إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب صلاة الإمام خلف رجل من رعيته) إلى (باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة)

شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب صلاة الإمام خلف رجل من رعيته) إلى (باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن أحق الناس بإمامة الصلاة هو الأقرأ لكتاب الله؛ سواء كان صغيراً أم كبيراً، بصيراً أم أعمى، وليس للزائر أن يتقدم على إمام المسجد إلا بإذنه، كما أنه يجوز لإمام المسلمين أن يصلي خلف رجل من رعيته.

    شرح حديث: (آخر صلاة صلاها رسول الله... خلف أبي بكر)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [صلاة الإمام خلف رجل من رعيته.

    أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه أنه قال: (آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم، صلى في ثوب واحد متوشحاً خلف أبي بكر)].

    يقول النسائي رحمه الله: صلاة الإمام خلف رجل من رعيته، وأورد فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد متوشحاً به خلف أبي بكر)، والمقصود منه قوله: (خلف أبي بكر )، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر.

    وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم في مرض موته اختلفت فيها الروايات، هل كان إماماً، أو كان مأموماً؟ وهل الإمام أبو بكر رضي الله تعالى عنه؟ من العلماء من قال بالتعدد، ومنهم من قال بترجيح أنه كان هو الإمام، والأظهر هو عدم التعدد، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإمام، كما جاءت الروايات موضحة ذلك؛ حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي به يهادى بين رجلين حتى جلس على يسار أبي بكر، فصلى جالساً، وأبو بكر على يمينه يأتم برسول صلى الله عليه وسلم، ويأتم الناس بـأبي بكر، أي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان صوته خافتاً؛ لأنه في مرض شديد، فلا يسمعه إلا من حوله، وأبو بكر رضي الله عنه يسمع صوته، فيكبر، فيسمعه الناس، وقد جاءت بعض الروايات موضحة فتكون هي الأرجح، ويكون من قال: إنه صلى خلف أبي بكر، أن يحمل على أنه إما أن يكون لم يسمع صوت الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يسمع صوت أبي بكر، فيظن أنه الإمام، لا سيما وقد دخل في الصلاة قبل أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يعرفون أن أبا بكر هو الذي صلى بهم، ودخل في الصلاة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بعدما دخل أبو بكر في الصلاة، وجلس على يمينه، ولكن الأظهر من هذا، والأوضح من هذا في الدلالة على الترجمة الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: (أن النبي عليه الصلاة والسلام كان في سفر، فتأخر لقضاء حاجته، وتقدم الجيش، وعندما حان وقت الصلاة لم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقيمت الصلاة وصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس، ولما فرغ من الركعة الأولى، وصار في الركعة الثانية، وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مأموماً خلف عبد الرحمن بن عوف، ولما قضى عبد الرحمن الصلاة قام رسول صلى الله عليه وسلم ليقضي الركعة التي سبق فيها)، فهذا هو الدليل الواضح على الترجمة.

    وكذلك الحديث الذي مر في قصة استخلاف أو قصة صلاة أبي بكر عندما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلح بين بني عمرو بن عوف، حيث جرى بينهم خلاف، وحان وقت الصلاة ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى أبو بكر، ودخل في الصلاة، فجاء رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى وصل إلى الصف الأول، ودخل في الصف، ودخل في الصلاة خلف أبي بكر، فالناس صاروا يصفقون، يريدون أن ينبهوا أبا بكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصل، فلما أكثروا من التصفيق التفت أبو بكر، وإذا رسول الله عليه الصلاة والسلام قائماً يصلي وراءه، فأشار إليه بأن يبقى مكانه، يواصل، ويستمر في الصلاة، فهذا دليل واضح على أنه صلى خلفه؛ لأن صلى جزءاً من الصلاة خلفه، حيث دخل في الصلاة، وأبو بكر هو الإمام، أراد منه أن يواصل، حيث أشار إليه بأن يستمر.

    فهذان الدليلان هما الواضحان وضوحاً جلياً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى خلف رجل من رعيته، فقد صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ركعة، وقام يقضي الركعة الباقية، وصلى خلف أبي بكر بعض ركعة، وأشار إليه أن يواصل الصلاة، وأن يستمر فيها، ولكن أبا بكر رضي الله عنه لم ير أن يستمر مصلياً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الإمام أو إمام المسجد جاء وقد أقيمت الصلاة، فإذا كان مضى شيء من الصلاة فإن الأولى أن يستمر النائب كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان في أول الصلاة فلا بأس أن يتأخر الإمام النائب، ويتقدم الذي هو الإمام الراتب، أو الذي حصلت النيابة عنه؛ لأن الصلاة لم يفت منها شيء، ولكن إذا فات منها شيء فالأولى أن يستمر الإمام النائب في الصلاة، والإمام الراتب يصلي وراء ذلك الإمام الذي ناب عنه.

    وحديث أنس الذي معنا ليس بواضح الدلالة على الترجمة من جهة أن الروايات اختلفت في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته، حيث أتي به يهادى بين رجلين، حتى أجلس على يسار أبي بكر وهو يصلي بالناس في أول الصلاة، فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام، وأبو بكر يقتدي به، والمصلون وراءه يقتدون بـأبي بكر، بمعنى آخر كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالساً، وأبو بكر بجواره قائماً، وهو يكبر بتكبير رسول الله عليه الصلاة والسلام، والناس يتابعون أبا بكر ولا يسمعون صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    إذاً: ترجمة الحديث ليس بواضح الدلالة عليها، والذي هو واضح ما أشرت إليه من الحديثين، الحديث الذي مر عند النسائي، والحديث الذي رواه مسلم في صحيحه في صلاة عبد الرحمن بن عوف إماماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (آخر صلاة صلاها رسول الله... خلف أبي بكر)

    قوله: [أخبرنا علي بن حجر].

    هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، ثقة، حافظ، خرج له البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وقد أكثر مسلم الرواية عن علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي .

    [حدثنا إسماعيل].

    وهو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المشهور بـابن علية، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حميد].

    وهو حميد بن أبي حميد الطويل البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    وهو أنس بن مالك رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخادمه، خدمه عشر سنوات منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهو من صغار الصحابة، وقد عاش وعمر طويلاً حتى أدركه صغار التابعين ومتوسطوهم ورووا عنه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، بل هو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وهذا الإسناد من الأسانيد العالية عند النسائي؛ لأنه رباعي، وأعلى الأسانيد عند النسائي الرباعيات، وهنا بين النسائي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشخاص: علي بن حجر، وإسماعيل بن علية، وحميد الطويل، وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فهؤلاء الأربعة هم إسناد هذا الحديث، وهم رجال هذا الحديث، وهو من أعلى الأسانيد عند النسائي ؛ لأن أعلى ما عنده الرباعيات، وليس عنده شيء من الثلاثيات، ومثل النسائي -في أن أعلى ما عنده الرباعيات- مسلم، وأبو داود، فهؤلاء الثلاثة أعلى ما عندهم الرباعيات، وأما البخاري فعنده اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، والترمذي عنده حديث واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده خمسة أحاديث ثلاثية، وكلها بإسناد واحد، أي: الخمسة الثلاثيات التي عند ابن ماجه .

    شرح حديث: (أن أبا بكر صلى للناس ورسول الله صلى في الصف)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا بكر بن عيسى صاحب البصرى سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها: (أن أبا بكر صلى للناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف)].

    وهنا أورد النسائي هذا الحديث، وهو حديث عائشة : (أن أبا بكر صلى للناس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف)، وهذا الحديث إذا كان المراد به الذي حصل في مرض موته صلى الله عليه وسلم فقد عرفنا ما يتعلق به، وإن كان المراد به ما حصل من قصة تقدمه إماماً، أي: تقدم أبي بكر إماماً، وأن الرسول ذهب يصلح بين بني عمرو بن عوف، ثم جاء ودخل في الصف وراءه فهذا لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الصف، والذي صلاه خلف أبي بكر هو بعض ركعة، وهذا واضح الدلالة على ما ترجم له، ولكن إذا كان مقصوده في مرض موته فهذا ليس بواضح، بل لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بالصف في مرض موته، بل كان على يسار أبي بكر كما جاءت الروايات مبينة، وموضحة ذلك، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى جالساً، وأبو بكر يصلي قائماً عن يمينه، يقتدي أبو بكر برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتدي المأمومون بـأبي بكر رضي الله تعالى عنه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن أبا بكر صلى للناس ورسول الله صلى في الصف)

    قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].

    محمد بن المثنى هو أبو موسى الملقب بـالزمن.

    إذاً: محمد بن المثنى العنزي كنيته أبو موسى، ولقبه الزمن، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة جميعاً، فقد رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري، وقد مات قبل البخاري بأربع سنوات، وقد أدركه من بعد البخاري، ولهذا فإن النسائي روى عنه، ووفاته سنة: (303هـ)، وروى عنه من هو متأخر بعد البخاري .

    إذاً: فهو من صغار شيوخ البخاري، وروى عنه من هو بعد البخاري، وكانت وفاته قبل البخاري بأربع سنوات؛ لأن البخاري توفي سنة: (256هـ)، ومحمد بن المثنى توفي سنة: (252هـ)، ويماثله في هذا -أعني: كونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة- محمد بن بشار، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فهؤلاء الثلاثة ماتوا في سنة واحدة، في سنة: (252هـ)، وكل واحد منهم شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا بكر بن عيسى].

    بكر بن عيسى صاحب البصري، وصاحب البصري، ولا أدري ما المراد بها، ولا عرفت ما يوضحها ويبينها، وبكر بن عيسى الراسبي ثقة، خرج له النسائي وحده، والمصادر المختلفة كلها تذكر صاحب البصري أو صاحب البصرى، ومثله شخص آخر كذلك، وهو يحيى بن كثير، فإنه ذكر في ترجمته أنه صاحب البصري أو صاحب البصرى، وما عرفت حتى الآن ما المراد بهذا الوصف، وبعض المحدثين نسبه وقال: البصري، ولكن عند النسائي هنا، وفي تهذيب الكمال، وفي تهذيب التهذيب، وفي بعض الكتب يأتون بهذا اللفظ، وما المراد بهذا الوصف؟

    وبكر بن عيسى ثقة أخرج حديثه النسائي وحده.

    [سمعت شعبة يذكر].

    شعبة بن الحجاج، المحدث، الناقد، الثقة، الثبت، الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن نعيم بن أبي هند].

    نعيم بن أبي هند ثقة، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود في المراسيل، والنسائي، وابن ماجه .

    [عن أبي وائل].

    وهو شقيق بن سلمة، وهو ثقة، ثبت، مخضرم، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته، ويأتي باسمه أحياناً، ومعرفة كنى المحدثين من الأمور المهمة في علم مصطلح الحديث، وفائدتها أن لا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر مرة باسمه ومرة بكنيته، فإن من لا يعرف أن هذه الكنية لصاحب هذا الاسم يظن أن الشخص الواحد يكون شخصين، ومعرفة ذلك يسلم معها من مثل هذا اللبس الذي قد يحصل لمن لا يعرف.

    [عن مسروق].

    هو ابن الأجدع المدني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة].

    هي عائشة أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، التي أنزل الله براءتها في آيات تتلى في كتاب الله عز وجل، وهي الصحابية الوحيدة التي عرفت بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين عرفوا بكثرة الحديث سبعة، ستة من الرجال، وامرأة واحدة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهؤلاء السبعة هم الذين يتكرر ذكرهم في الأحاديث، ومنهم أنس بن مالك الذي تقدم في الإسناد الذي قبل هذا، ويقول السيوطي فيهم في ألفيته:

    والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر

    وأنس والبحر كالخدريِ وجابر وزوجة النبيِ

    زوجة النبي يراد بها عائشة رضي الله تعالى عنها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087530220

    عدد مرات الحفظ

    772832586