إسلام ويب

أحكام الوصاياللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الوصية مشروعة بالكتاب والسنة، شرعها الله رحمة بعباده ليتداركوا تقصيرهم، فعلى المرء أن يلتزم بآداب الوصية ويجتنب المضارة فيها، ويقدم أقاربه غير الوارثين بالوصية، وينبغي أن تكون وصيته واضحة؛ حتى لا يقع النزاع، والأولى به أن ينص في الوصية الأخيرة بنسخ ما تقد
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فاتقوا الله عباد الله، وعظموا أمره واجتنبوا مساخطه، وخذوا من أيامكم عبراً، واستوصوا بأنفسكم وأهليكم خيراً.

    عباد الله! ابن آدم يتقلب في هذه الحياة ما أمد الله له من العمر، يتقلب مراحل وأطواراً من الطفولة والشباب والكهولة والهرم، ويمر خلالها بأحوال من العسر واليسر، والفقر والغنى، والصحة والمرض، وهو في جميع هذه الأطوار، وفي تلك الأحوال، بحاجة إلى التذكر والتذكير، والوصايا والتوجيه، وبحاجة إلى التوبة النصوح، والثبات على الحق، وتحري العدل: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ [الحجر:49-50].

    كل ابن آدم بحاجة إلى هذا، غير أن هناك فئات من الغافلين والمرضى، والعجزة والمسنين، وذوي الحقوق، قد ينسيهم حرصهم على حقوقهم، وتنميتهم أموالهم، ينسيهم ذلك حقوق الآخرين، من أصحاب الديون والودائع، أو ذوي الفقر والحاجة من الأقربين وغير الأقربين، فإذا ما أصابته مصيبة، أو أحس بدنو أجله راجع نفسه، وندم على ما أسلف.

    ولقد علم الله ضعف هذا المخلوق، فهيأ له برحمته فسحة، وفتح له باب أمل من أجل أن يعمل صالحاً، وكما شرع له ميدان حسنات حال الحياة، فقد شرع الله له ميدان آخر بعد الممات، لمثل هذا شرعت الوصية، وتكاثرت النصوص في الحث عليها، قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ [المائدة:106]، وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين)، وفي رواية: (ثلاث ليال، إلا ووصيته عنده مكتوبة)، قال عبد الله بن عمر : ما مرت عليّ ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك، إلا وعندي وصيتي، متفق عليه، وفي الحديث: (المحروم من حرم وصيته)، وقال الشافعي رحمه الله: من صواب الأمر للمرء أن لا تفارقه وصيته، ومن مات وقد أوصى مات على سبيل وسنة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088558650

    عدد مرات الحفظ

    777320432