إسلام ويب

حادثة أصحاب الفيل ودلالاتهاللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد كانت حادثة الفيل تقدمة لمولد النبي صلى الله عليه وسلم ودليلاً على نبوته، يتجسد من خلالها عظيم قدرة الله، وتجسد معان عظيمة؛ منها أن الاعتقاد بتخليد قوة مهما كانت ديمومتها ظن خاطئ، ومنها عدم اليأس من نصر الله، مع ضرورة الأخذ بأسباب النصر والتمكين.
    الحمد لله القوي العزيز، أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى [النجم:50-55]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رد أصحاب الفيل وجعل كيدهم في تضليل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    عباد الله! أوصيكم ونفسي بلزوم تقوى الله، فلباسها خير لباس، وأصحابها في جنات ونهر.

    بالتقوى يجعل الله من كل ضيق مخرجاً، ويرزق من حيث لا يحتسب المرزوق، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5].

    عباد الله! سورة في كتاب الله قليل آيها، كبير حدثها، عظيم مدلولها، تنبئ عن نهاية الظلم وهلاك المتكبرين، لا بسلطان البشر وقوتهم، ولكن بقوة الله وحده، تؤكد أنه لا قوة فوق قوة الله، وأن القوى الظالمة مهما تجبرت وطغت فنهايتها الفناء.

    أخرج الحاكم وصحح قصة أصحاب الفيل، فقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أقبل أصحاب الفيل معهم الفيل، حتى إذا دنوا من مكة استقبلهم عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لملكهم: ما جاء بكم إلينا؟ ألا بعثت فنأتيك بكل شيء أردت؟ قال: أخبرت بهذا البيت الذي لا يدخله أحد إلا أمن، فجئت أخيف أهله، فقال: إنا نأتيك بكل شيء تريد فارجع، فأبى إلا أن يدخله، فقال عبد المطلب: إن هذا بيت الله تعالى لم يسلط عليه أحداً قال: لا نرجع حتى نهدمه، وانطلق يسير نحوه، وتخلف عبد المطلب فقام على جبل، فقال: لا أشهد مهلك هذا البيت، ثم قال:

    اللهم إن لكل إله حلالاً فامنع حلالك

    لا يغلبن محالهم أبداً محالك

    اللهم فإن فعلت فأمر ما بدا لك

    فلما انتهى الجيش إلى قريب من الحرم برك الفيل، وحبسه عن مكة، فأبى أن يدخل الحرم، فإذا وجه راجعاً أسرع راجعاً، وإذا وجه على الحرم أبى، وجعل الله كيدهم في تضليل، فأقبلت مثل السحابة من نحو البحر طير صغار بيض أبابيل، لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب، في أفواهها حجارة أمثال الحمص سوداء بها نضح حمرة، في منقار كل واحد منها حجر وحجران في رجلين، فأقبلت حتى أظلتهم، فجعلت ترميهم بها، ولا تصيب شيئاً إلا هشمته، فجعل الفيل يعج عجاً، فجعلهم الله كعصف مأكول، لا يقع منها حجر على أحد إلا تفطر مكانه.

    وأرسل الله سيلاً فذهب بهم وألقاهم في البحر، وبقي خزف الفيل أخضر محيلاً بعد عام، وكان يقف عليه البعض ينظر إليه وفي فجر ذلك اليوم العظيم الذي رد الله فيه كيد أصحاب الفيل ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088558797

    عدد مرات الحفظ

    777321361