إسلام ويب

من صور إيذاء المسلمينللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جاء الإسلام بإشاعة المحبة والأخوة بين الناس، وحارب كل ما يؤدي إلى العداوة والشنئان بينهم، ومن أجل ذلك حرم كل أذىً للمسلم، وجعل كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، بل حرم أذية غير المسلم بدون حق، وحرم أذية الحيوان، ومع تحذير الإسلام من أنواع الأذى ف
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    عباد الله! يشيع الإسلام المحبة بين المسلمين، وتوثق شرائعه روابط الود بين المؤمنين، وتنهى تعاليمه عن كل ما يخل بتآلفهم، وصفاء نفوسهم، ولكن الشيطان قاعد للإنسان بطرقه كلها، ينزغ ويوسوس ويؤنب، وينصب رايته في الإفساد، ولئن كان كيد الشيطان ضعيفاً فما أكثر الناس ولو حرصت بالمؤمنين، وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13].

    إن أذية المسلم بأي شكل كانت وبأي وسيلة تمت هي من نزغات الشيطان، وهي استجابة يضعف فيها الإنسان، وينسى فيها أو يتناسى رقابة الرحمن، وهي بلاء يبلى بها بعض الناس، ويبتلي الله بها آخرين، وإذا كانت أذية غير المسلم منهياً عنها في الشريعة فما الظن بأذية المسلم لأخيه في الإسلام، (ومن قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)، أما أذية المؤمن فقد عظم الله أمرها ورتب العقوبة عليها، قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58].

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)، وصعد عليه الصلاة والسلام المنبر فنادى بصوت رفيع: (يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف رحله).

    ونظر ابن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى البيت، فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمةً عند الله منك، رواه الترمذي بإسناد صحيح.

    ما أحوجنا إلى هذا الفهم لقيمة المسلمين وحرماتهم، ومن لم يخش عقوبة الآخرة فلينتظر عقوبةً معجلةً في الدنيا.

    قال الأحنف بن قيس رحمه الله: من أسرع إلى الناس فيما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون.

    وقال الشاعر:

    من دعا الناس إلى ذمه ذموه بالحق وبالباطل

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533829

    عدد مرات الحفظ

    777177609