إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجمعة - باب التبكير إلى الجمعة - باب وقت الجمعة

شرح سنن النسائي - كتاب الجمعة - باب التبكير إلى الجمعة - باب وقت الجمعةللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حث النبي صلى الله عليه وسلم على المسارعة إلى الجمعة، ورتب على ذلك أجراً يتفاوت بتفاوت التبكير إليها، ووقت الجمعة يختلف صيفاً وشتاءً، لكنه يبدأ من أول النهار حتى بداية الخطبة؛ لأن الملائكة حينها يطوون صحفهم وينصتون إليها.

    شرح حديث: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد...)

    أولها هذه الطريق، وهي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد يكتبون من جاء إلى الجمعة) أي: معناه يكتبون الأول فالأول.

    (فإذا قعد الإمام طووا الصحف وجلسوا يستمعون الذكر) ثم قال عليه الصلاة والسلام: (المهجر إلى الجمعة) أي: المبكر الذي يحصل منه التبكير كثيراً، فإنه كالمهدي بدنة، كالذي يتقرب إلى الله ببدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي بطة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة، وبعد البيضة خروج الإمام، وطي الصحف، وجلوس الملائكة لتستمع الذكر، والحديث يدل على فضل التبكير إلى المسجد يوم الجمعة، وأنه يتفاوت على حسب التبكير، وعلى مقدار التبكير، فمن بكر كثيراً فهو كالمهدي بدنة، ومن يليه كالمهدي بقرة، وهكذا حتى يصل إلى كالمهدي بيضة، ففيه تفاوت الناس في الأجر، وتفاوت الناس في الثواب، وأن ذلك بحسب تفاوتهم في التبكير والتأخر عن الجمعة.

    ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أن الملائكة تقعد على أبواب المسجد، وأنهم يكتبون من يأتي إلى المسجد، وهذا فيه الإيمان بالملائكة، وأنهم خلق من خلق الله، أسند إليهم أعمالاً، ووكل إليهم أعمالاً يقومون بها، فمنهم من أعماله في السماء، ومنهم من أعماله في الأرض، ومنهم الموكل بالجبال، والموكل بالقرآن، والموكل بالقطر، والموكل بقبض الأرواح، والموكل بالأرحام، فأعمال كثيرة جاء الكتاب والسنة في بيان دلالتها على قيامهم بهذه الأعمال، وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]، فهذا يدلنا على أنه لا بد من الإيمان بالملائكة، وكذلك الإيمان بما جاء به الكتاب والسنة من بيان أعمالهم التي أسندت إليهم، وأضيفت إليهم.

    والإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان الستة التي بينها رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل، وهي: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره) فالإيمان بهم من أصول الإيمان، فيؤمن بهم إجمالاً، ويؤمن بهم تفصيلاً، إجمالاً: بأن يؤمن بأن لله ملائكة أسند إليهم أعمال يقومون بها، والتفصيل: بأن يسمي من سمي منهم، ويعين العمل أو الأعمال التي جاء تعيينها بالكتاب والسنة لبعضهم، وكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يتعلق بالملائكة فإنه يجب الإيمان به والتصديق، وأنه داخل في الإيمان بالملائكة الذي هو ركن من أركان الإيمان الستة المبينة في حديث جبريل، وكذلك المبينة في القرآن، كما في قوله عز وجل: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177]، وكذلك: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:285]، وكذلك جاء في آيات أخرى التنصيص على الإيمان بالملائكة، والإيمان بغيرهم كما جاء مبيناً في آيات وفي أحاديث ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الحديث يدل على شيء من أعمال الملائكة، وهي القعود على أبواب المساجد يوم الجمعة، وأنهم يكتبون الأول فالأول.

    ثم بين عليه الصلاة والسلام تفاوت الناس في الأجر، والثواب، وأن من بكر كثيراً فهو كالمهدي بدنة، وهكذا حتى يصل إلى كالمهدي بيضة، وفرق شاسع بين من يهدي بدنة، ومن يهدي بيضة؛ فإن هذا قليل يسير، وهذا شيء كبير وعظيم عند الله عز وجل.

    ثم إن التبكير إنما يكون من أول النهار، فالناس يتفاوتون على حسب تبكيرهم من أول النهار، ومن المعلوم أن الجمعة ساعات وأوقات، والمراد بالساعات أجزاء من الزمان، وفي لغة العرب: أن الليل والنهار ينقسمان إلى أربع وعشرين ساعة، وكل ساعة من هذه الساعات لها اسم معين، وقد ذكر هذه الساعات وأسماءها الثعالبي في كتاب فقه اللغة؛ فإنه ذكر ساعات الليل، وساعات النهار، ساعات الليل اثنا عشر، وساعات النهار اثنا عشر، وكل ساعة لها اسم معين يخصها، وهذا موجود في اللغة العربية، ولكن المقصود بالساعة هو جزء من الزمان قد يكون فيه التفاوت؛ لأنه كما هو معلوم يحصل التفاوت في النهار بين الصيف، والشتاء، ويكون هناك فرق، لكن المعتبر من أول النهار، فسواءً كان النهار طويلاً أو قصيراً، فالعبرة التبكير إليها من أول النهار، وعند ذلك يتفاوت الناس بين من هو كالمهدي بدنة، وهي أنفس شيء يهدى، وكالمهدي بيضة، وهي أقل شيء يهدى، كما جاء مبيناً في هذا الحديث وغيره من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد...)

    قوله: [ أخبرنا نصر بن علي ].

    هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي البصري ، واسمه واسم أبيه يتفق مع اسم جده وجد أبيه، فاسمه يوافق اسم جده، واسم أبيه يوافق جد أبيه، نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي ، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن عبد الأعلى ].

    هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري ، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو ممن وافق اسمه اسم أبيه، هذا عبد الأعلى وأبوه عبد الأعلى ، وهو عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [ حدثنا معمر ].

    هو معمر بن راشد الأزدي البصري ، نزيل اليمن، وهو شيخ عبد الرزاق بن همام الصنعاني الذي يروي عنه كثيراً، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن الزهري ].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، ينسب إلى جده زهرة بن كلاب فيقال له: الزهري ، ويأتي منسوباً إلى جده شهاب فيقال: ابن شهاب ، وهذان أو هاتان النسبتان هي التي يرد فيها ذكره في الكتب فيقال: إما ابن شهاب، وإما الزهري ، وهو ثقة، إمام، محدث، فقيه، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن الأغر أبي عبد الله ].

    هو سلمان الأغر أبو عبد الله ، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي هريرة رضي الله عنه].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً، والذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه الكرام، وأول هؤلاء السبعة وأكثر هؤلاء السبعة: أبو هريرة رضي الله عنه، فهو أكثرهم على الإطلاق.

    شرح حديث: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة...) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم، الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طويت الصحف، واستمعوا الخطبة، فالمهجر إلى الصلاة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشاً، حتى ذكر الدجاجة، والبيضة)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد يكتبون الناس على حسب منازلهم، الأول فالأول، فالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي كبشاً، حتى ذكر الدجاجة، والبيضة) أي: كالمهدي دجاجة، وكالمهدي بيضة، وهو دال على ما دل عليه الذي قبله من كتابة الملائكة، وأنهم يكتبون الأول فالأول على حسب التبكير، والتأخير، وأن الأمر ينتهي إلى خروج الإمام وصعوده على المنبر، وعند ذلك يطوون الصحف، ويستمعون الذكر.

    وهو يدل على أن الملائكة كما أنها تحضر لتقوم بهذه المهمة التي هي كتابة الداخلين إلى المساجد أولاً فأولاً، فهم أيضاً يستمعون الذكر، ويحضرون الخطبة، ويستمعون ذكر الله عز وجل في الخطب التي يخطب بها الخطباء على الناس في يوم الجمعة.

    وهو دال أيضاً على تفاوت الناس في ثوابهم، وأن ذلك يتفاوت بتفاوت تقدمهم، وتبكيرهم إلى الجمعة وعدم تبكيرهم، فمنازلهم تكون على حسب التبكير، والتأخر ما بين المهدي بدنة، والمهدي بيضة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة ...) من طريق ثانية

    قوله: [ أخبرنا محمد بن منصور ].

    هو محمد بن منصور الجواز المكي وهو ثقة. للنسائي شيخان كلٌ منهما يقال له: محمد بن منصور، أحدهما: محمد بن منصور الجواز المكي ، والثاني: محمد بن منصور الطوسي ، ويتميز أو يعرف المقصود منهما في الإسناد بذكر الشيخ ومعرفة الشيخ أو الشيوخ، وهنا الشيخ الذي يروي عنه محمد بن منصور هو سفيان ، وسفيان هنا غير منسوب، والمراد به ابن عيينة المكي ، فهما مكيان؛ محمد بن منصور الجواز وسفيان بن عيينة مكيان، فيحمل عند الإطلاق على من يكون له بشيخه خصوصية؛ إما بكثرة ملازمة، أو لكونه من بلده؛ لأن من كان من البلد يكثر الأخذ عنه والالتقاء به، بخلاف الإنسان الذي يكون في بلد آخر، لا يحصل إلا برحلة، أو بكونه يأتي في وقت من الأوقات ثم يرجع.

    وسفيان بن عيينة كان بمكة، ومحمد بن منصور الجواز مكي وهو بمكة، أما محمد بن منصور الطوسي فهذا يأتي إلى مكة إما لحج أو عمرة ويلتقي بـسفيان بن عيينة ، فإذا احتمل محمد بن منصور للجواز والمكي ، فإنه يحمل على الجواز؛ لأنه من بلد شيخه سفيان بن عيينة ؛ ولكونه يتصل به كثيراً، ويأخذ عنه كثيراً، فيكون إبهام التلميذ له، أو إهمال التلميذ وعدم نسبته وتمييزه عن غيره، لكونه يروي عن سفيان ، وهما من بلد واحد، فالأقرب أن محمد بن منصور هو الجواز وليس الطوسي ، ثم أيضاً لا يؤثر، سواءً كان هذا أو هذا؛ لأن كلهم ثقات، وإنما الإشكال لو كان أحدهم ضعيفاً، والثاني ثقة، فهذا يؤثر على الإسناد، لكن مع هذا يترجح أنه الجواز المكي؛ لأن شيخه سفيان بن عيينة مكي ، وسفيان هنا غير منسوب والمراد به ابن عيينة ؛ لأن ابن عيينة هو الذي يروى عن الزهري ، وهو المعروف بالرواية عن الزهري ، بخلاف سفيان الثوري ، فإنه غير معروف بالرواية عن الزهري ، بل جاء أو ذكر الحافظ ابن حجر أنه لا يروي عن الزهري إلا بواسطة، أي: الثوري ، وأما سفيان بن عيينة فهو كثير الرواية عن الزهري.

    ثم هناك مسافة طويلة بين وفاتيهما، الزهري توفي سنة مائة وأربعة وعشرين، أو مائة وخمسة وعشرين ، وابن عيينة توفي سنة مائة وسبعة وتسعين، بين وفاتيهما مسافة طويلة، فـسفيان بن عيينة معمَّر أدرك الزهري ، وهو من صغار التابعين، وأخذ عنه، وهو معروف بالرواية عنه.

    فالأصل أن سفيان هنا غير منسوب، فلا يؤثر إهماله وعدم نسبته.

    [ حدثنا سفيان بن عيينة].

    هو الهلالي المكي ، وهو ثقة، ثبت، حجة، إمام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مدلس، لكنه معروف أنه لا يدلس إلا عن الثقات.

    [ حدثنا الزهري ].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، وهو ثقة، حجة، فقيه، محدث، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن سعيد ].

    هو ابن المسيب ، تابعي جليل، وهو من فقهاء المدينة السبعة المعروفين في عصر التابعين، سعيد بن المسيب هو أحدهم، قد ذكرت مراراً أن ستة منهم لا خلاف في عدهم في الفقهاء السبعة، وواحد منهم فيه خلاف على ثلاثة أقوال، فالستة الذين متفق على عدهم هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وسعيد بن المسيب ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعروة بن الزبير بن العوام ، وسليمان بن يسار ، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة في المدينة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وسعيد بن المسيب قيل: إنه خير التابعين، وأنه أفضل التابعين، وقيل: إن خير التابعين هو أويس القرني ، ولا شك أن أويس القرني هو خير التابعين؛ لأنه جاء فيه نص عن رسول الله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: (إن خير التابعين رجل يقال له: أويس القرني من قرن، يأتي من اليمن، فمن وجده منكم فليطلب منه أن يستغفر له) وكان عمر رضي الله عنه يسأل الذين يأتون من بلاد اليمن يذهبون إلى جهة فارس والعراق للجهاد في سبيل الله، فكان يسأل عنه حتى وجده، وأدركه، وعرفه، فهو خير التابعين بنص حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (إن خير التابعين رجل يقال له: أويس ).

    فإذاً: خير التابعين هو أويس كما أخبر بذلك رسول الله، لكن بعض العلماء قالوا: إن خيرية سعيد بن المسيب إنما هي بالعلم، وبالفقه، والحديث، وكونه معروفاً بالعلم، ومشهوراً به، وأما أويس القرني فلم يكن معروفاً بالعلم، ولكنه معروف بالفضل، وخيريته نص عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم هو ليس له رواية، وليس معروفاً بالعلم، ولكنه معروف بالزهد، ومعروف بالتواضع، هذا هو الذي عرف به.

    و المزي في تهذيب الكمال يذكر أشخاصاً لا رواية لهم في الكتب الستة، ويرمز لهم؛ لأنهم ذكروا في الكتب الستة وليس لهم رواية، ومنهم أويس القرني رمز له في البخاري، ومسلم ، مع أنه ليس له رواية فيهما، وإنما له ذكر فيهما.

    وسعيد بن المسيب حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي هريرة رضي الله عنه ].

    وقد تقدم ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

    شرح حديث: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد...) من طريق ثالث

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث أنبأنا الليث عن ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد يكتبون الناس على منازلهم، فالناس فيه كرجل قدم بدنة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاة، وكرجل قدم دجاجة، وكرجل قدم عصفوراً، وكرجل قدم بيضة)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، يعني: في كون الملائكة تقعد على أبواب المسجد، وأنهم يكتبون الناس على حسب منازلهم، وأنهم يتفاوتون في الأجر، وأن الذي يبكر كثيراً يكون كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي كبشاً، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي عصفوراً، ثم كالمهدي بيضة.

    والحديث دال على ما دل عليه الذي قبله، إلا أن هذا الحديث فيه ذكر العصفور، وقد قال الشيخ الألباني : أنه غير محفوظ، والمحفوظ هو ذكر الدجاجة كما جاء مبيناً في الأحاديث الأخرى، وليس فيه ذكر العصفور.

    وإسناد الحديث فيه من تكلم في روايته في أحاديث أبي هريرة ، وهو محمد بن عجلان ، فإنه قيل: اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد...) من طريق ثالث

    قوله: [ أخبرنا الربيع بن سليمان ].

    هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي صاحب الشافعي، راوية كتبه، أي: كتب الشافعي ، وهو ابن عبد الجبار ، وفيه في طبقته الربيع بن سليمان بن داود الجيزي ، لكن الذي يروي عن شعيب بن الليث بن سعد هو المرادي ، وهو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار صاحب الشافعي ، وراوية كتبه عنه.

    وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي ، والمرادي نسبة إلى قبيلة من قبائل اليمن، وقيل أن الترمذي كان يروي عنه إجازة.

    [ حدثنا شعيب ].

    هو شعيب بن الليث بن سعد ، وهو ثقة، نبيل، فقيه، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [ أنبأنا الليث ].

    هو الليث بن سعد المصري، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، فقيه مصر ومحدثها، وهو ثقة، ثبت، فقيه، إمام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن ابن عجلان ].

    هو محمد بن عجلان المدني ، وهو صدوق، اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهو الذي ذكر في ترجمته أن أمه حملت به ثلاث سنوات.

    [ عن سمي ].

    هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي صالح ].

    هو ذكوان السمان ، مشهور بكنيته، ومشهور باسمه، وكثيراً ما يأتي ذكره بالكنية أبو صالح ، يروي عن أبي هريرة ، واسمه ذكوان ولقبه السمان أو الزيات ؛ لأنه كان يبيع السمن والزيت، فيقال له: السمان، ويقال له: الزيات، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي هريرة ].

    وقد تقدم ذكره.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088532710

    عدد مرات الحفظ

    777171494