إسلام ويب

جريمة الرشوةللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الرشوة كبيرة من الكبائر، وهي أكل أموال الناس بالباطل، وخطرها عظيم على الأفراد والمجتمعات، ولها صور متنوعة، منها ما يأخذه الموظف لإحقاق باطل أو إبطال حق أو لظلم أحد أو لمحاباة أحد أو للتجاوز عن أحد، ويدخل في الرشوة هدايا العمال إن كانت لأجل العمل، والشفاعة
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    أيها المسلمون! من الشرائع التي قررها الإسلام أن الراعي والرعية يدان يتعاونان على جلب الخير للمجتمع، وعلى رعاية مصالحه، ولا يستقيم أمره ولا تتَّسِق شؤونه إلا إذا قام كل بمسئولياته عدلاً وإنصافاً، نزاهة وإنجازاً.

    ومن هنا جاء الإسلام بكل الشرائع الأساسية التي تحفظ مقاصد المسئولية، وتدْرأ أسباب الانحراف عنها، وتصون المسئول عما يخل بواجب عمله وميزان العدل عنده.

    ومن هذه الشرائع النهيُ الأكيد والزجر الشديد عن جريمة الرشوة أخذاً وإعطاءً وتوسُّطاً.

    فالرشوة معصية للرب، مَجْلبة للعذاب، وقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي)، حسنه الترمذي ، وصححه ابن حبان ، وفي الطبراني : (الراشي والمرتشي في النار).

    وتأسيساً على هذه النصوص وغيرها، عد أهل العلم كـابن حجر الهيتمي والذهبي رحمهما الله تعالى الرشوة كبيرة من كبائر الذنوب.

    الرشوةُ أكلٌ للأموال بالباطل، وتناولٌ للسحت، والله جل وعلا يقول: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:188]، ويقول سبحانه في شأن اليهود: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة:42].

    والرشوة داءٌ وبيل ومرض خطير، فما يقع فيها امرؤ إلا ومحقت منه البركة في صحته، ورزقه، ووقته، وعياله، وعمره، وما تدنَّس بها أحد إلا حُجبت دعوته، وذَهبت مروءته، وفسدت أخلاقه، ونُزع حياؤه، وساء منْبَته، و(كل لحم نبت من سُحت فالنار أولى به). ومن السحت: الرشوة.

    والرشوة خطرها عظيم، وفسادها كبير، تُسبب الهلاك والخسران للمجتمعات، وتفسدُ أحوال المجتمعات، وينتشر الظلم فيها بسبب الرشوة، بل ما تفشَّت في مجتمع إلا وغابت منه الفضيلة، وحلت فيه الرذيلة، وما وقعت الرشاوى في أمة إلا وحلَّ بها الغش محل النصيحة، والخيانةُ محلَّ الأمانة، وحل الظلم محل العدل، والخوف محل الأمن، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088542188

    عدد مرات الحفظ

    777225019