الحمد لله، الحمد لله فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم، ويؤخركم إلى أجل مسمى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العلي الأعلى الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أنزل الله عليه القرآن تذكرة لمن يخشى، صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه أولي النهى، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ممن تزكى وذكر اسم ربه فصلى.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون! اتقوا الله تعالى واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون، في هذه الأيام نتسامع عن بعض سنن الله الكونية في البلاد والعباد، فنتسامع عن حصول بعض الزلازل والأعاصير والفيضانات، التي تسبب إهلاكاً ونقصاً في الأنفس والأموال والثمرات؛ إن سبب ذلك في الجملة كله هو الذنوب والمعاصي، والمجاهرة بذلك من الداني والقاصي، قال الله تعالى:
فأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ
[الأنفال:54]، وقال تعالى:
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
[آل عمران:11].
ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله
ظلم الناس في أموالهم وأبدانهم وأعراضهم
ظهور الربا والزنا
عباد الله! كثير من الناس في مثل هذه الأيام والأجواء يكثرون الخروج إلى البراري، فأوجه نصيحة لهؤلاء أن يشكروا الله عز وجل على نعمة الغيث، وعلى ما من به عليهم من هذه المتعة، وأن يحذروا كفر نعم الله عز وجل، وذلك بالإسراف بالأطعمة والمشارب، وعليهم أن يحافظوا على الصلوات وخصوصاً ما يتعلق بصلاة الفجر.
كذلك أيضاً عليهم أن يحافظوا على حجاب نسائهم، وعدم اختلاطهن بالرجال، كذلك أيضاً لا يجوز لهم أن يتعرضوا للمخاطر، ومن ذلك تمكين كثير من الصغار من الدراجات النارية أو السيارات، أو اللعب بالسيارات كصعود مرتفع أو نزول منخفض ونحو ذلك، أو الدخول في تجمعات المياه، فليحذر المسلم ذلك، فإن نفسه أمانة عنده، قال الله عز وجل:
وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا
[النساء:29]، وقال:
ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
[البقرة:195].
نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره، ونثني عليه على ما أنعم به علينا ومنّ من إنزال هذا الغيث، فنسأله سبحانه أن يجعله صيباً نافعاً، وأن يجعله صيباً هنيئاً إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم فرج كرب المكروبين، ونفس عسرة المعسرين، واقض الدين عن المدينين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اشف مرضى المسلمين، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم محكمين لكتابك وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.