عباد الله! ومن حق الطريق أيضاً أن تساعد المحتاج، وتهدي ابن السبيل الضال بعبارة ملؤها الأدب، وإشارة كلها لطف ورقة من غير فضاضة ولا ملال، وتعين صاحب المتاع في حمل متاعه ورفعه ووضعه، وإن كنت تحمل شيئاً فاحترز أن تصيب أحداً بأذى، وتفض النزاع بين المتخاصمين، وتصلح ذات البين، وتحفظ اللقطة، وتدل على الضالة، وتعين على رد الحقوق لأصحابها، وتذب عن أعراض المسلمين، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتأخذ على أيدي الظالمين، وتنصر المظلومين، لا تتعرض لأحد بمكروه، ولا تذكر أحداً بسوء، ولا تهزأ بالمارة، ولا تسخر من العابرين، لا تشر ببنان، ولا تفتطن بلسان، لا تحتقر صغيراً، ولا تهزأ من ذي عاهة، وإياك والوقوف في مضايق الطرق، وملتقى الأبواب، ومواطن الزحام، ويتأكد ذلك أثناء قيادة المركبات بأنواعها، مع حفظ تام لحقوق المشاة والراكبين والقاعدين، وإجمال ذلك يؤذي المسلمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً يا عليم يا حكيم. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله! إن من الناس من يتخذون من الطرق وأماكن البيع والمحلات مقاعد ليتتبعوا العورات، وينظروا إلى ما يحرم عليهم من نساء المسلمين، وقد يحاولون التعرض لهن، وهذا كله محرم ولا يجوز، فليتق الله أولئك، وليتوقعوا عقوبة الله عز وجل عليهم، إنهم يتناولون السابلة غمزاً بالأبصار، وطعناً باللسان،
هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ
[القلم:11-14].
إنه لا يحل لهؤلاء أن يجعلوا أماكنهم وأماكن بيعهم أوكاراً تمتد منها النظرات المحرمة، وطريقاً إلى الرذيلة، وقد جاء في صفة قوم لوط في قوله تعالى:
وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ
[العنكبوت:29].
قال المفسرون: كانوا يخذفون أهل الطريق أي: يرمونهم بالحجارة، ويسخرون منهم، فذاك المنكر الذي كانوا يأتون.
وعفوا تعف نساءكم.
عباد الله! اعلموا أن من أولى الآداب وأكرم الأعمال التي ينبغي أن تشغل بها الطرق ذكر الله عز وجل، والنصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ففي ذلك الانبعاث على الخيرات، والعون على الطاعات، والقيام بالحقوق وحفظ النفس من الشيطان.
وقد جاء في الترمذي وصححه واللفظ له، ورواه أبو داود وغيره عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال -يعني إذا خرج من بيته-: باسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: كفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان).
اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وإخواننا وأخواتنا، وأصدقاءنا يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اللهم اجعل الدائرة عليهم، اللهم انصر المسلمين عليهم في كل مكان.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، اللهم وارض عن صحابته أجمعين، وأخص منهم الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدين: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية صحابة نبيك أجمعين.
اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم محكمين لكتابك وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ول على المسلمين خيارهم، واكفهم شر شرارهم، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك.
اللهم فرج كرب المكروبين، ونفس عسرة المعسرين، واقض الدين عن المدينين، اللهم فك أسرى المأسورين، اللهم ردهم إلى بلادهم سالمين غانمين، اللهم واشف مرضى المسلمين، اللهم اجعل ما أصابهم كفارةً لسيئاتهم، ورفعةً لدرجاتهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لموتى المسلمين، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.