إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب الصف بين القدمين في الصلاة) إلى (باب نوع آخر من الدعاء بين التكبير والقراءة)

شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب الصف بين القدمين في الصلاة) إلى (باب نوع آخر من الدعاء بين التكبير والقراءة)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حث الشارع المصلي على رص قدميه في الصلاة، وعلى محاذاة من على يمينه ومن على شماله من أجل تسوية الصفوف، وألا يدع فرجات للشيطان الذي يدخل من الخلل.

    شرح طريقي حديث ابن مسعود في الصف بين القدمين في الصلاة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [الصف بين القدمين في الصلاة.

    أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن سفيان بن سعيد الثوري عن ميسرة عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة: أن عبد الله رأى رجلاً يصلي قد صف بين قدميه، فقال: خالف السنة، ولو راوح بينهما كان أفضل.

    أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد عن شعبة أخبرني ميسرة بن حبيب سمعت المنهال بن عمرو يحدث عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه رأى رجلاً يصلي قد صف بين قدميه، فقال: أخطأ السنة، ولو راوح بينهما كان أعجب إلي].

    يقول النسائي رحمه الله: [الصف بين القدمين في الصلاة].

    مراده بهذه الترجمة هو أن المصلي عندما يقوم في الصلاة يقارب بين قدميه فيصفهما ويعتمد عليهما جميعاً، هذا هو المراد، لعل هذا هو المراد بالترجمة، وأورد حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من طريقين: أنه رأى رجلاً قد صف بين قدميه فقال: خالف السنة، ولو راوح بينهما لكان أفضل. والرواية الثانية: ولو راوح بينهما لكان أعجب إليَّ.

    والمراد بالمراوحة: أنه يعتمد على هذه تارة، وعلى هذه تارة، فعندما يعتمد على الثانية تستريح الأخرى، ثم بعد أن تستريح وتكون الأخرى قد اعتمد عليها، يعتمد على الأخرى التي قد استراحت، ثم تحصل الراحة للرجل الأخرى، هذا هو المقصود بالمراوحة بين الرجلين.

    والحديث من هذين الطريقين فيه انقطاع؛ لأنه من رواية أبي عبيدة عن أبيه، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، فهو مرسل، يعني: فيه انقطاع، وعلى هذا فالحديث غير ثابت، يعني: كون أن المشروع هو المراوحة، وأنه لا يجوز صف القدمين، ليس هناك شيء يدل عليه، وإنما المشروع هو التقارب، كل إنسان يقرب من جاره إلى جهة الإمام، ويقرب رجله إلى رجله، ويكون منكبه بجوار منكبه، وليس هناك شيء يدل على مشروعية المراوحة، ولا على صفهما جميعاً وتلاصقهما، وكون المصلي يعتمد عليهما جميعاً، وإنما يكون الأمر في ذلك واسعاً، المهم أن الإنسان يقرب من جاره إلى جهة الإمام، ولا يكون هناك فرجة، بل تتقارب الصفوف ويحصل التراص فيها، هذا هو الذي جاءت فيه الأحاديث: رص الصفوف والتقارب بينها، وكون كل واحد يقرب من جاره حتى لا يدع فرجة للشيطان.

    إذاً: فالحديث من هاتين الطريقين غير ثابت؛ لما فيه من الانقطاع بين أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأبيه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه.

    تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في الصف بين القدمين في الصلاة من الطريق الأولى

    قوله: [عمرو بن علي].

    عمرو بن علي هو: الفلاس، مشهور بهذه النسبة، وهو ناقد من النقاد، وكلامه في الرجال كثير، عندما يأتي الإنسان للتراجم وينظر في كلام المعدلين والمجرحين، يجد كلام الفلاس، أو نسبة التجريح أو التعديل إلى الفلاس كثيرة، وهو يأتي كثيراً بلفظ الفلاس، عندما يأتي في التعديل والتجريح للرجال، يقال: وثقه الفلاس أو ضعفه الفلاس، فهو مشهور بهذا، وهو لفظ مختصر يطلقونه كثيراً في التراجم عند ذكر توثيق الفلاس وتعديله للرجال، وهو عمرو بن علي، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا يحيى].

    يحيى، وهو: ابن سعيد القطان، المحدث، الناقد، الثقة، الثبت، الذي كلامه في الرجال كثير، ويأتي ذكره كثيراً يقال: وثقه القطان ضعفه القطان، فهذا هو الذي يأتي ذكره به كثيراً في كتب الرجال عند ذكر التراجم، وهو الذي قال فيه الذهبي في كتابه: من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، أن يحيى بن سعيد القطان إذا اجتمع هو وعبد الرحمن بن مهدي على تضعيف شخص، وعلى جرحه فهو لا يكاد يندمل جرحه، يعني: معناه أنهما يصيبان الهدف، ويصيبان في قولهما، ولا يكادان يخطئان، وهذه الكلمة من الذهبي تبين عظم شأن كلام هذين الرجلين إذا اجتمعا واتفقا على تضعيف شخص، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سفيان بن سعيد الثوري].

    سفيان بن سعيد الثوري، هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، الثقة، الثبت، الحجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهذا وصف عال، ولقب رفيع، لم يظفر به إلا النادر القليل من المحدثين، مثل: سفيان هذا، ومثل: شعبة بن الحجاج، ومثل: إسحاق بن راهويه، ومثل البخاري، والدارقطني، وغير هؤلاء، وصفوا أو كل واحد منهم وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل، وأرفع صيغ التعديل.

    وعندما يكون الثقات في القمة من الثقة والعدالة، يميزون بين الشخصين بأن يعدوا أخطاء هذا وأخطاء هذا، فإذا كان بالإحصاء أن أخطاء هذا أقل، اعتبروه أعلى ممن زادت أخطاؤه ولو قليلاً، وإذا كانت الزيادة يسيرة بين هذا وهذا، يقدمون هذا الشخص على ذاك الشخص بالتفاوت بينهما في قلة الخطأ، وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ميسرة].

    ميسرة، هو: ميسرة بن حبيب النهدي، وهو صدوق، خرج له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [عن المنهال بن عمرو].

    المنهال بن عمرو، هو: الأسدي الكوفي، وهو صدوق، خرج له البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، والبخاري روى عنه أثراً في أول تفسير سورة فصلت عن ابن عباس طويل، وكان من عادة البخاري أنه يأتي بالإسناد في الأول، ويأتي بالمتن في الآخر، إلا أنه في هذا الإسناد عكس فجعل المتن في الأول والإسناد في الآخر، وذكر الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الأثر: أن صنيع البخاري هذا يشعر بأن الإسناد يقلَّ عن شرطه، أو أنه لا يصل إلى شرطه، ولكنه من قبيل ما يحتج به، وفي إسناده المنهال بن عمرو الأسدي هذا، وقد خرج له البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي عبيدة].

    أبو عبيدة، هو: ابن عبد الله بن مسعود وقيل: إن اسمه كنيته: أنه لا اسم له غيرها، وقيل: إن له اسم آخر غير الكنية، واختلف فيه على أقوال، لكن هو مشهور بالكنية أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وهو ثقة، خرج أحاديثه أصحاب السنن الأربعة.

    [عن عبد الله].

    وهو: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من المهاجرين، وهو رضي الله عنه من فقهاء الصحابة، وليس من العبادلة الأربعة المشهورين في الصحابة؛ لأنه متقدم عليهم، وهم متأخرون، وهم من صغار الصحابة، وهو ليس من الصغار، وقد عاشوا بعده زمناً، وأدركهم من لم يلق ابن مسعود، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، فهؤلاء هم المشهورون بلقب العبادلة إذا قيل: وقال به العبادلة من الصحابة، أي: هؤلاء الأربعة، وابن مسعود ليس منهم، وبعض العلماء عد ابن مسعود منهم، وأسقط واحداً من الأربعة، لكن ليس هذا هو الصحيح، بل الصحيح المشهور هو: أن العبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة، والذين كانوا في زمن متقارب، والذين عاشوا بعد ابن مسعود زمناً، وأدركهم من لم يدرك ابن مسعود، وروى عنهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديث ابن مسعود خرجه أصحابه الكتب الستة.

    هذا هو الطريق الأول، والإسناد كما عرفنا فيه: أبو عبيدة عن أبيه، وروايته عن أبيه منقطعة، لم يسمع من أبيه، فهو من قبيل المرسل، لكن هذا الإرسال ليس هو المرسل المشهور في عرف المحدثين: لأن المشهور في عرف المحدثين: أن يقول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، هذا هو المشهور، وعند الفقهاء: المرسل هو الذي فيه انقطاع، رواية الراوي عن من لم يلقه، فهذا من قبيل المرسل، وعلى هذا فالإسناد ضعيف، يعني: ليس بثابت لما فيه من الانقطاع.

    تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في الصف بين القدمين في الصلاة من الطريق الأخرى

    قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

    إسماعيل بن مسعود، وهو: أبو مسعود البصري، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده، وكنيته أبو مسعود، وقد ذكرت فيما مضى أن من أنواع علوم الحديث معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وأن فائدة ذلك دفع توهم التصحيف فيما لو ذكر بالكنية، مع أنه مشهور بالنسب، إسماعيل بن مسعود لو جاء إسماعيل أبو مسعود، فمن لا يعرف أن كينته أبو مسعود يظن أن (أبو) مصحفة عن (ابن)، ولكنه صواب، إن جاء إسماعيل أبو مسعود، أو جاء إسماعيل بن مسعود، الكل صواب؛ لأن أباه مسعود وكنيته أبو مسعود.

    [حدثنا خالد].

    خالد، هو: خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، ثبت، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن شعبة].

    شعبة، هو: شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، إمام في الجرح والتعديل، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، مثل ما حصل بالنسبة لسفيان الثوري، فقد أشرت إليه آنفاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرني ميسرة بن حبيب سمعت المنهال بن عمرو].

    ثم بعد ذلك يتفق الإسنادان ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن أبيه، والعلة التي في الإسناد الأول، هي في هذا الإسناد؛ لأنه من رواية أبي عبيدة عن أبيه، وروايته عن أبيه مرسلة وهو منقطع، فلا يثبت الحديث من هذين الطريقين.

    وقول الصحابي: من السنة كذا، أو خالف السنة، يريدون بذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الصحابي إذا قال: من السنة كذا، أو السنة كذا، أو تلك السنة، يقصد بذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، و(أل) فيها للعهد الذهني، يعني: ليس المراد بها سنة أخرى، يعني: سنة التابعين، أو روايات الصحابة، يعني الأقوال التي قيلت عنهم، وإنما المقصود بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما غير الصحابي لو قال: من السنة كذا، فلا يكون مثل قول الصحابي: من السنة كذا؛ لأنه يحتمل أن يكون عن الصحابة، وأن هذا مما هو معروف عن بعض الصحابة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088525863

    عدد مرات الحفظ

    777130868