عباد الله! ومن حق هؤلاء الخدم تعليمهم وإرشادهم، فإن كثيراً منهم يقدم من بلده وعنده جهل في التوحيد، وخلل في المعتقد، وخطأ في العبادة، يجهل كثير منهم أحكام الله عز وجل في الصلاة والزكاة والصيام، ومع ذلك يزهد كثير من الناس في تعليمهم وإرشادهم، والأمر متيسر ولله الحمد، ففي بلادنا فتحت مكاتب توعية الجاليات، التي تعنى بهؤلاء الوافدين، فتعقد لهم الدروس والمحاضرات، وتطبع الأشرطة والكتيبات في أحكام التوحيد، وأحكام العبادة.
فيمكن للمسلم الذي عنده شيء من هؤلاء أن يزور هذه المكاتب، وأن يفيد من أنشطتها لهؤلاء الوافدين، كما أن مما يدخل في دعوة هؤلاء الوافدين، دعم أنشطة هذه المكاتب، والمشاركة في مواردها المالية، حيث إنها تقوم على صدقات المحسنين وتبرعاتهم، وخصوصاً ما توجهت له هذه المكاتب من عمل أوقاف لدعم أنشطتها، إذ إن هذا من الصدقة الجارية التي تبقى للمسلم بعد وفاته، ويكون شريكاً لتعلم المتعلم وإسلام المسلم.
فاستمسكوا رحمكم الله بهذه الحقوق والآداب، والخصال الكريمة، وتخلقوا بها، مع من جعلهم الله تحت أيديكم، فإنما يرحم الله تعالى من عباده القلوب الرحيمة.
اللهم! أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم! عليك بأعداء الدين، اللهم! عليك باليهود الظالمين والنصارى الحاقدين، اللهم! اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم! إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم! إنا نسألك من خير ما سألك منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم إنا نسألك الجنة وما يقربنا إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما يقربنا إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ، اللهم! صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم! عن صحابته أجمعين، وأخص منهم الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدين: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن بقية العشرة المبشرين، وعن بقية صحابة نبيك أجمعين، اللهم! آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم! اجعلهم محكمين لكتابك وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.