إن شدة حر الدنيا هو أحد نفسي جهنم التي أعدها الله للكافرين وجعلها شر دار، وعذابها شر عذاب، وقد حكى الله لنا عنها وعن أهلها في كتابه تحذيراً وترهيباً أن نسلك مسالك الهالكين، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم، فمن ذلك: المصدق بالسحر، وآكل الربا، والمنا
عباد الله! يقول الله عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ 
[البقرة:267].
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فيما سقت السماء والعيون وكان عثرياً العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر)، إذا بدأ صلاح ثمرة النخيل بأن تحمر أو تصفر وجبت الزكاة.
وتجب الزكاة على من كان مالكاً لها حين الوجوب، أي: حين الاحمرار أو الاصفرار، وعلى هذا إذا باع مالك النخيل ثمرته بعد بدو الصلاح، فإن الزكاة تكون واجبة عليه، أي: تكون واجبة على البائع، إلا إذا شرط البائع على المشتري أن يخرج الزكاة، فهذا شرط صحيح، والمسلمون على شروطهم، ولا تجب الزكاة إلا إذا ملك نصاباً قدره خمسة أوسق، ثلاث مائة صاع نبوي، وقدره الآن بالكيلو ست مائة واثنا عشر كيلو تقريباً.
عباد الله! وتضم ثمرة العام في إخراج الزكاة وتكميل النصاب، ولو اختلفت أماكن الثمرة، فإذا كان عند الإنسان مزرعة، وعنده استراحة فيها بعض النخيل وفي بيته أيضاً نخلة أو نخلتان أو شيء من النخيل، فإنه يضم جميع الثمرة ويحسبها، فيحسب ثمرة المزرعة والاستراحة والبيت ويخرج زكاتها إذا بلغت نصاباً.
وقدر الواجب في بلادنا هذه نصف العشر؛ لأن الثمرة تسقى بمعونة، بمعنى: أنك تقسم قدر الزكاة على عشرين والناتج هو الزكاة.
عباد الله! وإذا باع المالك الثمرة كما هو صنيع كثير من الناس اليوم، فإنه يخرج الزكاة من الثمن، ولا يلزمه أن يشتري تمراً يعطيه الفقراء والمساكين، نص عليه الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، اللهم انصر المسلمين عليهم، اللهم انصر المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ المسلمين بحفظك التام، واحرسهم بعينك التي لا تنام، اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل اللهم تدميره في تدبيره، وجعل اللهم الدائرة عليه، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.
اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، وأخص منهم الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدين: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية العشرة المبشرين، وعن بقية صحابة نبيك أجمعين، اللهم اغفر لموتى المسلمين، اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، اللهم أكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغفر لنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه تحت الجنادل والتراب وحدنا. اللهم إنا نسألك الهدى والعفاف والغنى، اللهم آمنا في أوطانا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم محكمين لكتابك وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم.