إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - باب تأويل قول الله عز وجل (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)

شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - باب تأويل قول الله عز وجل (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بيّن الشرع الحكيم فضل سورة الفاتحة وأنها مقسمة بين العبد وربه، وأن الله جل وعلا ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها، وأنها السبع المثاني والقرآن العظيم.

    شرح حديث أبي سعيد بن المعلى في فضل السبع المثاني

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87].

    أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي، فدعاه، قال: فصليت ثم أتيته، فقال: ما منعك أن تجيبني؟ قال: كنت أصلي، قال: ألم يقل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]؟ ألا أعلمك أعظم سورة قبل أن أخرج من المسجد؟ قال: فذهب ليخرج، قلت: يا رسول الله، قولك، قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، هي السبع المثاني الذي أوتيت، والقرآن العظيم)].

    يقول النسائي رحمه الله: تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]. التأويل: يراد به التفسير، وعندما يأتي ذكر التأويل، يعني: تأويل قول الله عز وجل كذا، أي: تفسيره، وهي مرادفة للتفسير، ويستعملها كثيراً بعض العلماء مثل: ابن جرير الطبري رحمه الله، فإنه كثيراً ما يستعمل التأويل بدل التفسير في كتابه: تفسير القرآن، والتأويل يأتي بمعنى التفسير، ويأتي بمعنى آخر وهو ما يؤول إليه الكلام من الحقيقة، فما يؤول إليه الكلام من الحقيقة هذا يقال له: تأويل، ومن ذلك قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، يعني: مآلاً وعاقبة، فما يؤول إليه الكلام، وينتهي إليه، هذا من معاني التأويل، ومن ذلك تأويل الرؤيا، وهو الحقيقة التي وقعت هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ [يوسف:100]، رأى رؤيا ولما حصل وقوع ما هو تأويل قال: هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا [يوسف:100]، فالتأويل يأتي بمعنى ما يؤول إليه الكلام من الحقيقة، ويأتي بمعنى التفسير.

    وهنا قول النسائي: تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، المراد به تفسير قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، وهو مثل عمل ابن جرير، والنسائي في زمن واحد؛ لأن النسائي توفي سنة 303هـ، وابن جرير سنة 310هـ أو 311هـ، وكل منهما يستعمل التأويل بمعنى التفسير.

    وقد مر بنا بعض الآيات التي فيها هذا، ومنها أول باب في سنن النسائي: تأويل قول الله عز وجل: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ [المائدة:6]، وهنا تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، وقد أورد تحتها أحاديث، منها تفسير السبع المثاني بأنها الفاتحة، وبعضها يدل على أن السبع المثاني هي السبع السور الطوال من القرآن، يعني: بعد الفاتحة، وسيأتي ذكر هذه الأحاديث.

    ذكر فضل سورة الفاتحة والمراد بالسبع المثاني

    وقد أورد النسائي الحديث الأول وهو حديث أبي سعيد بن المعلى المتعلق بسورة الفاتحة، وذلك أنه كان يصلي فمر به النبي صلى الله عليه وسلم، أي: بـأبي سعيد بن المعلى فدعاه، وكان يصلي فاستمر في صلاته حتى فرغ منها، فلما فرغ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ما منعك أن تجيبني؟ فقال: لأني كنت في صلاة، قال: ألم يقل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]؟ ثم قال: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد)، ثم إنه لما أراد أن يخرج جاء إليه وذكره، وقال: (قولك يا رسول الله)، يعني: أذكرك قولك الذي قلته، وأنك ستعلمني أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، فقال: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، هي: السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته)، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن سورة الفاتحة هي السبع المثاني، أي: سبع آيات مثاني، يعني: تثنى في كل ركعة، كل ركعة من ركعات الصلاة تثنى فيها، تتكرر هذه السورة، تثنى في كل ركعة من ركعات الصلاة، وهذا هو معنى كونها مثاني؛ ويؤتى بها قراءة بعد قراءة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وقيل: إنها مثاني لأنه يثنى على الله عز وجل بها، لكن كونها مثاني بمعنى أنها تثنى بها القراءة، هذا هو الأوضح، والقرآن وصف بأنه مثاني كله: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ [الزمر:23]، يعني: تثنى فيه العبر والقصص، وتثنى فيه قصص الأنبياء، وقصص الملائكة، وقصص الأمم السابقة، يعني: تكرر فتثنى فيكون فيها عبر وعظات.

    والحديث يدل على فضل سورة الفاتحة، وعلى أنها أعظم سورة في القرآن؛ ولهذا الله تعالى فرض قراءتها في الصلاة، وتقرأ في كل ركعة من ركعاتها، وهي مشتملة على ثناء، ودعاء، ثناء على الله ودعاء من العبد لربه، يسأله أن يحقق له ما يريد من الإعانة والهداية إلى الصراط المستقيم، صراط المنعم عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وهو غير طريق المغضوب عليهم والضالين، وهم اليهود والنصارى الذين عرفوا الحق، ولم يعملوا به، والذين يعبدون الله على جهل وضلالة، فالحديث يدل على فضلها، وعلى عظم شأنها.

    ثم إن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد)، ولم يعلمه في الحال ليستعد، ويتهيأ، وليشغل باله في التفكير، والاستعداد، والتهيؤ، ثم إنه لما أراد أن يخرج جاء وذكره، وقال: قولك يا رسول الله، يعني: أذكرك قولك يا رسول الله، أنك ستعلمني أعظم سورة قبل أن تخرج، فأخبره أنها الفاتحة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، هي: السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.

    وقيل: سبع مثاني لأنها مشتملة على سبع آيات، وقد عدت البسملة آية من الآيات السبع، ومن العلماء من قال: إنها سبع، وأن السابعة هي الآية الأخيرة تكون آيتين، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، آية، ثم: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ، آية أخرى، لكن المشهور أن البسملة هي الآية الأولى؛ ولهذا عندما رقمت الآيات أعطيت البسملة الرقم الأول، أي: الآية الأولى بعد بسم الله الرحمن الرحيم رقم (1)، ثم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] رقم (2) التي هي الآية الثانية، فهي سبع آيات قيل لها: السبع المثاني، وهي مثاني كما عرفنا؛ لأنها تثنى فيها القراءة.

    وقوله: هو القرآن العظيم، قيل: أن هذا وصف للفاتحة، وأنها أطلق عليها القرآن العظيم لعظمها ولعظم شأنها، وهو من إطلاق الكل على البعض، وقيل: إنها معطوفة والعطف للمغايرة، أي: أنها عاطفة، يعني: والقرآن العظيم هو ما أعطيته وهو غير الفاتحة، أعطيت السبع المثاني، وأعطيت القرآن العظيم، يعني: ما عداها، وهي من القرآن، أو تكون ذكرت مرتين مرة على سبيل الاستقلال، ومرة على سبيل دخولها تحت اللفظ العام، ويكون من جنس: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ [القدر:4]، يعني: يكون جبريل جاء مفرداً، وجاء مندرجاً تحت اللفظ العام، فيكون عطف القرآن العظيم عليها من عطف العام على الخاص، والفاتحة داخلة في ذلك العام، ولكنها أفردت ونص عليها بإفرادها لأهميتها، فيكون إما أن يكون القرآن العظيم يراد به الفاتحة مع السبع المثاني، ويكون من إطلاق الكل على البعض، وذلك لأهمية هذه السورة، أو يكون المراد به الفاتحة وما عداها، أي: أعطيت الفاتحة، وأعطيت ما عداها الذي هو غير الفاتحة، أو أن عطف القرآن العظيم على الفاتحة من عطف العام على الخاص، الذي يكون الخاص فيه ذكر مرتين، مرة بانفراده، ومرة باندراجه تحت اللفظ العام.

    وفي هذا الحديث دليل على أن السنة تفسر القرآن وتبينه؛ لأن هذه الآية: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، جاء هذا الحديث بأن المراد بها سورة الفاتحة، وهذا فيه تفسير القرآن بالسنة، وأن السنة تفسر القرآن وتبينه، وتدل عليه.

    ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم لـأبي سعيد بن المعلى مناداته له وهو في الصلاة، ثم أبو سعيد رضي الله تعالى عنه لم يجب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه في صلاة، فظن أن إجابته إنما تكون بعد الفراغ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال له: لماذا لم تجبني؟ قال: كنت في صلاة، قال: ألم يقل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24] قالوا: وهذا من خصائصه أنه لو دعا أحداً، وهو في الصلاة، فإنه يجيبه ولو كان في الصلاة؛ لأن أبا سعيد لما اجتهد ورأى أنه يستمر في الصلاة، ثم يجيبه بعد الصلاة أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال بعد أن قال له: إني كنت في صلاة، قال: ألم يقل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24] قالوا: وهذا من خصائصه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي سعيد بن المعلى في فضل السبع المثاني

    قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

    إسماعيل بن مسعود، وهو: أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا خالد].

    خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن خبيب بن عبد الرحمن].

    خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب].

    وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي سعيد].

    أبو سعيد بن المعلى صحابي، قيل: اسمه رافع وهو من الأنصار، وأخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه ، والبخاري لم يخرج له إلا هذا الحديث الواحد، الذي رواه النسائي، والصحابي هو: أبو سعيد بن المعلى.

    شرح حديث أبي هريرة في فضل السبع المثاني

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)].

    أورد النسائي حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أنزل الله عز وجل في التوراة، ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي)، يعني: يقول الله عز وجل: (وهي مقسومة بيني وبين عبدي) وهذا حديث قدسي، يعني: مثل ما جاء في حديث أبي هريرة المتقدم: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين)، (وهي مقسومة بيني وبين عبدي)، والحديث دال على ما دل عليه حديث أبي سعيد بن المعلى من تفسير السبع المثاني بأنها أم القرآن، فتفسير السبع المثاني التي جاءت في سورة الحجر بأن المقصود بها الفاتحة أم القرآن، فهي السبع المثاني. وفيه تفسير القرآن بالسنة كما في الذي قبله، وتوضيح السنة للقرآن كما دل عليه الحديث الذي قبله.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في فضل السبع المثاني

    قوله: [أخبرنا الحسين بن حريث].

    الحسين بن حريث المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه ، فإنه لم يخرج له شيئاً.

    [الفضل بن موسى المروزي].

    وهو ثقة، ثبت، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الحميد بن جعفر].

    عبد الحميد بن جعفر، وهو صدوق ربما وهم، خرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن العلاء بن عبد الرحمن].

    العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي الجهني المدني، وهو صدوق ربما وهم، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبيه].

    هو عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي الجهني، والحرقة من جهينة، المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أيضاً البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، أي: أن الذين خرجوا له كالذين خرجوا لابنه.

    [عن أبي هريرة].

    أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    [عن أبي بن كعب].

    أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، وأبي بن كعب صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو سيد القراء، وهو: الذي أمر الله نبيه أن يقرأ سورة: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا [البينة:1]، قال: وسماني لك يا رسول الله؟! قال: نعم، فبكي أبي ؛ لأن الله تعالى أمر نبيه أن يقرأ سورة: (لم يكن) على أبي، وذلك من الفرح، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (أوتي النبي سبعاً من المثاني السبع الطوال)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني محمد بن قدامة حدثنا جرير عن الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أوتي النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني السبع الطوال)].

    أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم.

    (أوتي النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني السبع الطوال).

    يعني: السبع السور الطوال، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة، أو يونس، يعني: ما ذكرت الأنفال؛ لأنها ليست طويلة فهي ليست من الطوال، ومن العلماء من قال: إن الاثنتين هما تابعات للسبع الطوال، يعني: الأنفال والتوبة؛ لأنه ما فصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم.

    فهما بمثابة السورة الواحدة فيكونان هما جميعاً السبع الطوال، أي: السابعة في السبع الطوال، وقيل: إن السابعة هي التوبة وقيل: إنها يونس.

    إذاً: فهذا تفسير للسبع المثاني بأنها السبع الطوال، وهذا من كلام ابن عباس رضي الله عنه، ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي السبع المثاني التي هي السبع الطوال.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أوتي النبي سبعاً من المثاني السبع الطوال)

    قوله: [أخبرني محمد بن قدامة].

    محمد بن قدامة، وهو: المصيصي، أخبرني الفرق بينها وبين أخبرنا: أن الراوي عندما يسمع من الشيخ وهو وحده يقول: أخبرني، وعندما يسمع ومعه غيره يقول: أخبرنا، يفصلون بين ما إذا سمع وحده يقول أخبرني وإذا سمع ومعه غيره يقول: أخبرنا. وهو ثقة، خرج له أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا جرير].

    جرير، وهو: ابن عبد الحميد، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الأعمش].

    الأعمش، وهو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، ولقبه الأعمش واسمه: سليمان، وقد ذكرت مراراً أن معرفة ألقاب المحدثين من الأمور المهمة في علم مصطلح الحديث، وفائدة معرفة هذا النوع من أنواع علوم الحديث: حتى لا يظن الشخص الواحد شخصين، إذا ذكر باسمه مرة وذكر بلقبه مرة أخرى، فمن لا يعرف يظن أن هذا شخص وهذا شخص، ومن يعلم لا يلتبس عليه الأمر فيعلم أن سليمان بن مهران لقبه الأعمش، فإذا جاء بلقبه هو هو، وإذا جاء باسمه فهو هو، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن مسلم].

    مسلم بن عمران البطين، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد بن جبير].

    سعيد بن جبير، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن عباس].

    ابن عباس، عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة، وأحد السبعة المكثرين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    حديث ابن عباس: (في قوله عز وجل: (سبعاً من المثاني) قال: السبع الطوال) وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن حجر حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: (سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي [الحجر:87]، قال: السبع الطول)].

    أورد النسائي طريقاً أخرى عن ابن عباس، وفيها قوله: إن السبع المثاني هي السبع الطول، وهو مثل الذي قبله.

    قوله: [أخبرنا علي بن حجر].

    هو: ابن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

    [حدثنا شريك].

    شريك، وهو: ابن عبد الله القاضي النخعي الكوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي إسحاق].

    أبو إسحاق، وهو: السبيعي عمرو بن عبد الله الهمداني، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد بن جبير عن ابن عباس].

    وقد مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.

    والله تعالى أعلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088541962

    عدد مرات الحفظ

    777224065