إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب الترغيب في الجلوس في المسجد) إلى (باب الصلاة على الحصير)

شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب الترغيب في الجلوس في المسجد) إلى (باب الصلاة على الحصير)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حثت السنة المباركة على المسارعة إلى الخيرات واغتنام الأماكن الفاضلة، ومنها المساجد التي ينبغي للإنسان أن يجعل قلبه مشغولاً بها، وكلما خرج منها أو فارقها حن إليها، ومن خصيصة هذه الأمة أن جعلت الأرض لها مسجداً وطهوراً، واستثني منها معاطن الإبل، ولا بأس للإنسان أن يصلي على حصير أو على شيء يحول بينه وبين الأرض.

    شرح حديث: (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة .

    أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)].

    هنا أوردالنسائي رحمه الله: باب الترغيب في الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة.

    هذه الترجمة معقودة لبيان: أن الجلوس في المسجد، وذكر الله عز وجل فيه، وانتظار الصلاة بعد الصلاة أمر مرغب فيه، وفيه أجر عظيم، وثواب جزيل من الله سبحانه وتعالى، وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ).

    وقوله: (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه)، هذا هو محل الشاهد من إيراد الحديث هنا؛ وذلك أن: جلوس الإنسان في المكان الذي صلى فيه، وذكره لله عز وجل، وانتظاره الصلاة أن ذلك يكتب له حسنات، والملائكة تدعو له، وتستغفر له، وتطلب من الله الرحمة له والمغفرة، وهذا يدل على فضل هذا العمل، وقد جاء في الأحاديث الأخرى، ومنها حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (ورجل قلبه معلق في المساجد)؛ لأنه مشغول في المسجد، واهتمامه بالبقاء في المسجد، والذهاب إلى المسجد، فكأنه معلق بالمسجد من شدة ارتباطه به، وحرصه على الجلوس فيه، وإذا خرج منه فهو يفكر في العودة إليه والرجوع إليه.

    وقوله: (إن الملائكة تصلي على أحدكم)، يعني: تدعو له، وتطلب له الرحمة والمغفرة، وهذا هو معنى صلاة الملائكة؛ لأن صلاة الملائكة معناها: الدعاء للذي تصلي عليه، ولهذا جاء مفسراً بنفس الحديث بيان مراد الصلاة، وأنها تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، فهذا هو معنى صلاتها عليه، فصلاة الملائكة على العباد الاستغفار والدعاء لهم، وهذا دليل على محبة هذا العمل إلى الله عز وجل، وأنه محبوب له سبحانه وتعالى، ولهذا فإن الملائكة تدعو لمن حصل منه ذلك، وفيه ترغيب لهذا العمل، وحث على إيجاده وعلى حصوله.

    وقوله: (في مصلاه الذي صلى فيه)، المصلى يحتمل أن يكون المكان الذي حصلت منه الصلاة فيه، ويحتمل أن يكون المقصود من ذلك عموم المسجد، وأنه هو المصلى الذي يصلي فيه الناس، ولا شك أن البقاء في المكان الذي صلى فيه الإنسان، والاستمرار فيه، أو الذهاب إلى مكان أقرب، أو إذا كان في صف متأخر، ثم بعدما فرغت الصلاة ذهب للصف الأول، فإن هذا يرجى له هذا الخير، وكذلك يرجى الخير لمن كان في أي مكان في المسجد، لكن إذا كان بقي في مصلاه فهو أولى.

    قوله: (ما لم يحدث)، قيل: المراد به: ما لم يحصل منه حدث، الذي هو انتقاض الوضوء، وقيل: إن المراد بالإحداث هو حصول أمر سيئ، أو أمر محرم، أو إيذاء لأحد كما جاء في الحديث الذي بعده.

    وفيه أيضاً التحذير من إيذاء الناس، ومن حصول الأمور التي لا تصلح، وحصول الأمور المنكرة في المسجد من الإنسان، وكذلك أيضاً الترغيب في أن يبقى الإنسان على طهارة؛ لأنه إذا كان على طهارة، فإنه يتمكن من أن يقرأ القرآن في المصحف إذا شاء، وكذلك أيضاً يتمكن من الصلاة على جنازة لو جاءت جنازة يصلي عليها، بخلاف المحدث الذي على غير طهارة، فإنه لا يتمكن من القراءة في المصحف، ولا يتمكن أيضاً من الصلاة؛ لأن صلاة الجنازة تحتاج إلى طهارة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه...)

    قوله: [ أخبرنا قتيبة ].

    هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن مالك ].

    هو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، والإمام المشهور، وصاحب المذهب المعروف، وأحد المذاهب الأربعة التي هي من مذاهب أهل السنة، وقد حصل لهذه المذاهب الأربعة الظهور والانتشار والبقاء؛ لأن هؤلاء لهم أصحاب عنوا بجمع فقههم وتنظيمه وتدوينه والعناية به، فصار لهم شهرة لم تحصل لغيرهم، ومن المعلوم أن في زمانهم وقبل زمانهم وبعد زمانهم أئمة أجلة، ومحدثون وفقهاء، وأهل علم، وأهل اجتهاد، ولكنه ما حصل لهؤلاء مثلما حصل لهؤلاء الأئمة الأربعة من وجود أصحاب وأتباع يعنون بفقههم بجمعه وتدوينه وتنظيمه والعناية به، وحديث مالك بن أنس رحمة الله عليه عند أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي الزناد ].

    هو: عبد الله بن ذكوان المدني، كنيته أبو عبد الرحمن، وهو مشهور بـأبي الزناد، ويقال: أن أبا الزناد لقب، وكنيته أبو عبد الرحمن، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن الأعرج ].

    هو: عبد الرحمن بن هرمز المدني، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، والأعرج لقب اشتهر به عبد الرحمن بن هرمز، وقد ذكرت -مراراً وتكراراً- أن معرفة ألقاب المحدثين لها أهمية، وتظهر هذه الأهمية بأن لا يظن أن الشخص الواحد شخصين، فيما إذا ذكر مرة باسمه ومرة بلقبه، فإن من لا يعرف أن الأعرج لقب لـعبد الرحمن بن هرمز يظن أن الأعرج شخص، وأن عبد الرحمن بن هرمز شخص آخر، ولكن من عرف هذا لا يلتبس عليه الأمر، ولا يحصل له الالتباس، وإنما يعرف أنه إن جاء الأعرج في إسناد، أو جاء عبد الرحمن بن هرمز في إسناد، فهو شخص واحد، ولكن ذكر مرة باسمه، وذكر مرة بلقبه.

    [ عن أبي هريرة ].

    وأبو هريرة رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق، فإنه لم يرو صحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما روى أبو هريرة في كثرة الأحاديث رضي الله تعالى عنه.

    حديث: (من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة) وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن عياش بن عقبة أن يحيى بن ميمون حدثه، قال: سمعت سهلاً الساعدي رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة ) ].

    أورد النسائي رحمه الله حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة )، وهذا فيه حث على الجلوس في المساجد وانتظار الصلاة، وأن في ذلك الأجر العظيم، والثواب الجزيل من الله؛ لأن الإنسان في صلاة ما دام أنه في المسجد ينتظر الصلاة، ففيه ما ترجم له المصنف من حصول الترغيب في المسجد، وانتظار الصلاة.

    قوله: [ أخبرنا قتيبة ].

    وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

    [ حدثنا بكر بن مضر ].

    هو المصري، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [ عن عياش بن عقبة ].

    هو الحضرمي، وهو صدوق، وخرج له أبو داود، والنسائي .

    [ أن يحيى بن ميمون حدثه].

    هو الحضرمي، وهو صدوق أيضاً، وخرج له أبو داود، والنسائي .

    [ سمعت سهلاً بن سعد ].

    هو سهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو العباس، ويقال: إن المعروفين بالتكنية بأبي العباس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان، وهما: سهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، وسهل بن سعد الساعدي حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088563358

    عدد مرات الحفظ

    777352649