إسلام ويب

الحذر من الغيبةللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المجتمع المسلم مجتمع متلاحم مترابط، لا مكان فيه لأذية أحد، وإن مما يهدد كيان المجتمع الغيبة التي تهتك الأعراض، وتورث الأحقاد، وتشعل الفتن، وتجعل صاحبها من الفجار أصحاب الكبائر، خاصة غيبة أهل الشأن والفضل من العلماء والأمراء، فالواجب على المسلمين تعمير أوق
    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمده تعالى وأشكره، ألف بين قلوب المؤمنين، وجعلهم إخوة متحابين متراحمين على الخير متعاونين، لألسنتهم وجوارحهم حافظين، وعن الغيبة مبتعدين، وعن أعراض إخوانهم مدافعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، وإمام المتقين، وسيد ولد آدم أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين الطيبين وعلى صحابته أجمعين، ومن اقتفى أثرهم ودعا بدعوتهم إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فيا عباد الله! اتقوا الله ربكم، وترجموا التقوى إلى سلوك عملي في أمور حياتكم، يحملكم ذلك على حب الخير وإشاعته ودرء الشر وإقصائه.

    عباد الله! من أهم ما يميز المجتمع الإسلامي أنه مجتمع مودة وتراحم، وتكافل وتلاحم، يقوم على أسس التعامل المشترك والتقدير المشاع بين أفراده، لا مكان فيه للأثرة الممقوتة، ولا للأنانية المقبوحة، قلوب أفراده مفعمة بالحب لإخوانهم، وألسنتهم تلهج بذكر محاسنهم وفضائلهم، حذرة من الوقوع في أعرضهم، والنيل من كرامتهم، كما وصفهم الله عز وجل بقوله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح:29]، وقوله: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة:54].

    لقد أحاط الإسلام المجتمع المسلم بسياج منيع من داخله يحول دون تصدع بنيانه، وتزعزع أركانه، فأقام الحصانات الكافية، الحائلة دون معاول الهدم والتخريب أن تتسلل إليه، وطالب القرآن والسنة المسلمين أن يرعوا حق الإيمان والأخوة، وأن يصلحوا ذات بينهم، وأن يحفظوا ألسنتهم من الوقوع في أعراض المؤمنين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530176

    عدد مرات الحفظ

    777154771