إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب الأمر بالتأمين خلف الإمام) إلى (باب قول المأموم إذا عطس خلف الإمام)

شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب الأمر بالتأمين خلف الإمام) إلى (باب قول المأموم إذا عطس خلف الإمام)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد دلت السنة على أن للمأموم أن يؤمن إذا أمن الإمام، لأن في هذا فضل عظيم، وهو: أن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، هذا ويجوز أن يحمد العاطس ربه وهو في الصلاة.

    شرح حديث أبي هريرة في الأمر بالتأمين خلف الإمام

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الأمر بالتأمين خلف الإمام.

    أخبرنا قتيبة عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب الأمر بالتأمين خلف الإمام.

    ذكر تأمين الإمام، وأنه إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فإنهم يقولون: آمين، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (وإذا أمن فأمنوا)، ففيه إخبار عن الإمام بأنه يؤمن، وأمر للمأمومين بأن يؤمنوا فيقولوا: آمين، وهذه الترجمة معقودة بما يتعلق بالمأمومين، وأنهم يؤمنون كما يؤمن الإمام، فإذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، يقولون: آمين، ومعنى آمين: اللهم استجب، يعني: هذا الدعاء الذي دعا به الإمام وهو: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، فيؤمن على هذا الدعاء، الذي العبد أحوج ما يكون إليه، وهو الهداية إلى الصراط المستقيم؛ لأن حاجته إلى الهداية وإلى الصراط المستقيم أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب لأن حاجته إلى الطعام والشراب، فيهما قوامه في هذه الحياة الدنيا، وأما الهداية إلى الصراط المستقيم فهي سبب حياته الحياة السعيدة؛ حياة السعادة في الدار الآخرة، وإنما تكون بالهداية إلى الصراط المستقيم حيث يوفقه الله عز وجل ليعمل الأعمال الصالحة في الدنيا، وإذا انتقل من هذه الدنيا، إلى الآخرة يجد الأعمال الصالحة أمامه، فيكون ذلك سبباً في سعادته في دنياه وأخراه.

    وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، ففي ذلك الدلالة على ما ترجم له المصنف، وعلى أن المأموم يؤمن بعدما يقول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7].

    وما جاء في بعض الروايات: (إذا أمن فأمنوا)، ليس معنى ذلك أنه لا يؤمنون إلا إذا فرغ من التأمين؛ لأن قوله عليه الصلاة والسلام: (فإذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين)، أي: أنهم يقولون ذلك مباشرة، فيتفق تأمين الإمام، وتأمين المأمومين، ومعنى (إذا أمن الإمام) يعني: إذا وجد منه التأمين فيوجد منكم التأمين، وبهذا يتفق مع قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] فقولوا: آمين)، فهذا هو التوفيق بين الروايتين، أعني: ما جاء: (إذا أمن فأمنوا)، وما جاء من وقوله: (إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين).

    وفي ذلك فضل التأمين؛ لأن من أمن بعد فراغ الإمام من قراءة الفاتحة -فإذا قال: آمين- ووافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي ذلك دلالة على فضل التأمين، وعلى عظيم أجره عند الله عز وجل، وأن الملائكة تؤمن، وتدعو للمؤمنين؛ لأن قولهم: آمين بعد: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، هي تأمين على قول الإمام: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، فالملائكة تؤمن وتدعو للمؤمنين، وتستغفر لهم، كما جاءت بذلك نصوص الكتاب والسنة.

    وقوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، المقصود من ذلك الصغائر، وأما الكبائر فإنها تحتاج إلى توبة، وإلى إقلاع عنها، وندم عليها، وعزم على ألا يعود إليها.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في الأمر بالتأمين خلف الإمام

    قوله: [ أخبرنا قتيبة].

    وهو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن مالك].

    وهو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن سمي].

    وسمي هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي صالح]

    وأبو صالح هو ذكوان السمان، كنيته أبو صالح، واسمه ذكوان ولقبه السمان، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه].

    وهو عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.

    وهذا الإسناد، رجاله كلهم خرج حديثهم أصحاب الكتب الستة، قتيبة بن سعيد، ومالك بن أنس، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو صالح السمان، وأبو هريرة، فهؤلاء الخمسة حديثهم عند أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533829

    عدد مرات الحفظ

    777177609