إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، والاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد فيه [3]

شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، والاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد فيه [3]للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأعمال الفاضلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، فقد ثبت أن ثوابها بيت في الجنة، وهي ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر واثنتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء.

    شرح حديث: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة..) من طريق رابعة عشرة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [في باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة. قال في الاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد.

    أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا وهب أخبرنا خالد عن حصين عن المسيب بن رافع عن أبي صالح ذكوان حدثني عنبسة بن أبي سفيان: أن أم حبيبة رضي الله تعالى عنها حدثته أنه قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة)].

    فهذا الحديث من الأحاديث التي داخلة تحت الترجمة السابقة، وهي: ثواب من صلى أو من ثابر على ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، وأن جزاءه أن الله تعالى يبني له بيتاً في الجنة، وقد أورد النسائي فيه حديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنها وأرضاها من طرق متعددة، مر جملة كبيرة من هذه الطرق، وسيأتي ذكر بعض هذه الطرق المتعلقة بهذا الموضوع، الذي هو ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، وهو بألفاظ متقاربة، إلا أن في بعض الروايات السابقة ذكر تفصيلها، وفي أكثر الروايات عدم تفصيلها، بل ذكرها إجمالاً بدون تفصيل، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بني له بيت في الجنة)، وهذا يدل على عظم الثواب والأجر لهذا العمل الذي يعمله الإنسان، وهو أن الله تعالى يبني له بيتاً في الجنة حيث يحافظ على صلاة ثنتي عشرة ركعة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة..) من طريق رابعة عشرة

    قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].

    هو السجزي، وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا وهب].

    هو وهب بن بقية الواسطي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [أخبرنا خالد]

    هو خالد بن عبد الله الطحان الواسطي، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن حصين].

    هو حصين بن عبد الرحمن السلمي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن المسيب بن رافع].

    ثقة، أخرج حديثه أيضاً أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي صالح].

    وهو ذكوان السمان، اسمه ذكوان، وكنيته أبو صالح، ولقبه السمان أو الزيات، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ولكنه يأتي ذكره بالكنية كثيراً، وأحياناً يأتي ذكره بالاسم، وأحياناً يجمع بينهما كما هنا عن أبي صالح ذكوان.

    [حدثني عنبسة بن أبي سفيان].

    قيل: له رؤية، وقيل: بل هو ثقة من كبار التابعين، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أم حبيبة رملة].

    هي أم المؤمنين بنت أبي سفيان رضي الله عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

    حديث: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة ...) من طريق خامسة عشرة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن حبيب حدثنا حماد عن عاصم عن أبي صالح عن أم حبيبة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى في يومٍ ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له أو بني له بيت في الجنة)].

    ثم أورد النسائي حديث أم حبيبة من طريق أخرى، وهي مثل التي قبلها.

    قوله: [أخبرنا يحيى بن حبيب].

    هو يحيى بن حبيب بن عربي البصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا حماد].

    هو ابن زيد بن درهم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وهو غير منسوب، وقد ذكره في تحفة الأشراف بأنه ابن زيد، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن عاصم].

    هو ابن بهدلة ابن أبي النجود ، وهو صدوق له أوهام، وحديثه في الصحيحين مقرون، وحديثه رمز له بأنه خرج له أصحاب الكتب الستة، وذكر أنه من رجال الكتب الستة؛ لأنه قد ورد فيه الأسانيد المتصلة مقروناً، وعرفنا أن هذه طريقة المزي، أنه إذا كان الرجل له رواية في الأسانيد المتصلة وليست المعلقة، ولو كان مقروناً بغيره، فإنه يرمز له برمز البخاري، وكذلك رمز مسلم، ولهذا رمز له بأنه من أصحاب الكتب الستة. وحديثه في الصحيحين مقرون، أي: أنه مقرون مع غيره لم يذكر استقلالاً، ولكنه جاء ذكره في الأسانيد المتصلة مقروناً بغيره، وهو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود ؛ لأن بهدلة كنيته أبو النجود، وهو صاحب القراءة المعروف المشهور، وهو أحد القراء.

    [عن أبي صالح عن أم حبيبة].

    وقد مر ذكرهما.

    حديث: (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة ...) من طريق سادسة عشرة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن المثنى عن سويد بن عمرو حدثني حماد عن عاصم عن أبي صالح عن أم حبيبة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى ثنتي عشرة ركعةً في يومٍ وليلة بنى الله له بيتاً في الجنة)].

    ثم أورد النسائي حديث أم حبيبة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.

    قوله: [أخبرنا علي بن المثنى].

    مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن سويد بن عمرو].

    قال عنه الحافظ : العابد ثقة، أفحش ابن حبان في الكلام فيه، ولم يأت بدليل. وحديثه أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثني حماد].

    هو حماد بن سلمة بن دينار البصري، وهو ثقة عابد، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وهنا غير منسوب كالذي قبله، إلا إن الأول حماد بن زيد، والثاني: حماد بن سلمة، وقد ذكر ذلك في «تحفة الأشراف»: بأن كل منهما روى عن عاصم، وأن الأول هو ابن زيد، والثاني هو ابن سلمة.

    [عن عاصم عن أبي صالح عن أم حبيبة].

    وقد مر ذكرهم.

    حديث: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة ...) من طريق سابعة عشرة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق حدثنا النضر حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أم حبيبة رضي الله تعالى عنها قالت: (من صلى في يومٍ اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة)].

    ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.

    قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].

    هو : السجزي الذي مر ذكره قريباً، وهو ثقة، حافظ، حديثه عند النسائي وحده.

    [حدثنا إسحاق].

    هو : ابن راهويه، إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، المشهور بـابن راهويه الحنظلي، ثقة، ثبت، إمام، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، وكثيراً ما يروي عنه النسائي مباشرةً وبدون واسطة، ولكنه يروي عنه أحياناً بواسطة كما هنا، فإنه روى عنه بواسطة زكريا بن يحيى .

    [حدثنا النضر].

    هو : النضر بن شميل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حماد بن سلمة].

    حماد بن سلمة، وقد مر ذكره.

    [عن عاصم عن أبي صالح عن أم حبيبة].

    وقد مر ذكرهم.

    حديث: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة ...) من طريق ثامنة عشرة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا محمد بن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى في يومٍ ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتاً في الجنة)، قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، وهو ابن الأصبهاني، وقد روي هذا الحديث من أوجه سوى هذا الوجه بغير اللفظ الذي تقدم ذكره].

    أورد النسائي الحديث من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو مثل الذي قبله، مثل حديث أم حبيبة الذي جاء من طرق عديدة، يعني مثله: (من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بنى الله له بيتاً في الجنة).

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك].

    هو المخرمي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا يحيى بن إسحاق].

    هو البصري، صدوق، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا محمد بن سليمان].

    هو ابن الأصبهاني، وهو صدوق يخطئ، أخرج له الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن سهيل بن أبي صالح].

    أبوه أبو صالح السمان ذكوان، وسهيل قد مر بنا ذكره، وهو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة، إلا أن البخاري روى له مقروناً وتعليقاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    أبوه أبو صالح، وقد مر ذكره.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق، فإن السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام، أكثرهم أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وأبو هريرة رضي الله عنه إنما كان أكثر الصحابة حديثاً مع أنه أسلم متأخراً؛ لأن هناك عدة أسباب جعلت حديثه يكون كثيراً، منها: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان ملازماً النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مسكين وفقير، وكان يلازمه ويشاركه في طعامه ويسمع حديثه، فكان يروي عنه الشيء الكثير الذي لم يروه عنه من ليس كذلك؛ لأنه ملازم له في جميع أحواله؛ ولهذا كان يصحبه ويرافقه، وغيره من الصحابة من يشتغل بتجارته، ومنهم من يشتغل بزراعته، ومنهم من يشتغل برعيه لمواشيه وما إلى ذلك، فكانوا يشتغلون بأعمالهم ويحضرون، وقد جاء أنهم كانوا يتناوبون على رعاية الإبل من أجل أن يحضر من لم تأت نوبته مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمع حديثه، كما جاء في حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: كنا نتناوب رعاية الإبل، فلما جاءت نوبتي، يعني: اليوم الذي فيه يرعى الإبل، رجع مبكراً، أرجعاها العشي، يعني جاء مبكراً حتى يحضر وقتاً من مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم، فالحاصل أنهم كانوا يتناوبون، يعني: يجمعون الإبل، وكل واحد يرعاها يوم، بدل ما كل واحد يرعى إبله، فمثلاً هذا عنده خمس، وهذا عنده خمس، وهذا عنده خمس مثلاً، فكل يرعى ما عنده، يجمعونها وتصير إبل مع بعض، فيرعاها كل واحد يوم، وإذا جاءت نوبته ذهب وغيره كان جالساً يحضر حديث مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـأبو هريرة رضي الله عنه ما كان عنده اشتغال بشيء من الأعمال، بل كان ملازماً للنبي عليه الصلاة والسلام، فهذا من أسباب كثرة حديثه.

    ومن أسباب كثرة حديثه ما جاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له بالحفظ، فكان يحفظ ما يسمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأمر ثالث وهو أن أبا هريرة كان في المدينة، ساكناً في المدينة، وقد عمر وعاش بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم مدة طويلة، والمدينة يقصدها الناس، يأتون إليها، وعندما يأتون المدينة يأتون إلى من كان فيها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعون منه، فيأخذون منه ويعطونه، فكان بهذا كثر حديثه رضي الله عنه وأرضاه، وكان أكثر السبعة المعروفين بكثرة الحديث، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة ستة رجال وامرأة واحدة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين. والنسائي قال بعده: إن هذا خطأ، ومحمد بن سليمان هو ابن الأصبهاني قال: ضعيف. ووجه الخطأ لعله من جهة أنه خالف الذين رووه عن أم حبيبة، وأنه رواه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة، مع أن الطرق المتعددة التي جاءت عن طريق أبي صالح هي عن أم حبيبة، لكن لا يمنع، فقد يكون الحديث مروياً لـأبي صالح من طريقين: من طريق أم حبيبة، ومن طريق أبي هريرة رضي الله تعالى عن الجميع.

    ثم قال: إن الحديث روي على غير هذا الوجه، وبغير اللفظ المتقدم؛ لأنه لما ذكر الطرق المتقدمة التي فيها ذكر ثنتي عشرة ركعة عن أم حبيبة، وختمها بهذه الطريق التي عن أبي هريرة، وقال: إنها خطأ، وكلها تتعلق بأن من حافظ على ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بنى الله له بيتاً في الجنة.

    بعد ذلك قال: إنه قد روي الحديث من طرق بغير اللفظ المتقدم، يعني: بغير ذكر ثنتي عشرة ركعة، بل جاء بألفاظ أخرى ليس فيه ذكر ثنتي عشرة ركعة، وإنما فيه ذكر أربع قبل الظهر، وأربع بعدها، يعني بألفاظ غير الألفاظ المتقدمة، يعني الأحاديث التي ستأتي هي تتعلق بذكر ألفاظ ليست مثل اللفظ المتقدم، ليس فيها ذكر العدد الذي جاء في الطرق الكثيرة الماضية، ولا يمنع أن يكون حديثين، يعني الحديث الذي فيه ثنتي عشرة ركعة على بابه، والحديث الذي فيه أربع ركعات قبل الظهر، وأربعٌ بعدها، يكون على بابه، فكل منهما يعني يعتبر حديثاً مستقلاً، ولا يقال: إن واحداً منهما صواب والثاني خطأ، بل كل منهما صواب، الرسول جاء عنه ذكر هذا عن أم حبيبة، وجاء عنه ذكر ألفاظ أخرى ليس فيها ذكر العدد، ولكن فيها ذكر عدد ركعات معينة في أوقات معينة، من أتى بها فإن الله تعالى يبني له بيتاً في الجنة، أو يحرمه على النار كما سيأتي في الألفاظ، ثم بدأ بذكر الألفاظ بعد أن أشار إلى أنه روي على غير الوجوه المتقدمة، أو على غير الوجه المتقدم بألفاظ أخرى، شرع في ذكر هذه الألفاظ.

    شرح حديث: (من ركع أربع ركعات قبل الظهر، وأربعاً بعدها ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني يزيد بن محمد بن عبد الصمد حدثنا هشام العطار حدثني إسماعيل بن عبد الله بن سماعة عن موسى بن أعين عن أبي عمرو الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: (لما نزل بـعنبسة جعل يتضور، فقيل له: فقال: أما إني سمعت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من ركع أربع ركعات قبل الظهر، وأربعاً بعدها حرم الله عز وجل لحمه على النار، فما تركتهن منذ سمعتهن)].

    ذكر حديث أم حبيبة رضي الله عنها من طريق أخرى، وبلفظ غير الألفاظ السابقة، وهو يتعلق بصلاة أربع قبل الظهر، وأربع بعدها، وأن من حافظ عليها لم تمسه النار، فهو يعتبر حديثاً مستقلاً، وقد مر أن يعلى بن أمية الصحابي زار عنبسة بن أبي سفيان وهو في الموت، فجعل يتألم، فقال له: إنك على خير، ثم قال: حدثتني أختي أم حبيبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حافظ على ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بنى الله له بيتاً في الجنة)، وهذا الحديث فيه أن حسان بن عطية يقول: لما نُزل به، أي: نزل به الموت بـعنبسة بن أبي سفيان، جعل يتضور، يعني: يتألم ويتقلب، فقيل له في ذلك مثل ما قال يعلى بن أمية رضي الله عنه فيما مضى، فقال: إنني سمعت أختي أم حبيبة تقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ركع أربع ركعاتٍ قبل الظهر وأربعاً بعدها حرم الله عز وجل لحمه على النار، فما تركتهن منذ سمعتهن).

    يعني: منذ سمعت هذا الحديث الذي فيه ذكر هذه الصلوات، فإنه ما تركهن، فهو يرجو أن يحرم الله لحمه على النار، يرجو أن يحصل على ذلك الثواب الذي أخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حق من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، وهذا يدلنا على استحباب أربع بعد الظهر، وقد جاء في بعض الطرق أن السنن الرواتب التي جاءت في حديث عائشة وغيرها، أربع قبل الظهر واثنتان بعدها، وجاء في هذا الحديث وغيره: أنها أربع بعد الظهر، وعلى هذا فيكون إن أتى باثنتين فهو على خير، وإن أتى بأربع فهي أفضل كما جاء في هذا الحديث فهو أكمل وأفضل.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من ركع أربع ركعات قبل الظهر، وأربعاً بعدها ...)

    قوله: [أخبرني يزيد بن محمد بن عبد الصمد].

    هو يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا هشام العطار].

    هو هشام بن إسماعيل العطار، وهو ثقة، فقيه، عابد، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [حدثني إسماعيل بن عبد الله بن سماعة].

    ثقة، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [عن موسى بن أعين].

    هو موسى بن أعين الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.

    [عن أبي عمرو الأوزاعي].

    هو أبو عمرو الأوزاعي الدمشقي، ذكره هنا بكنيته ونسبته، واسمه عبد الرحمن وأبوه عمرو، فكنيته توافق اسم أبيه، أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو، وقد عرفنا فيما مضى أن من أنواع علوم الحديث معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدة معرفة هذا النوع: ألا يظن التصحيف فيما لو جاء في بعض الأسانيد: أخبرنا عبد الرحمن أبو عمرو، فإن من لا يعرف كنيته أبو عمرو، قد يظن أن (ابن) الذي هو ابن عمرو تصحفت إلى (أبو)، مع أن الكل صحيح، إن قيل: عبد الرحمن بن عمرو فهو صحيح؛ لأن أباه عمرو، وإن قيل: عبد الرحمن أبو عمرو هو صحيح؛ لأن كنيته أبو عمرو، وهو ثقة فقيه، وفقيه الشام ومحدثها في زمانه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن حسان بن عطية].

    هو حسان بن عطية الدمشقي أيضاً، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عنبسة عن أم حبيبة].

    وقد مر ذكرهما.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530286

    عدد مرات الحفظ

    777156204