إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب من وصل صفاً) إلى (باب المكان الذي يستحب من الصف)

شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب من وصل صفاً) إلى (باب المكان الذي يستحب من الصف)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الصلاة من أعظم العبادات التي لها دلالات تربوية في حياة المسلم؛ ففيها الأمر بالتسوية والاعتدال وعدم الاختلاف وإتمام الصف وتسويته، ليسود هذا النظام شتى مجالات الحياة. ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على المسابقة إليها، وذكر أن خير صفوف الرجال أولها لما لها من فضل السبق، وشرها آخرها لقربها من النساء والفتنة، وكذلك صفوف النساء خيرها ما كان بعيداً عن الفتنة. كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بين السواري، وحث على الصلاة في ميامن الصفوف.

    شرح حديث: (من وصل صفاً وصله الله ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [من وصل صفاً:

    أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله عز وجل)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب: من وصل صفاً، أي: ثوابه وجزاؤه، وأن له أجر عظيم عند الله عز وجل، وقد أورد النسائي في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله عز وجل)، والحديث يدل على فضل وصل الصفوف، وعلى عظم الأجر في ذلك، ويدل أيضاً على الوجوب؛ لأن وصل الصفوف واجب، واتصالها والتراص فيها، وتقاربها؛ تقارب المأمومين بعضهم من بعض، هذا مما جاءت فيه السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد مر بنا جملة من الأحاديث المتعلقة بذلك، وفيها الوعيد بأن يحصل لمن لم يحصل منه ذلك المخالفة بين القلوب؛ لأنه قال: (لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم)، وفي بعض الروايات: (قلوبكم)، وجاء: (ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)، وهنا يقول: (من وصل صفاً وصله الله)، ففيه: الترغيب والحث على وصل الصفوف، وبيان أن فيه الأجر العظيم من الله عز وجل.

    وفي هذا دليل على أن الجزاء من جنس العمل؛ لأن من وصل وصله الله، ويقابل ذلك: من قطع قطعه الله، فهذا ترغيب، وهذا ترهيب، وفي الحديث الجمع بين الترغيب والترهيب، وكثيراً ما يأتي في الكتاب والسنة الجمع بين الترغيب والترهيب، يرغب في الخير، ويرهب من الشر، يرغب في أمر من الأمور، ويرهب من خلافه، وقد اعتنى العلماء قديماً بجمع الأحاديث التي فيها الترغيب والترهيب، ومن أحسن ما كتب فيها وأجمعه كتاب: الترغيب والترهيب للمنذري، الذي يجمع مثل هذه الأحاديث التي فيها ترغيب في شيء، وتحذير من شيء، والحديث جمع فيه بين الترغيب والترهيب، ترغيب في وصل الصفوف، وترهيب من قطع الصفوف، والحديث كما ذكرت: فيه دليل على أن الجزاء من جنس العمل؛ لأن الحديث: (من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله)، وقد جاء في أحاديث كثيرة مثل هذا المعنى الذي هو ذكر الجزاء من جنس العمل؛ وذلك مثل قوله: (من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)، فتلك الجزاء فيها من جنس العمل، وكثيراً ما تأتي النصوص من هذا القبيل، فيها بيان أن الجزاء من جنس العمل، وقطع الصفوف يكون بالجلوس فيها بدون صلاة، بأن يجلس بين الصف، فيكون الصف مقطوعاً وهو جالس فيه لا يصلي، فإن هذا داخل في قطع الصفوف، ويدخل في ذلك أيضاً كونه يحول دون أحد أن يصل الصف، وأن يمنعه من ذلك، فإن هذا أيضاً فيه قطع للصفوف، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من قطع صفاً قطعه الله).

    تراجم رجال إسناد حديث: (من وصل صفاً وصله الله ...)

    قوله: [أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود].

    وهو عيسى بن إبراهيم بن مثرود، وهو المصري، وهو ثقة، خرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا عبد الله بن وهب].

    وهو عبد الله بن وهب، وهو المصري، وهو: ثقة، ثبت، محدث، فقيه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن معاوية بن صالح].

    وهو معاوية بن صالح بن حدير الدمشقي، وهو صدوق، له أوهام، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي الزاهرية].

    وهو حدير بن كريب الحمصي، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، ما خرج له البخاري في الصحيح، ولا الترمذي في الجامع.

    [عن كثير بن مرة].

    وهو كثير بن مرة الحمصي، وهو: ثقة، خرج له البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن عبد الله بن عمر].

    وهو عبد الله بن عمر صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، أحد العبادلة الأربعة في الصحابة، الذين هم من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، صحابة أبناء صحابة، وهم من صغار الصحابة، ابن عمر يوم أحد عمره أربع عشرة سنة، وابن عباس في حجة الوداع ناهز الاحتلام، وابن الزبير ولد في أول الهجرة، وهو أول مولود ولد بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولدته أمه وهي في قباء قبل أن يصلوا إلى المدينة، من حين ما وصلوا إلى قباء، وعبد الله بن عمرو أيضاً كذلك هو من صغار الصحابة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهؤلاء الأربعة الذين من صغار الصحابة -وهم العبادلة- في سن متقارب، وأدركهم الكثير من التابعين ورووا عنهم، وليس فيهم عبد الله بن مسعود؛ لأن عبد الله بن مسعود متقدم الوفاة، توفي سنة: (32هـ)، وهو من كبار الصحابة، وليس من صغارهم، وهو من المهاجرين رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    وعبد الله بن عمر أحد السبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهم الذين جمعهم السيوطي في الألفية بقوله:

    والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر

    وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي

    فهؤلاء سبعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام هم الذين تميزوا على غيرهم بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088564404

    عدد مرات الحفظ

    777359717