ولا تقص الظفر ونحو ذلك، فجاءت الشريعة فنقلت هذا إلى الإحداد مدة أربعة أشهر وعشراً، ولم تمنع الحادة من التنظف والتطهر إلى آخره، خلافاً لما كان عليه أهل الجاهلية، لكن منعت من الأشياء التي تدعو إلى نكاحها؛ لأنها ممنوعة من النكاح زمن العدة.

    والحكمة من الإحداد:

    أولاً: القيام بحق الله عز وجل، وهو الاستجابة لأمره، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.

    ثانياً: القيام بحق الزوج، وهو إظهار الحزن، والأسى على فقده، وأيضاً القيام بحق هذا العقد عقد النكاح؛ لأنها تمتنع من هذه الأشياء التي تدعو إلى نكاحها؛ لأنها ممنوعة من النكاح؛ لكي لا تختلط المياه، وتشتبه الأنساب، ونحو ذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088550086

    عدد مرات الحفظ

    777273115