إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - (باب المحافظة على ركعتين قبل الفجر) إلى (باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن)

شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - (باب المحافظة على ركعتين قبل الفجر) إلى (باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جاءت السنة تبين حرص النبي عليه الصلاة والسلام على ركعتي الفجر؛ وأنه كان لا يدعهما في حضر ولا سفر؛ وذلك لعظم شأنهما وأجرهما، فهما أعظم من الدنيا وما فيها، وكان إذا صلاهما اضطجع على شقه الأيمن.

    شرح حديث: (أن النبي كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر وركعتين قبل الفجر)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [المحافظة على الركعتين قبل الفجر.

    أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين قبل الفجر).

    خالفه عامة أصحاب شعبة ممن روى هذا الحديث فلم يذكروا مسروقاً].

    يقول النسائي رحمه الله: المحافظة على ركعتين قبل الفجر.

    والركعتان قبل الفجر هما من آكد السنن الراتبة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحافظ عليهما في الحضر والسفر، وكان لا يترك ركعتي الفجر والوتر لا في حضر، ولا في سفر، فهاتان الركعتان هما آكد الصلوات الرواتب المتصلة بالصلاة، أو التي تكون قبل الصلاة أو بعدها، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على شيء من الرواتب مثل ما كان يحافظ على ركعتي الفجر وكذلك الوتر، فكان يحافظ على هاتين الركعتين، وهذا يدلنا على عظم هاتين الركعتين وأهميتهما، فقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها؛ (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر وركعتين قبل الفجر)، وهذا بالإضافة إلى ركعتي الفجر للتنبيه على أهمية الأربع الركعات قبل الظهر، وقد جاء في الحديث ذكر الركعات التي هي الصلوات الرواتب، وأنها اثنتا عشرة ركعة: أربع قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل الفجر، فهذه اثنتا عشرة ركعة هي من الرواتب التي جاءت السنة فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن آكد هذه الاثني عشرة ركعة هاتان الركعتان اللتان هما ركعتا الفجر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر وركعتين قبل الفجر)

    قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].

    هو الملقب الزمن العنزي أبو موسى البصري، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، ومثله في كونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة، وكونه مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكونه من صغار شيوخ البخاري يوافقه في ذلك شخصان آخران هما: محمد بن بشار الملقب بندار، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وكل واحد من هؤلاء الثلاثة شيخ لأصحاب الكتب الستة، وهم جميعاً ماتوا في سنة واحدة؛ وهي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

    [حدثنا عثمان بن عمر].

    هو عثمان بن عمر البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر].

    هو إبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أيضاً أصحاب الكتب الستة.

    [عن مسروق].

    هو ابن الأجدع، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة].

    هي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق، التي حفظت الكثير من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا سيما ما يتعلق في أمور البيت، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهم ستة رجال وامرأة واحدة؛ فالستة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، والسابع امرأة؛ وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فهؤلاء سبعة أشخاص من أصحاب النبي الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم عرفوا بكثرة الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

    شرح حديث: (كان رسول الله لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الفجر) من طريق أخرى

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني أحمد بن عبد الله بن الحكم حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد أنه سمع أباه يحدث أنه سمع عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الصبح).

    قال أبو عبد الرحمن: هذا الصواب عندنا، وحديث عثمان بن عمر خطأ. والله تعالى أعلم].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى؛ من طريق إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة، وليس فيه مسروق بين أبيه وبين عائشة، والمتن هو مثل الذي قبله تماماً، والإسناد قال فيه النسائي: هذا هو الصواب؛ أي: رواية محمد بن جعفر عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة يعني: بدون ذكر مسروق، قال: هذا هو الصواب، ورواية عثمان بن عمر خطأ، يعني: معنى هذا أنها تكون من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، والمزيد في متصل الأسانيد مما يعل، أو مما تضعف به الرواية، أو تعل به الرواية، وقالوا: شرط ذلك أن يكون الذي لم يزد أتقن ممن زاد، وأن يصرح في موضع الزيادة، وهنا كذلك من لم يزد أتقن ممن زاد؛ لأن كل أصحاب شعبة رووه عن إبراهيم عن أبيه عن عائشة، وعثمان بن عمر هو الذي رواه من طريق شعبة، وفيه زيادة مسروق بين محمد بن المنتشر، وبين عائشة، وقد صرح محمد بن المنتشر في السماع من عائشة، وهذا في موضع الزيادة، لكن بعض العلماء يقول: إن مثل هذا يمكن أن يكون من قبيل ما رواه الشخص من طريقين: من طريق نازلة، ومن طريق عالية، فيكون رواه بواسطة، ثم إنه أدرك المروي عنه فرواه عنه مباشرة وبدون واسطة، فيكون محمد بن المنتشر رواه من طريق نازلة عن مسروق عن عائشة، ثم ظفر به عالياً حيث لقي عائشة وسمع منها هذا الحديث، وكثيراً ما يأتي في الروايات وجود الإسناد النازل ثم يكون جاء بإسناد عالي ويكون الراوي ظفر به أولاً نازلاً فرواه كما ظفر به، ثم بعد ذلك ظفر به عالياً فرواه كما ظفر به عالياً، فيكون ليس هناك لبس وليس هناك إشكال فيما يتعلق بين تلك الزيادة -زيادة الراوي- وبين عدم زيادتها، يكون من هذا القبيل، وكثير من الأحاديث التي انتقدت على البخاري هي من هذا القبيل؛ كونه يروى بواسطة ثم يحصل عالياً بدون تلك الواسطة، ومثل هذا لا يعتبر قدحاً، ولا يعتبر عيباً، بل يمكن أن يكون محمد بن المنتشر ظفر به من طريق مسروق عن عائشة فكانت الطريق نازلة، ثم لقي عائشة فسمع منها الحديث فكان يحدث به على هذه الحال ويحدث به على هذه الحال.

    وعلى كل فالحديث صحيح وثابت، وهو سواء كان الزيادة فيها من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، أو كانت من قبيل ما رواه التلميذ بطريق نازلة، ثم حصله بطريق عالية، فيكون صحيحاً على الوجهين.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الفجر) من طريق أخرى

    قوله: [أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم].

    ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.

    [حدثنا محمد بن جعفر].

    هو الملقب غندر، يأتي ذكره بالاسم، ويأتي ذكره باللقب غندر، وهنا جاء ذكره باسمه واسم أبيه، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    قد مر ذكره.

    [عن إبراهيم بن محمد عن أبيه عن عائشة].

    قد مر ذكرهم أيضاً.

    شرح حديث: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)].

    هنا أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها في بيان عظم شأن ركعتي الفجر، والمشهور عند الإطلاق عندما يقال: ركعتي الفجر المراد بها النافلة، ويحتمل أن يكون المراد بها الفريضة، والنسائي رحمه الله أورد الحديث فيما يتعلق بالنافلة، وهي الركعتان اللتان تسبقان صلاة الفجر، وهي من النوافل، وهي آكد النوافل كما أشرت إلى ذلك آنفاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها]، أي: هاتان الركعتان اللتان يركعهما الإنسان أجرهما وثوابهما خير من الدنيا وما فيها، فكل ما يحصل في الدنيا من نعيم ومن لذة، فإن ذلك لا يساوي الإتيان بهاتين الركعتين اللتين أجرهما عظيم عند الله عز وجل؛ [ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها]، وهذا يدلنا على أهمية هاتين الركعتين وعظم شأنهما، وعظيم ثوابهما عند الله عز وجل، ومما يوضح عظم شأنهما ما أشرت إليه من قبل؛ (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتركهما لا في حضر ولا في سفر)، مع أنه كان لا يصلي النوافل الرواتب التي مع الصلوات ولكنه كان لا يترك ركعتي الفجر، وهذا يدلنا على عظم شأنها وأهميتها.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)

    قوله: [أخبرنا هارون بن إسحاق].

    صدوق، أخرج له البخاري في جزء القراءة، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا عبدة].

    هو عبدة بن سليمان الكوفي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد].

    هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن قتادة].

    هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن زرارة بن أوفى].

    هو زرارة بن أوفى وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.

    [عن سعد بن هشام].

    هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة].

    قد مر ذكرها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088541006

    عدد مرات الحفظ

    777219840