إسلام ويب

الشيخ محمد العثيمين ومنهجه الفقهيللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لا شك أن الشيخ محمد بن صالح العثيمين من العلماء الأفذاذ في هذا الزمان، فهو مدرسة علمية متكاملة، وعالم متميز في طرحه وأسلوب تدريسه، مما كتب له القبول وجعل طلبة العلم يفرون إليه، وللشيخ رحمه الله منهجية خاصة في طريقة تعليمه أخذ معالمها من شيخه السعدي رحمه ا
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا علماً نافعاً، ولساناً ذاكراً، وقلباً خاشعاً، وعملاً متقبلاً.

    أما بعد:

    فإن الحديث عن العلماء والمصلحين والدعاة والقادة ونشر سيرهم وتراجمهم له ثماره الكثيرة، ومصالحه العظيمة، وفوائده في أبناء الأمة وجيلها، ومن ثمار الحديث عن العلماء والدعاة: الاقتداء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن المتأمل لكتاب الله عز وجل يجد أنه تحدث عن أنبياء الله ورسله، والأنبياء والرسل هم أئمة الدعاة، وأئمة العلماء والمصلحين، فالله عز وجل في كتابه تكلم عن رسله، وبين سيرتهم في دعوتهم لقومهم، وما دعوا إليه، وما حصل لهم من أذى، وكيف صابروا ذلك وصبروا، والنبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في سنته تحدث عن الأنبياء قبله.

    ومن ثماره أيضاً: الاقتداء بالسلف الصالح، فإن السلف الصالح -رحمهم الله- تكلموا عن علماء هذه الأمة، وبينوا سيرهم وتراجمهم لما يترتب على ذلك من ثمرة عظيمة.

    ومن ذلك أيضاً: الإفادة من تجارب أولئك العلماء والمصلحين والمربين، ونقل هذه التجارب لأبناء الأمة وجيلها كي يستفيدوا وينهلوا من تجارب من سبقهم، ولا شك أن العالم والداعية قد خاض في حياته تجارب كثيرة، وجمع علوماً وفيرة، وكون طالب العلم يستفيد من هذه التجارب فإنه يختصر له الشيء الكثير، ويستطيع أن يدرك كما أدرك من سبقه، ويصل كما وصل من سبقه.

    ومن ثمار الحديث عن العلماء: القيام بحقهم، وبيان سابقتهم في الإسلام وفضلهم، ولا شك أن هؤلاء العلماء والمصلحين لهم حق علينا، فمن حقهم علينا أن نعظمهم التعظيم اللائق بهم، وذلك بأن نعرف سابقتهم، وأن نستفيد من علومهم وتجاربهم، وأن نثني عليهم، وأن نترحم وندعو لهم.

    ومن ثمار الحديث عن العلماء والمصلحين: شحذ الهمم في أبناء الأمة، وتقوية عزائمهم إذا سمعوا ما لأولئك العلماء من جهاد ومجاهدة وصبر ومصابرة وبذل لأنفسهم وأموالهم في سبيل نصرة هذا الدين، وحمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والدفاع عنها والذب.. إلى آخره.

    ولهذا نجد أن العلماء رحمهم الله تكلموا عن العلماء، وعن سيرهم، وتاريخهم، وأفردوهم بالتراجم، فتجد الكتب الكثيرة في الطبقات وتراجم العلماء.

    ونحن سنتحدث عن جانب من جوانب الحياة العلمية لفضيلة علم من أعلام هذا الوقت، وعالم من علماء هذا الزمان، ألا وهو فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- تعالى، والحديث عن الجانب التعليمي للشيخ -رحمه الله- هو حديث عن أنفس أوقات الشيخ، وأحبها إلى نفسه، وأرغبها إليه، فإن المتأمل لحياة الشيخ -رحمه الله- يجد أنه قضى كل حياته وجميع لحظات عمره في التعليم ونشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفي أن تعلم أن الشيخ -رحمه الله- أمضى ما يقرب من خمسين عاماً في تعليم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا هو العمر الحقيقي للإنسان في هذه الحياة، ولا شك أن هذا من الجهاد في سبيل الله، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن يحيى بن يحيى أنه قال: الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله. والمتأمل لحياة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن النبي عليه الصلاة والسلام اشتملت حياته على جهادين: جهاد بالعلم والبيان، وجهاد بالسيف والسنان. ففي المرحلة المكية نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم جاهد بالعلم والبيان، ففي طيلة المرحلة المكية ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً ظل النبي صلى الله عليه وسلم يبين التوحيد، ويغرس العقيدة الصحيحة، ويحذر من الشرك وشوائبه، ولم يؤذن للنبي عليه الصلاة والسلام بأن يجاهد بسيفه وسنانه، ولم يبح له ولا مجرد إباحة، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم أبيح له، ثم بعد ذلك أمر أن يقاتل من قاتل، ثم بعد ذلك شرع له القتال كافة.. إلى آخره.

    وفي المرحلة المدنية جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الجهادين: جهاد العلم والبيان، وجهاد السيف والسنان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546320

    عدد مرات الحفظ

    777245984