إسلام ويب

الأمن مطلب الجميع [2]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الابتلاء سنة من سنن الله عز وجل، ومن تلك الابتلاءات ما ابتلي به بعض المجتمعات من خروج طائفة ضالة تستهدف الدماء المعصومة، وهم بذلك على خطر عظيم ووعيد شديد، وما أوتوا إلا من قبل جهلهم وغلوهم وعدم الرجوع إلى علماء الأمة المعتبرين. والواجب على شباب الأمة خاصة
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فمتاع الدنيا قليل والحساب طويل، فتهيئوا قبل أن يفجع الرحيل، واستعدوا بالزاد ليوم المعاد، واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه، وتحللوا من المظالم، وخذوا على يد السفيه والظالم، جدوا ولا تكسلوا، فحشرة الموت أشد من سكرة الموت، ومن علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله فيما لا يعنيه، يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر:39].

    عباد الله! لقد أكرم الله بني آدم، واتفقت الشرائع والملل على أنهم سواسية في التكاليف والمسؤوليات، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [الإسراء:70]، يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ [الانفطار:6-7].

    دين الله الذي جاءت به الرسل عليهم السلام دعا إلى العدل والتعاون على الخير والبر والصلاح، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ [النحل:90]، وقال سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].

    وأما في دين الإسلام فإِن السماحة والرحمة تأتي في أصول مبادئه وتعاليمه، وفي روح أحكامه وتشريعاته، فرحمة ربنا وسعت كل شيء، وهي قريبة من المحسنين، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو رحمة الله للعالمين أجمعين، وتأملوا رحمكم الله كيف جاء الاقتران بين النهي عن الفساد في الأرض وأمل الحصول على رحمة الله عز وجل: وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56].

    فاتقوا الله وارجوا اليوم الآخر، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وأقبلوا على ربكم بصدق القلوب، واحذروا الخطايا والذنوب، لعل الله أن يثبت لكم في الصادقين قدماً، ويكتب لكم في التائبين صحيح الندم، فالحسرة كل الحسرة لنفوس ركنت إلى دار الغرور والخراب، وقلوبها عمرت بالباطل والزور.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088549816

    عدد مرات الحفظ

    777271865