إسلام ويب

نار جهنمللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن شدة حر الدنيا هو أحد نفسي جهنم التي أعدها الله للكافرين وجعلها شر دار، وعذابها شر عذاب، وقد حكى الله لنا عنها وعن أهلها في كتابه تحذيراً وترهيباً أن نسلك مسالك الهالكين، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم، فمن ذلك: المصدق بالسحر، وآكل الربا، والمنا
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد:

    فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    عباد الله! اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

    أهلكت كثيراً من الناس الأماني؛ إيمان بلا أثر وقول بلا عمل.

    يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: أمؤمنون بيوم الحساب هؤلاء؟ كلا، كذبوا ومالك يوم الدين، لا يدخل الجنة إلا من يرجوها، ولا يسلم من النار إلا من يخافها، ورود النار متيقن، وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم:71].

    ولكن هل الخروج منها متيقن؟ أين الخوف من هول ذلك المورد؟! ومن ترى بالنجاة والفكاك يحضى ويسعد.

    وقال موسى بن سعد: كنا إذا جلسنا إلى سفيان كأن النار قد أحاطت بنا لما نرى من خوفه وجزعه، من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل: قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور:26-28].

    عباد الله! ونحن في هذه الأيام نعيش شدة الحر الذي هو أحد نفسي جهنم، فإن جهنم اشتكت لربها عز وجل، وأنه أكل بعضها بعضاً، فأذن لها الله عز وجل بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، ونحن نلمس هذا النفس وأثره، فعلينا أن نتذكر، وأن نخاف من هذه النار التي أخبر الله بها في كتابه، وصحت بها الأخبار عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

    أخبر الله عز وجل في كتابه من الوعيد للمكذبين، والخوف على المقصرين، حديث عن النار وأهوالها وأهلها، أعاذنا الله منها بمنه وكرمه، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

    وقال الحسن رحمه الله: ولله ما صدق عبد بالنار إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وإن المنافق لو كانت النار خلف ظهره ما صدق بها حتى يتجهم في دركها، والله ما أنذر العباد بشيء أدهى منها، فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لا يَصْلاهَا إِلَّا الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى [الليل:14-16].

    نار السعير لا ينام هاربها، الخوف منها فلق أكباد الصالحين، إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ [المدثر:35-37].

    ألم تعلموا أن التخويف من النار نال الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين، قال الله عز وجل في شأن الملائكة: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء:29]، وقال في حق الأنبياء: وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا [الإسراء:39].

    فاتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار بكلمة طيبة، وأكثروا من ذكرها واعملوا للنجاة منها، ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ [الزمر:16].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088548135

    عدد مرات الحفظ

    777262531