إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - تابع باب وقت ركعتي الفجر

شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - تابع باب وقت ركعتي الفجرللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المحافظة على ركعتي الفجر حضراً وسفراً، وكان يصليهما خفيفتين ولا يزيد عليهما بعد أذان الفجر.

    شرح حديث: (أن النبي كان يصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [في باب وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع.

    أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله حدثتني أختي حفصة رضي الله تعالى عنها: (أنه كان يصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين)].

    فهذا الحديث والأحاديث التي بعده، هي من جملة الأحاديث التي سبق أن مر عدد منها، وهي كلها عن حفصة رضي الله تعالى عنها، وقد مر جملة من الطرق المتعددة في حديث ركعتي الفجر، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، وقد مرت تلك الطرق، وهذه طرق أخرى لهذا الحديث عن نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عنها وعن الصحابة أجمعين.

    وقد عرفنا أن ركعتي الفجر هي آكد الرواتب التي تتعلق بالصلوات، ولم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يحافظ على شيء من الرواتب إلا على ركعتي الفجر، وكذلك على الوتر، فإنه ما كان يتركهما لا في حضر ولا في سفر، أي: أنه يداوم عليهما ويفعلهما، أي: ركعتي الفجر والوتر، سواءً كان حاضراً أو مسافراً صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا يدلنا على تأكدها، وكذلك أيضاً على أن الركعتين تكون خفيفتين، لا تطول فيها القراءة، بل تقصر فيها القراءة، والذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما يقرأ في هاتين الركعتين، كثيراً ما كان يقرأ بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وأحياناً يقرأ بآيتين إحداهما من سورة البقرة والثانية من سورة آل عمران، آية البقرة قوله عز وجل: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، الآية، وآية آل عمران: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، أي: أنه كان يفعل ذلك في بعض الأحيان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان يصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين)

    قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

    هو البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، فأبوه إسماعيل، وكنيته أبو إسماعيل، ومعرفة هذا النوع من أنواع علوم الحديث، فائدتها: ألا يظن التصحيف فيما لو ذكر بالكنية مع الاسم بدل النسبة مع الاسم، فيظن من لا يعرف أن هذا شخص آخر، أي: أنه مشهور بـإسماعيل بن مسعود، فإذا جاء في بعض الروايات: إسماعيل أبو مسعود، من لا يعرف يظن أن ابن صحفت إلى أبو، والواقع أنه لا تصحيف، بل هذا صواب، ولا تصحيف في شيء من ذلك.

    [حدثنا خالد بن الحارث].

    هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا عبيد الله].

    هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني العمري المصغر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهو ثقة، أما أخوه عبد الله بن عمر بن حفص المكبر فهو ضعيف.

    [عن نافع].

    نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم].

    صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، هؤلاء أربعة اشتهروا بلقب العبادلة الأربعة من الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك أيضاً هو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن الجميع.

    [عن حفصة].

    أم المؤمنين، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

    حديث: (أن رسول الله كان يصلي ركعتين إذا طلع الفجر) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن حفصة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين إذا طلع الفجر)].

    ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو: مثل الذي قبله يتعلق بصلاة الركعتين إذا طلع الفجر، صلى ركعتي الفجر السنة الراتبة التي هي تكون قبل صلاة الفجر، والتي هي: ركعتان خفيفتان.

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].

    هو المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا أبي].

    هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، تعمّر ما يقارب المائة، وهو من كبار شيوخ البخاري. النسائي يروي عنه بواسطة، والبخاري يروي عنه مباشرة، وقد أقرأ القرآن نيفاً وسبعين سنة، ولهذا يقال له: المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا جويرية بن أسماء].

    صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، واسمه واسم أبيه مما اتفق مع أسماء النساء؛ لأن جويرية من أسماء النساء، وأسماء من أسماء النساء.

    [عن نافع عن عبد الله عن حفصة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (كان رسول الله إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين) من طريق ثالثة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن زيد بن محمد سمعت نافعاً عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن حفصة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين)].

    ثم أورد النسائي حديث حفصة رضي الله عنها من طريق أخرى، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد طلوع الفجر إلا ركعتين خفيفتين، معناه: أنه بعد أن يطلع الفجر، فالذي يصلى هو ركعتا الفجر فقط، ولا يتنفل في ذلك الوقت، لكن لو أن الإنسان صلى الركعتين في بيته، ثم جاء إلى المسجد والصلاة لم تقم، فإنه يصلي تحية المسجد؛ لأن هذه تحية المسجد، ومتعلقة بدخول المسجد، ولكن كونه يتنفل، ويأتي بركعات قبل صلاة الفجر فلا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يأتي إلا بركعتين، وهما ركعتا الفجر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين) من طريق ثالثة

    قوله: [أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم].

    ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.

    [حدثنا محمد بن جعفر].

    هو غندر البصري ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن زيد بن محمد].

    هو زيد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي.

    [عن نافع عن ابن عمر عن حفصة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (أن النبي كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين ...) من طريق رابعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه كان إذا نودي لصلاة الصبح، ركع ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة)، وروى سالم عن ابن عمر عن حفصة].

    ثم أورد الحديث من طريق نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عن الجميع، وهو مثل ما تقدم، كان إذا طلع الفجر أو نودي لصلاة الفجر، ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة، أي: أنه بين الأذان والإقامة، أو بعد طلوع الفجر والإقامة، لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين ...) من طريق رابعة

    قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وبلخ من مدن خراسان، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا الليث].

    هو ابن سعد المصري، ثقة، فقيه، فقيه مصر ومحدثها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن نافع عن ابن عمر عن حفصة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (أن رسول الله كان يركع ركعتين قبل الفجر ...) من طريق خامسة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم قال ابن عمر: أخبرتني حفصة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركع ركعتين قبل الفجر، وذلك بعد ما يطلع الفجر)].

    ثم أورد النسائي حديث حفصة، وهو من طريق سالم عن عبد الله بن عمر، ليس من طريق نافع بل من طريق أخرى غير الطرق التي تقدمت عن نافع، فهذا من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، والطرق المتقدمة من طريق نافع مولى ابن عمر، والمتن هو مثل المتن السابق يتعلق بالصلاة ركعتين خفيفتين بعد طلوع الفجر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يركع ركعتين قبل الفجر ...) من طريق خامسة

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

    هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، ثبت، مجتهد، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وهو المشهور بـابن راهويه، وهذا اللفظ الذي هو راهويه المحدثون ينطقون به هكذا فيقولون: راهويه، يعني: تكون الواو ساكنة والهاء قبلها مضمومة، والياء التي بعد الواو مفتوحة، والهاء الأخيرة تكون ساكنة، وأما أهل اللغة فيقولون: راهويه، فتكون الواو مفتوحة، والياء ساكنة، وبعدها هاء، يقولون: راهويه، يعني مختوم بويه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [أخبرنا عبد الرزاق].

    هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، وصاحب كتاب المصنف"مصنف عبد الرزاق"، وهو مليء بالآثار عن الصحابة والتابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا معمر].

    هو معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينتهي نسبه إلى زهرة بن كلاب، ويلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم بـكلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب، والزهري منسوب إلى جده زهرة، وهو ثقة، إمام، فقيه، من صغار التابعين، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. وهو الذي ذكر في ترجمته أنه كان يكب على الكتب يشتغل بها، فكانت زوجته تقول له: والله لهذه الكتب أشد عليّ من ثلاث ضرائر، أي: أن الكتب شغله الشاغل رحمة الله عليه.

    [عن سالم].

    هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو تابعي، فقيه من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في المدينة في عصر التابعين، هو أحدهم على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الفقهاء السبعة ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه خلاف، فالمتفق على عدهم هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: سالم بن عبد الله بن عمر الذي معنا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسالم حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [قال ابن عمر : أخبرتني حفصة رضي الله تعالى عن الجميع].

    وقد مر ذكرهما.

    حديث: (أن رسول الله كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحسين بن عيسى حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: أخبرتني حفصة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين)].

    ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.

    قوله: [أخبرنا الحسين بن عيسى].

    صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، وابن ماجه.

    [حدثنا سفيان].

    هو سفيان بن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، ثبت، حجة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عمرو].

    هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: أخبرتني حفصة].

    وقد مر ذكرهم.

    حديث: (أن النبي كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح) من طريق سابعة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمود بن خالد حدثنا الوليد عن أبي عمرو عن يحيى حدثني أبو سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر)].

    ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهو مثل حديث حفصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء وبين صلاة الصبح، يعني بين الأذان والإقامة يصلي ركعتين خفيفتين، فهو مثل حديث حفصة المتقدم.

    قوله: [أخبرنا محمود بن خالد].

    هو محمود بن خالد الدمشقي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا الوليد].

    هو ابن مسلم الدمشقي، وهو ثقة، كثير التدليس والتسوية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي عمرو].

    هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وهنا ذكر بكنيته فقط، وكنيته أبو عمرو، واسم أبيه أيضاً عمرو، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، مثل إسماعيل بن مسعود الذي مر بنا قريباً، ومثل هناد بن السري، كل هؤلاء أسماء آبائهم تتفق مع كناهم، أو كناهم تتفق مع أسماء آبائهم، وهنا ذكر بالكنية دون الاسم والنسب، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي الدمشقي وهو ثقة، فقيه الشام ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    ومعرفة كنى المحدثين من أنواع علوم الحديث، وفائدة معرفتها ألا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر باسمه في موضع، وذكر بكنيته في موضع آخر، فمن لا يعرف يظن أن هذا شخص وهذا شخص آخر.

    [عن يحيى].

    هو ابن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، ثبت، يرسل، ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني أبو سلمة].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وقد مر ذكرهم قريباً، أي: الثلاثة الذين هم كل واحد قيل فيه: إنه سابع الفقهاء السبعة، وهم: أبو سلمة هذا، وسالم الذي مر ذكره قريباً، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

    [عن عائشة].

    هي عائشة أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، التي حفظ الله بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أوعية السنة، وممن حفظ الله تعالى بها السنة، ولا سيما الأمور التي تتعلق بالبيت، وبين الرجل وأهل بيته، وهي التي أنزل الله تعالى فيها آيات تتلى من سورة النور في براءتها مما رميت به من الإفك رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي واحدة من السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ستة رجال وامرأة واحدة هي عائشة، وقد مر ذكرهم آنفاً.

    شرح حديث: (... ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح) من طريق ثامنة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة: (أنه سأل عائشة رضي الله تعالى عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل؟ قالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ يصلي ثمان ركعات ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح)].

    ثم أورد النسائي حديث عائشة الذي فيه أنه كان يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ ثمان ركعات ثم يوتر بالتاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، وإذا أراد أن يركع قام وركع عن قيام، ثم سجد، ثم بعد ذلك يصلي ركعتين بعد طلوع الفجر، أي: ركعتي الفجر، فيكون المجموع ثلاث عشرة ركعة، وهذا الحديث قد مر قريباً في باب إباحة الصلاة بين الوتر وركعتي الفجر، إباحة الصلاة، أي: النافلة، بين الوتر وبين ركعتي الفجر، وهنا أورده من أجل الدلالة أو الاستدلال به على الإتيان بركعتي الفجر بين الأذان والإقامة من صلاة الصبح.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح) من طريق ثامنة

    قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

    وقد مر ذكره قريباً.

    [حدثنا خالد].

    هو ابن الحارث، وقد مر ذكره قريباً.

    [حدثنا هشام].

    هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا يحيى].

    هو ابن أبي كثير.

    [عن أبي سلمة أنه سأل عائشة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (كان النبي يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ...) من طريق تاسعة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن نصر حدثنا عمرو بن محمد حدثنا عثام بن علي حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان، ويخففهما)، قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث منكر].

    ثم أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المتعلق بركعتي الفجر،وأنه (كان يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما)، وهذا مثل ما تقدم.

    قوله: [أخبرنا أحمد بن نصر]

    هو النيسابوري، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.

    [حدثنا عمرو بن محمد].

    هو العنقزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا عثام بن علي].

    صدوق، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن.

    [حدثنا الأعمش].

    هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، والأعمش لقب لـسليمان بن مهران.

    [عن حبيب بن أبي ثابت].

    ثقة، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد بن جبير].

    ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن عباس].

    هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وهو أحد العبادلة الأربعة الذين مر ذكرهم قريباً من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو مثل ما تقدم، وقول النسائي: إنه حديث منكر، لا أدري ما وجهه.

    شرح حديث: (لا يتوسد القرآن)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد: (أن شريحاً الحضرمي ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يتوسد القرآن)].

    ثم أورد النسائي حديث السائب بن يزيد رضي الله تعالى عنه (أن شريحاً الحضرمي ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا يتوسد القرآن)، وهذا الحديث أورده النسائي في هذا الباب، ولا يظهر دخوله تحت هذا الباب، ولا أدري ما وجه إيراد النسائي له في باب وقت ركعتي الفجر، فليس له تعلق بركعتي الفجر، وليس فيه ذكر لوقت ركعتي الفجر، ولا تعرض لركعتي الفجر، وإنما فيه أن السائب بن يزيد قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم شريح الحضرمي، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا يتوسد القرآن).

    وقوله: [(لا يتوسد القرآن)]، فسر بأنه يحتمل المدح والذم، وفسر بتفسيرين: فقيل: إنه لا يتوسد بالقرآن، أي: أنه لا ينام عن القرآن فيشتغل به، ويقرأه ويصلي من الليل، ثم ينام وقد اشتغل بالقرآن، فهو لا يتوسد بالقرآن، بمعنى أنه لا ينام عنه، وإنما يشتغل به ويُعنى به، ويقرأه، وهذا احتمال المدح، ويقابله احتمال الذم، فقوله: [(لا يتوسد بالقرآن)]، يعني: لا يحفظ شيء من القرآن، وفسر بتفسير آخر وهو أنه (لا يتوسد بالقرآن)، يعني: لا يمتهنه، بل يجله ويحترمه ويعظمه، وهذا هو احتمال جانب المدح، والثاني (لا يتوسد القرآن)، لا يكب على تلاوته، ولا يشتغل بتلاوته فيكون ذماً، يعني فسر عدم التوسد باحتمال المدح والذم، واحتمال المدح فيه معنيين، واحتمال الذم فسر بمعنيين.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لا يتوسد القرآن)

    قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].

    هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.

    [أخبرنا عبد الله].

    هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، قال عنه الحافظ بعد أن ذكر جملةً من صفاته في التقريب: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرنا يونس].

    هو يونس بن يزيد الأيلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    وقد مر ذكره.

    [أخبرني السائب بن يزيد].

    صحابي صغير له أحاديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب السته، وهو الذي قال عن نفسه: حج بي أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمري سبع سنوات، يعني أنه في حجة الوداع وعمره سبع سنوات، فهو صحابي صغير، ولكنه سمع من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وروى عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقال: ذكر عنده شريح الحضرمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، وشريح ليس من رواة الحديث، وليس من رجال الإسناد، وإنما جاء ذكره من أجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذه المقالة عندما ذكر له شريح.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533587

    عدد مرات الحفظ

    777176362