إسلام ويب

فاحشة الزناللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جريمة الزنا من أقبح الجرائم وأعظمها بعد الشرك بالله والقتل بغير الحق، وقد اتفقت جميع الشرائع والديانات على تحريم الزنا، لما له من آثار هدامة ومدمرة تطال الفرد والمجتمع على حد سواء، وقد حذر الله عز وجل من كل وسيلة موصلة إلى هذا الإثم العظيم وخاصة النظر الح
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد:

    فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    عباد الله! لقد جاءت الشريعة الإسلامية بتحصيل المصالح ودرء المفاسد، فجاءت بالمصالح الثلاث، المصالح الضرورية والحاجية والتحسينية، والمصالح الضرورية: هي ما يعود بحفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال، وهذه المصالح اتفقت الشرائع على حفظها، ومن حفظ العرض تحريم الزنا.

    والزنا يا عباد الله! فاحشة نكراء، وجريمة شنعاء، وسبيل شر وبلاء، وسبب للعداوة والبغضاء، وباب لكثير من الأمراض والأدواء، ولهذا اتفقت الشرائع على تحريمه، وجاء النهي الصحيح الصريح في ذلك، وجعله الله عز وجل شرطاً للبيعة على الإسلام، ووصف المؤمنين بأنهم لا يزنون، وقرنه بالشرك والقتل بغير حق، وتوعد من فعل ذلك بمضاعفة العذاب له يوم القيامة، وبين الله عز وجل العقوبة الدنيوية الشديدة لفاعله، وأمر بحفظ الفرج من الزنا، وأمر بغض البصر الذي هو وسيلة إليه، وبين أن فلاح العبد في حفظ فرجه، وبين أن الزاني لا يطأ أو يتزوج إلا زانية أو مشركة، وتحريم هذا على المؤمنين وغير ذلك.

    فنهى الله عز وجل عنه صريحاً، فقال سبحانه: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [الإسراء:32]، فلم يكتف الله عز وجل بتحريم الزنا، بل نهى عن مجرد القرب منه، ومقارفة الأسباب المؤدية إليه، والذرائع الموقعة فيه، فقال سبحانه: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى [الإسراء:32]، وهذا تعبير دقيق يؤكد على إيصاد كل باب يمكن أن يوصل في نهايته إلى الزنا، سواء كان ذلك نظرة خائنة أم لمسة فاجرة، أم لفظة متكسرة، أم قصة ماجنة، أم مشهداً مثيراً، أم تبرجاً سافراً، أم زينة فاتنة، أم خلوة بأجنبي أم اختلاطاً، أم سفراً بغير محرم، إلى غير ذلك من الأسباب التي تثير الفتنة، وتحرك كوامن الشهوة، وتحرض على هذه الفاحشة؛ ولهذا فإن الإسلام يعمل على تجفيف منابع الفتنة، وإغلاق أبواب الغواية، وقطع أسباب الفساد والرذيلة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088529598

    عدد مرات الحفظ

    777152704