إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - (باب كيف الوتر بتسع) إلى (باب الوتر بثلاث عشرة ركعة)

شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - (باب كيف الوتر بتسع) إلى (باب الوتر بثلاث عشرة ركعة)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ورد الوتر بصور متعددة وهيئات مختلفة كي يقوم بها كل على حسب طاقته، وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً، فأكثره ثلاث عشرة ركعة، وغالبه إحدى عشرة، ولم يصل صلى الله عليه وسلم أقل من سبع ركعات.

    شرح حديث: (... فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [كيف الوتر بتسع.

    أخبرنا هارون بن إسحاق عن عبدة عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره، فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل، فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات، لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، ويحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ويدعو بينهن ولا يسلم تسليماً، ثم يصلي التاسعة ويقعد، وذكر كلمة نحوها، ويحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد].

    يقول النسائي رحمه الله: كيف الوتر بتسع ركعات، أورد فيه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بتسع لا يجلس إلا بعد الثامنة، فيذكر الله عز وجل، ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، ويدعو، ثم يقوم دون أن يسلم، ثم يأتي بالتاسعة، ويجلس بعدها (يتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعهم، ثم يصلي ركعتين وهو جالس) بعد ذلك، فهذا وتره بتسع، ثمان ركعات متصلة، ويجلس بعدها، ولا يسلم في ذلك الجلوس، وإنما ينهض دون سلام، ثم يأتي بالتاسعة، ثم يجلس ويتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم، فهذه تسع ركعات أوتر بها صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك صلى ركعتين وهو جالس.

    والحديث سبق أن مر، وفي أوله تقول عائشة: (أنهم كانوا يعدون له سواكه وطهوره)، أي: الماء الذي يتطهر به، والسواك الذي يستاك به عندما يقوم من النوم، تقول: (فيبعثه الله عز وجل ما شاء أن يبعثه)، أي: يوقظه في الوقت الذي شاء أن يوقظه فيه، وعبرت بالبعث؛ لأن النوم هو أخو الموت، ولهذا جاء في القرآن: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا [الزمر:42]، يعني: يتوفاها في منامها، ثم ما شاء الله عز وجل أنه تقبض بتلك المفارقة قبضت، وما شاء الله عز وجل أنها تعود، وبقي في العمر بقية، فإن الروح تعود، فعبرت بالبعث لأنه شبيه بالبعث بعد الموت؛ لأن هذا موت أصغر، و(النوم أخو الموت) كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلهذا قالت: (فيبعثه الله ما شاء الله أن يبعثه من الليل)، أي: الوقت الذي يشاء الله عز وجل أن يستيقظ فيه، يستيقظ، ويبعثه الله عز وجل من نومه صلى الله عليه وسلم.

    فالحديث دال على الوتر بتسع، والنبي عليه الصلاة والسلام جاء عنه أنه أوتر بتسع، وجاء أنه أوتر بإحدى عشرة، وجاء أنه أوتر بثلاثة عشر، وجاء أنه أوتر بسبع، وجاء أنه أوتر بخمس، لكن المعروف عنه أنه صلى الله عليه وسلم ما نقص عن سبع، يصليها من الليل، وما جاء عنه الزيادة عن ثلاثة عشر، فيكون ما جاء من ذكر الخمس، أي: أن قبلها شيء، ولكنها خمس متصلة مسبوقة بشيء من الصلاة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات ...)

    قوله: [أخبرنا هارون بن إسحاق].

    صدوق، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن عبدة].

    هو عبدة بن سليمان البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد].

    هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن قتادة].

    هو ابن دعامة السدوسي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن زرارة بن أوفى].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو الذي ذكر أنه مات فجأة في الصلاة، وكان يصلي بالناس الفجر وهو إمامهم، فقرأ المدثر، ولما جاء عند: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8-9]، شهق فوقع مغشياً عليه فمات، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية من سورة المدثر.

    [عن سعد بن هشام].

    هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [أن عائشة].

    هي عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله عز وجل براءتها مما رميت فيه من الإفك في آيات تتلى من سورة النور، ومن قذفها بالإفك وقد جاء القرآن ببراءتها، فهو مكذب بالقرآن، فيكون كافراً بالله عز وجل، وهي واحدة من سبعة أشخاص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا بكثرة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، ستة رجال هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وامرأة واحدة هي: أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

    شرح حديث: (... ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا في الثامنة ...) من طريق ثانية

    وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى: أن سعد بن هشام بن عامر لما أن قدم علينا أخبرنا أنه أتى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ألا أدلك، أو إلا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: من؟ قال: عائشة رضي الله تعالى عنها، فأتيناها فسلمنا عليها، ودخلنا فسألناها فقلت: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله عز وجل ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ، ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، فيجلس فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ اللحم أوتر بسبع، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، فتلك تسعاً أي بني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها].

    ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى، هي مثل التي قبلها من جهة أنهم كانوا يعدون له سواكه وطهوره، فيقوم ويستاك ويتوضأ، فيصلي ثمانياً لا يجلس إلا في آخرها، فيتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، وينهض دون أن يسلم، ثم يأتي بالتاسعة، فيجلس بعدها يتشهد، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، (ويدعو ثم يسلم تسليماً يسمعهم، ثم يصلي بعد ذلك ركعتين وهو جالس) ثم إنه في آخر أمره عليه الصلاة والسلام كان يصلي ستاً، ثم يجلس بعد السادسة، فيأتي إلى السابعة ويصلي ويجلس بعدها، ثم يتشهد ويسلم ويصلي بعد ذلك ركعتين، وكان عليه الصلاة والسلام إذا عمل عملاً أحب أن يداوم عليه.

    وفي أوله أن ابن عباس لما سأله سعد بن هشام بن عامر عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عائشة) فذهب إليها وسألها وأجابته بهذا الجواب، وفي صنيع ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، بيان ما كان عليه الصحابة الكرام من الدلالة على من عنده علم، ومن عنده معرفة بالشيء المسئول عنه، فدل هذا الرجل على عائشة، ومهد لذلك بقوله: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ أم المؤمنين عائشة، فذهب إليها وسألها، وأجابته بهذا الجواب الذي هو كونه يوتر بتسع، ثمان متصلة، ويجلس بعدها ويتشهد، ويدعو ثم يقوم للتاسعة، ويجلس بعدها ويتشهد ويدعو، ثم يسلم تسيلماً، ثم يصلي ركعتين، فتلك إحدى عشرة ركعة، ولما كبر عليه الصلاة والسلام، ولما أسن عليه الصلاة والسلام صلى ستاً يجلس بعد السادسة ويتشهد ويدعو، ثم يأتي بالسابعة ويتشهد بعدها ويدعو ويسلم تسليماً يسمعهم، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك تسع، أي: السبع مع الاثنتين اللتين صلاهما صلى الله عليه وسلم وهو جالس.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا في الثامنة ...) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].

    ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا إسحاق].

    هو ابن إبراهيم بن راهويه بن مخلد الحنظلي المشهور بابن راهويه، وهو ثقة، ثبت، فقيه، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.

    وهذا الإسناد مما رواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بواسطة، وكثيراً ما يروي عنه مباشرة وبدون واسطة، أكثر الروايات التي مرت بنا عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يرويها النسائي عنه مباشرة، وأحياناً يروي عنه بواسطة كما هنا، فإنه روى عنه بواسطة زكريا بن يحيى، وزكريا بن يحيى متأخر، وهو من أقران النسائي.

    [حدثنا عبد الرزاق].

    هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا معمر].

    هو معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة].

    وقد مر ذكر الأربعة.

    [أن ابن عباس].

    هو ليس من رجال الإسناد، وإنما هو الذي دل، والذي ذهب، وسألها هو: سعد بن هشام روى عنها مباشرة، وقد سبق أن مر في الحديث نفسه: أن ابن عباس قال: إذا أخبرتك فارجع إلي وأخبرني، فرجع إليه وأخبره، فالإسناد مكون من ثمانية، وابن عباس ليس من رجال الإسناد؛ لأنه هنا دال ومرشد إلى من عنده علم عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

    وهو من الأسانيد النازلة عند النسائي، وأنزل منه التساعيات والعشاري؛ لأنه سبق أن مر بنا حديث في فضل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وكان بين النسائي فيه وبين رسول الله عليه الصالة والسلام عشرة أشخاص، وقال: لا أعلم إسناداً أطول من هذا، أو هذا أطول إسناد، فأنزل ما عند النسائي ذلك الإسناد العشاري، وأما التساعي فهو كثير، وكذلك الثماني.

    حديث: (إن النبي كان يوتر بتسع ركعات ...) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن أخبرني سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنه سمعها تقول: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فلما ضعف أوتر بسبع ركعات، ثم صلى ركعتين وهو جالس)].

    أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى وهي مختصرة، وفيها أنه كان يصلي تسعاً، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، ولما أسن كان يصلي سبعاً، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فهو مثل الذي قبله إلا أنه مختصر، وهو مطابق للترجمة من حيث الإيتار بتسع.

    قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة].

    وقد مر ذكرهم في الإسناد السابق.

    [عن الحسن].

    هو الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرني سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها].

    وقد مر ذكرهما.

    وهذا الحديث ثماني، يعني: فيه ثمانية أشخاص بين النسائي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم: زكريا بن يحيى عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة.

    شرح حديث: (أن رسول الله كان يوتر بتسع ...) من طريق رابعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا حجاج حدثنا حماد عن قتادة عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ويركع ركعتين وهو جالس)].

    ثم أورد حديث عائشة رضي الله عنها من طريق مختصرة أخصر من التي قبلها، الذي فيه الاختصار على أنه يوتر بتسع ويصلي ركعتين وهو جالس، وقد جاء تفصيل الإيتار بتسع بالروايات السابقة أنه يجلس بعد الثامنة، ويتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم ينهض دون أن يسلم، ثم يأتي بالتاسعة، ثم يجلس ويتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعهم إياه، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فيكون المجموع إحدى عشرة ركعة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يوتر بتسع ...) من طريق رابعة

    قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].

    هو محمد بن بشار البصري، الملقب بـندار، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

    [حدثنا حجاج].

    هو ابن المنهال البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حماد].

    هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، عابد، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن قتادة].

    وقد مر ذكره.

    [عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (... كان يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بالتاسعة ...) من طريق خامسة

    وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله الخلنجي حدثنا أبو سعيد يعني: مولى بني هاشم حدثنا حصين بن نافع حدثنا الحسن عن سعد بن هشام: (أنه وفد على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان يصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بالتاسعة، ويصلي ركعتين وهو جالس). مختصر].

    ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى مختصرة، فيها أنه كان يوتر بتسع، يصلي ثمان ثم يوتر بالتاسعة، يعني: يوتر بهذا العدد الذي مضى، فتكون وتراً بعد أن كانت شفعاً، وهي الثمان، بإضافة التاسعة إليها صارت وتراً، ويصلي ركعتين وهو جالس.

    وقال: مختصر، أي: هذا حديث عائشة، فذكرت هذه القطعة منه باختصار، وإلا فإنه مطول، وقد سبق أن مر بنا بطوله، وأورده مفرقاً مقطعاً مختصراً، وهذه من المواضع التي روي فيها مختصراً، أو رواه فيها مختصراً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... كان يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بالتاسعة ...) من طريق خامسة

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله الخلنجي].

    صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا أبو سعيد يعني: مولى بني هاشم].

    هو عبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم، وهو صدوق ربما أخطأ، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في فضائل الأنصار، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا حصين بن نافع].

    لا بأس به، أخرج حديثه النسائي وحده، وكلمة: (لا بأس به) أو (ليس به بأس) هي: بمعنى صدوق، إلا عند يحيى بن معين فإنها بمعنى: ثقة، لأن هذا اصطلاح خاص به، وغيره يريد بالصدوق الذي دون الثقة، الذي خف ضبطه، وحديثه من قبيل الحسن، وأما يحيى بن معين، فهو يطلق (لا بأس به) على الثقة، ولهذا يقولون: لا بأس به عند يحيى بن معين توثيق.

    [حدثنا الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة].

    وقد مر ذكرهم.

    حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل تسع ركعات) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده

    وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن الأعمش أراه عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسع ركعات)].

    ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها مختصر، وأنه كان يصلي من الليل تسع ركعات، فحديث عائشة هذا جاء بصيغة مختصرة جداً.

    قوله: [أخبرنا هناد بن السري].

    هو أبو السري الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، وهو من المعمرين، توفي سنة 238هـ وعمره إحدى وتسعون سنة، ولهذا أدرك المتقدمين، فهو في الطبقة العاشرة، ويروي عن أبي الأحوص، وهو في الطبقة السابعة، وتوفي سنة 179هـ، فهو مثل قتيبة يروي عن أبي الأحوص، وعن مالك، وعن هؤلاء المتقدمين، فيكون هو في العاشرة ويروي عمن في السابعة؛ لأنه معمر، عمره واحد وتسعين سنة.

    [عن أبي الأحوص].

    هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي، وهو ثقة، متقن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبو الأحوص.

    [عن الأعمش].

    هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهذا لقب اشتهر به سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، ومعرفة ألقاب المحدثين نوع من أنواع علوم الحديث، فائدة معرفتها ألا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر باسمه مرة، وذكر بلقبه مرة أخرى، فإن من لا يعرف يظن أن الأعمش شخص، وأن سليمان شخص آخر، ومن يعرف أن الأعمش لقب لـسليمان لا يلتبس عليه الأمر.

    [أراه عن إبراهيم].

    أراه يعني: أظنه أنه قال: عن إبراهيم والشك هنا هو من الأعمش أو من دونه، لكنه لا يؤثر على صحة الحديث؛ لأنه جاء من طرق كثيرة، وإبراهيم هو ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، فقيه، إمام مشهور، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي اشتهر عنه الكلمة المشهورة التي يقول فيها: (ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه)، هذه الكلمة قال ابن القيم في زاد المعاد: إن أول من عبر بهذه العبارة إبراهيم النخعي، وعنه تلاقها الفقهاء من بعده، يقصد بذلك: مثل الجراد، والذباب، والحيوانات التي ما فيها دم، إذا ماتت في الماء فإنها لا تنجسه، وقد ذكروا ذلك عند حديث الذباب، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليستعمله)، يعني: يغمسه وينزعه، قالوا: إنه قد يكون الماء حاراً هذا الذي وقع فيه الذباب، فكونه أمر بغمسه يترتب على ذلك موت الذباب، يترتب على ذلك موته، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى استعماله، مع أنه غمس فيه، ومن لازم غمسه والماء حار أن يموت، فقال إبراهيم النخعي: (ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه)، استدلالً بهذا الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن الأسود].

    هو ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة مكثر مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة].

    وقد مر ذكرها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087501953

    عدد مرات الحفظ

    772704916