إن مما اختص الله بعلمه وجعله من غيبه ما يتعلق بعلم الساعة فلا يعلم ميقاتها إلا هو، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأماراتها، وذكر أنه سيكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف، وتكثر الزلازل والفتن، وكل ذلك بسبب ذنوب بني آدم، وكل ذلك بتقدير الله جل وعلا لا
عباد الله! بعض الناس ينسب مثل هذه الزلازل والبراكين للطبيعة، وهذا محرم ولا يجوز، بل هو نوع من الشرك، وكل ذلك بقضاء الله وقدره، وفي الصحيحين لما كسفت الشمس خرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً يجر رداءه، وقال: (
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده).
وفي الصحيحين: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا، فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب)، فيجب على المؤمن أن ينسب هذه السنن الكونية إلى الله عز وجل، ولا يجوز نسبتها إلى الطبيعة.
نسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يحفظ إخواننا المسلمين في كل مكان، وأن يؤمن روعتهم وفزعتهم، وأن يحفظ عليهم أموالهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن صحابة نبيك أجمعين، وأخص منهم الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدين: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية العشرة المبشرين، وعن بقية صحابة نبيك أجمعين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعل اللهم الدائرة عليهم، اللهم انصر المسلمين عليهم في كل مكان يا قوي يا عزيز، اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقوم فتنة أن تقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم فرج كرب المكروبين، ونفس عسرة المعسرين، واقض الدين عن المدينين، اللهم اشف مرضى المسلمين، اللهم عجل لهم بالشفاء العاجل يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل ما أصابهم كفارة لسيئاتهم، ورفعة لدرجاتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.