إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب الصلاة على الخمرة) إلى (باب الصلاة على الحمار)

شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب الصلاة على الخمرة) إلى (باب الصلاة على الحمار)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تنوعت صلوات النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان فقد كان يصلي على الخمرة وكان يصلي على المنبر تعليماً لغيره أمور الصلاة، وكذلك الصلاة على الدابة في السفر، وكل ذلك يدل على رفق الإسلام ورفق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته.

    شرح حديث: (إن رسول الله كان يصلي على الخمرة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصلاة على الخُمرة.

    أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد عن شعبة عن سليمان يعني الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة رضي الله عنها أنها قالت: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة ) ].

    يقول النسائي رحمه الله: الصلاة على الخمرة، والخمرة هي: أخص من الحصير الذي ورد ذكره في الباب الذي قبل هذا؛ وذلك أن الحصير يطلق على ما يصلي عليه الإنسان، ويكون كافياً لمواضع أو أعضائه التي يسجد عليها من رجليه إلى وجهه، وأما الخمرة فقيل: إنها تتخذ على مقدار اليدين والوجه، يعني: ما يسجد عليه على مقدار يديه ووجهه، ثم أيضاً هي بالإضافة إلى كونها مأخوذة من الخوص، هي حصير في داخله خيوط، قيل: إنها سميت خمرة؛ لأن خيوطها مستورة بالسعف أو الخوص الذي نسجت معه، أي: مع تلك الخيوط، فقيل لها: خمرة؛ لأن الخيوط فيها مستورة مغطاة، وأصل مادة (الخاء والميم والراء) تفيد التغطية، ولهذا سميت الخمر خمراً؛ لأنها تغطي العقل وتحجبه، وكذلك سمي الخمار الذي تلبسه المرأة، وتغطي به رأسها ووجهها؛ فسمي خماراً لأنه يغطي الوجه والصدر، وكذلك أيضاً جاء في الحديث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الذي وقصته دابته وهو محرم، قال: ( ولا تخمروا وجهه ) يعني: لا تغطوه، وكذلك تخمير الإناء، يعني: أنه يوضع عليه شيء يغطى به، فالمادة هي بمعنى التغطية والستر، والخمرة هنا اسم لهذا المقدار الذي يسجد عليه، ويكون كافياً لمقدار اليدين والوجه.

    والنسائي أورد في هذا حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة ) وهذا يدل كما دل عليه الذي قبله على الصلاة على ساتر، أو على حاجز يكون بين المصلي وبين الأرض، وأن ذلك سائغ وجائز، وقد فعله الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الذي هو الأسوة والقدوة لأمته عليه الصلاة والسلام.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إن رسول الله كان يصلي على الخمرة)

    قوله: [ أخبرنا إسماعيل بن مسعود ].

    وهو البصري، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده، ويكنى بـأبي مسعود، يعني: كنيته توافق اسم أبيه، وقد ذكرت فيما مضى أن من أنواع علوم الحديث: معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، فهذا نوع من أنواع علوم الحديث، وهذا من أمثلته، وكذلك الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو هو أبو عمرو، وكذلك هناد بن السري، هو أبو السري، فالكنية توافق اسم الأب، ومعرفة هذا النوع لها فائدة، وهذه الفائدة هي لدفع توهم التصحيف، فإن من يعرف، أو من لا يعرف أن إسماعيل بن مسعود هذا كنيته أبو مسعود، فلو رآه في بعض الأسانيد أو في بعض الطرق: أخبرنا إسماعيل أبو مسعود، يظن أن (أبو)، مصحفة عن (ابن)، وليس ذلك تصحيفاً، بل هذه كنية، والكنية توافق اسم الأب.

    [ عن خالد ].

    هو خالد بن الحارث، وهو ثقة، وقد خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن شعبة ].

    شعبة هو ابن الحجاج، وقد وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهذا وصف من أعلى صيغ التعديل، ومن أرفع صيغ التعديل، ولم يظفر بهذا اللقب إلا قليل جداً من المحدثين، منهم: شعبة، وسفيان الثوري، وإسحاق بن راهويه، والبخاري، والدارقطني، وعدد قليل، فكل منهم أطلق عليه هذا الوصف، وقد جمع أحد المعاصرين وهو محمد الحبيب الشنقيطي في منظومة أسماء الذين وصفوا بأنهم أمراء المؤمنين في الحديث، فنظم قصيدة جمعهم فيها، وشعبة هذا من أشهرهم وأبرزهم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    ومن الأمور التي يُنبه عليها عندما يذكر شعبة : أنه إذا روى عن المدلسين، فإن تدليسهم مأمون فيما إذا روى عنهم شعبة ؛ لأن شعبة معروف من عادته أنه لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما أمن تدليسهم فيه، فلا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما كان مسموعاً لهم -أي: مسموعاً لشيوخه- ولم يكن مدلساً، فهذه من الفوائد التي يُنبه عليها عندما يذكر شعبة، وأنه إذا كان راوياً عن مدلس، فإن رواية شيخه بالعنعنة لا تؤثر.

    [ عن سليمان ].

    سليمان يعني: الشيباني، وسليمان هو: ابن أبي سليمان أبو إسحاق الكوفي الشيباني، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وقوله: [يعني: الشيباني] هذه القائل لها هو من دون شعبة ؛ لأن شعبة تلميذه، فعندما يذكر شيخه لا يحتاج إلى أن يقول: هو ابن فلان، بل ينسبه كما شاء وكما أراد، ويطيل في نسبه ويقصر في نسبه، والكلام كلامه، وقد ذكرت فيما مضى أن النسائي رحمه الله أحياناً يذكر نسب بعض شيوخه، ويذكر خمسة أسماء أو ستة أسماء، وأحياناً يذكر نسب شيخ من شيوخه فيوصله إلى جده الصحابي، أو إلى جد من أجداد الصحابي، مع أن النسائي توفي في سنة (303هـ)، مع ذلك ينسب أحد شيوخه حتى يبلغ إلى جد من أجداده من أصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    الحاصل: أن التلميذ لا يحتاج إلى أن يأتي بكلمة (هو) أو (يعني)، وإنما ينسبه كما شاء، ولكن من دون التلميذ إذا أراد أن يوضح هذا الذي ذكر في الإسناد ويحتاج الأمر فيه إلى توضيح، فإنه يأتي بالتوضيح ولكنه مسبوقاً بما يدل على أنه ليس من التلميذ، وهو كلمة (يعني) كما هنا، أو كلمة (هو ابن فلان) كما يأتي كثيراً في الأسانيد في كتب الحديث، وفي أسانيد الأحاديث يقال: هو ابن فلان، أو: يعني ابن فلان، أو: يعني الفلاني كما هنا؛ لأنه قال هنا: يعني، فكلمة (يعني) لها قائل ولها فاعل، وقائل (يعني) هو من دون شعبة، وفاعل (يعني) شعبة، يعني: فيها ضمير مستتر، يعني: شعبة بقوله: سليمان، يعني: الشيباني، فكلمة (يعني) قائلها من دون شعبة، وفاعلها الضمير المستتر فيها يرجع إلى شعبة، يعني: فمن دون شعبة قال عن شعبة : إنه يعني الشيباني ؛ لأنه قال: يعني شعبة الشيباني في قوله: سليمان .

    وهذا موجود بكثرة في الصحيحين وفي غيرهما، وهذا من الأمانة، ومن الدقة في التعبير التي سلكها المحدثون، فقالوا: لو أنه قال: عن سليمان الشيباني بدون كلمة يعني، لفهم أن هذا كلام شعبة، وشعبة ما قال: الشيباني عندما أتى بهذا الإسناد، قال: سليمان فقط؛ لأنه لو جاءت بدون (يعني) لفهم أن هذا كلام شعبة، هو الذي قال: سليمان وقال: الشيباني، لكن لما جاءت كلمة (يعني)، علم أن شعبة ما قال إلا سليمان، وأن من دونه أراد أن يوضح هذا الشخص الذي هو سليمان، فأتى بكلمة تدل على أن الكلام كلام من دون شعبة، وأنه ليس كلام شعبة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن عبد الله بن شداد ].

    وهو عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي المدني، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن ميمونة ].

    هي ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

    إذاً: فهذا الإسناد الذي معنا، وهو: إسماعيل بن مسعود، وخالد بن الحارث، وشعبة، وسليمان الشيباني، وعبد الله بن شداد، وميمونة .. كل هؤلاء حديثهم عند أصحاب الكتب الستة إلا شيخ النسائي : إسماعيل بن مسعود، فإنه لم يخرج له إلا النسائي وحده.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088467338

    عدد مرات الحفظ

    776894326