إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجنائز
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة) إلى (باب ثواب من احتسب ثلاثة من صلبه)

شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة) إلى (باب ثواب من احتسب ثلاثة من صلبه)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بيّن الشرع فضل الاحتساب والصبر عند المصائب وخاصة عند الموت، ورتب الأجر العظيم لمن صبر واحتسب، وبيّن ثواب من فقد ثلاثة من أولاده واحتسب ذلك عند الله تعالى.

    شرح حديث: (... إن لله ما أخذ وله ما أعطى ... فلتصبر ولتحتسب ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة.

    أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن عاصم بن سليمان عن أبي عثمان حدثني أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه قال: (أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم إليه أن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرأ السلام، ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عند الله بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله! ما هذا؟ قال: هذا رحمة يجعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب الأمر بالاحتساب، والصبر عند المصيبة.

    المراد بالاحتساب هو: كون الإنسان يريد بما يعمله وجه الله عز وجل، فهو عندما تحل به مصيبة يصبر ويرجو ثواب صبره على مصيبته عند الله عز وجل، وهذا من جنس قوله عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) يعني: أنه يحتسب الأجر عند الله عز وجل، ويرجو الثواب من المولى سبحانه وتعالى، فهذا هو المراد بالاحتساب.

    والصبر عند المصيبة يعني: أنه عندما تحصل له مصيبة يحصل منه الرضاء والصبر، وعدم الإتيان بشيء لا يسوغ مثل الأمور التي لعن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي: كون الإنسان عند المصيبة يحصل منه رفع الصوت، أو شق الثياب، أو حلق الشعر، وما إلى ذلك من الأمور التي كانت تفعل في الجاهلية عند حصول المصائب، فيصبر الإنسان، ويبتعد عن الأمور المحرمة، ويقول ما ورد: إنا لله وإنا إليه راجعون، وما ورد في ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، هذا هو المقصود من هذه الترجمة، الأمر بالاحتساب والصبر عند المصيبة.

    ومن المعلوم أن الإنسان إذا حلت به مصيبة إن صبر فهو على خير، وإن لم يصبر فهو على شر؛ لأنه لا يستفيد من عدم صبره إلا المضرة، وذلك أنه قد يحصل منه أمور تعود عليه بالمضرة، مثل ما أشرت إليه آنفاً من الأشياء التي جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام اللعن عليها: (لعن الله الصالقة، والحالقة، والشاقة) وهذا بسبب عدم الرضا، وعدم الصبر والاحتساب، فيترتب على ذلك المضرة.

    وإذاً: فالصبر خير للإنسان، وقد جاء عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، أن المسلم شأنه كله له خير، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) فأي مصيبة وأي مضرة تحصل للإنسان ويصبر، فإن الله تعالى يأجره عليها، وإذا لم يحصل منه الصبر، بل حصل منه التسخط، أو حصل منه فعل أمور محرمة كالصلق، والسلق، والحلق، وما إلى ذلك من الأمور التي جاء التحذير منها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يحصل الضرر ولا يحصل فائدة من وراء ذلك.

    ثم أورد النسائي تحت هذه الترجمة حديث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما أنه قال: إن بنتاً للرسول عليه الصلاة والسلام أرسلت تخبره بأن ابناً لها قبض وتطلب منه أن يأتي، والمراد بقوله (قبض) أي: أنه على وشك الموت في حالة نزع الروح؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام أمر الذي جاء إليه وأخبره بأن يخبرها بأن تصبر وتحتسب، ويخبرها أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، وهذه الجمل الثلاث هي من خير ما يعزى به، ومن خير ما يتذكره الإنسان عند المصيبة، فالله تعالى هو الذي أعطى هذا الولد، أو أعطى هذه النعمة، وهو الذي أخذها، وكل شيء كتب له أجل ينتهي عنده، وكل ذلك مكتوب ومقدر، فإذا أتى الإنسان بمثل هذه الألفاظ التي جاءت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فإن فيه ترويضاً وتذكيراً للنفس وتهويناً للمصيبة؛ لأن الأمر كله من الله وإلى الله، وأن كل شيء قد له أجل محتوم لا يتقدمه ولا يتأخر عنده، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، (إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى)، فهذا من خير ما يتذكره الإنسان عند المصيبة.

    ومن خير ما يتذكر عند المصيبة، تذكر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن البقاء لو كان لأحدٍ لكان أحق الناس به رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي كله خير وبركة، ونفعه عميم عظيم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    فالله عز وجل يقول: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34]، ما جعل الخلد لأحد، فعلى الإنسان أن يتذكر عند وفاة قريبه أو من يعز عليه فقده أن الموت باب مفتوح لكل أحد، وأن في تذكر وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام العزاء عن كل مصيبة؛ لأن هذه أعظم مصيبة حصلت للمسلمين.

    فالصبر والاحتساب فيه الخير، وعدم الصبر والاحتساب فيه المضرة، ولا يحصل الإنسان فائدة من تسخطه، بل يحصل المضرة.

    ثم إنها أرسلت إليه تقسم عليه أن يأتي، فأتى ومعه جماعة من أصحابه من الأنصار، منهم: معاذ بن جبل، وسعد بن عبادة، وأبي بن كعب ورجال آخرون ذهبوا إليها فناولته الصبي، ووضعه في حجره ونفسه تقعقع، يعني: أنها حشرج الصدر عند خروج الروح، هذا هو وصف ذلك الصبي، وهذه حال ذلك الصبي، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، وهذا يدلنا على أن البكاء عند المصيبة لا مانع منه، الذي هو دمع العين، وحزن القلب، ولكن الممنوع والمحرم والذي لا يسوغ، هو رفع الصوت بالمصيبة، وشق الثياب وحلق الرءوس، وما إلى ذلك، فهذا هو الذي لا يسوغ ولا يجوز، أما مجرد البكاء فالرسول صلى الله عليه وسلم قد بكى كما في هذه الحال، وبكى لما مات ابنه إبراهيم وقال: (إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) فهنا فاضت عينا رسول الله عليه الصلاة والسلام في البكاء يعني: دمعت عيناه، لكن ليس هناك صوت، والممنوع هو حصول الصوت، والذي لعن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: (لعن الله الصالقة) أي: الرافعة لصوتها عند المصيبة، فالرسول صلى الله عليه وسلم بكى، فدل على جواز البكاء، وعلى أنه لا إثم فيه ولا مضرة على صاحبه؛ لأنه دمع عين وحزن قلب، أما إذا تجاوز ذلك إلى صياح وصراخ ورفع صوت، فإن هذا هو النياحة، وهذا هو الذي لعن عليه رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    والأحاديث التي وردت في التحذير غالباً ما جاءت في حق النساء: (لعن الله الصالقة، والحالقة، والشاقة) ومن المعلوم أن الرجال مثل النساء، لكن ذكر الحكم مع النساء؛ لأنهن اللاتي يغلب عليهن مثل ذلك، لما عندهن من عدم الصبر؛ ولهذا لم يشرع للنساء زيارة القبور، ولم يشرع لهن اتباع الجنائز والذهاب للمقابر؛ لقلة صبرهن وما يحصل منهن، أو ما يخشى عليهن من الضرر، وكذلك جاءت الأحاديث التي فيها التحذير بذكر النساء، وبلفظ النائحة، والصالقة، والحالقة، والشاقة، والحكم عام للرجال والنساء، لكن خصت النساء لأنهن اللاتي عندهن الضعف، وعدم التحمل الذي يحصل من الرجال.

    فالرسول عليه الصلاة والسلام لما فاضت عيناه بالبكاء قال له سعد: ما هذا يا رسول الله! يعني: كونه حصل هذا البكاء وقد علموا منه النهي عن البكاء على الميت، أي: البكاء الذي يكون فيه نياحة، قال: (إنها رحمة يجعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) يعني: هذا الذي حصل من كونه بكى لما حصل لهذا الغلام من الشدة، ولما حصل له من هذا الضرر، ومن هذا الذي حصل له، والتألم الذي حصل له قال: [(إنها رحمة يجعلها الله في قلوب عباده)] يعني: كون العين تدمع، والقلب يحزن، [(وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)] وهذا يدل على أن الجزاء من جنس العمل، ولهذا جاء في الحديث: (الراحمون يرحمهم الرحمن) وهنا مثله (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) فمن رحم رحم، وقد جاء أحاديث كثيرة فيها الجزاء من جنس العمل (من نفس عن مسلمٍ كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة)، (ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) ومن يستر على الناس يستر الله عليه في الدنيا والآخرة، (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة) فالجزاء من جنس العمل كثيراً ما يأتي بنصوص الكتاب والسنة، وهنا: (وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) هو من هذا القبيل.

    والمقصود من إيراد الحديث هو قوله عليه الصلاة والسلام: [(فلتصبر ولتحتسب، وإن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى )] والترجمة: الأمر بالاحتساب، والصبر عند المصيبة، (فلتصبر ولتحتسب) يعني: تصبر على مصابها، وتحتسب الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، وهذه البنت قيل أنها: زينب ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا هو الأظهر، وابنها لـأبي العاص بن الربيع الذي هو زوجها، زوج زينب بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... إن لله ما أخذ وله ما أعطى ... فلتصبر ولتحتسب ...)

    قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].

    سويد بن نصر، هو: المروزي وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وهو راوية عبد الله بن المبارك، وهو يروي عنه هنا، وكثير من الأحاديث التي تأتي عند النسائي لـسويد بن نصر شيخه هي من طريق عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن المبارك مروزي أيضاً، ووصفه الحافظ ابن حجر بصفات عظيمة قال عنه في التقريب: إنه ثقة، جواد، مجاهد، عابد، وذكر جملة من صفاته، وقال: جمعت فيه خصال الخير، فهو جمع بين الحفظ والضبط للحديث، وبين العبادة والجهاد في سبيل الله عز وجل، فاجتمعت فيه خصال كثيرة من خصال الخير، ولهذا لما عدد الحافظ ابن حجر في التقريب بعض صفاته قال في ختامها: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عاصم بن سليمان].

    هو عاصم بن سليمان الأحول البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي عثمان].

    أبو عثمان النهدي هو: عبد الرحمن بن مل أو مَل، أو مِل مثلث الميم، يقال الميم بالتثليث أنها مثلثة؛ لأنه قال: مُل، أو مَل، أو مِل، كلها صحيحة، وكلها صواب، وليس في شيء منها خطأ، وهو النهدي مشهور بكنيته أبي عثمان، وهو ثقة ثبت عابد، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني أسامة بن زيد].

    هو: أسامة بن زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه، وهو صحابي مشهور، وصحابي جليل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (الصبر عند الصدمة الأولى)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن ثابت سمعت أنساً رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصبر عند الصدمة الأولى) ].

    أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(الصبر عند الصدمة الأولى)] الصبر إنما يوفق الإنسان للظفر به عندما تفاجئه المصيبة وعندما يفجؤه خبر، هذا هو الذي يختلف فيه الناس، ويفترق فيه الناس إلى موفق للأخذ بالحق وبالصبر والاحتساب، وإلى من يحصل منه التسخط، والأفعال المنكرة التي لعن عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، مثل لعن: الصالقة، والحالقة، والشاقة.

    الصبر على الحقيقة: إنما يكون عند الصدمة الأولى، وهي مفاجأة الإنسان بحصول المصيبة، وبوقوفه عليها أو بإخباره عنها، فهذه هي الصدمة الأولى التي يفاجأ فيها بالخبر، فهو إن وفق صبر واحتسب، وإن كان بخلاف ذلك حصل منه الأمور المحرمة، والأمور المنكرة التي حذر منها رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) فهو ذكر الصبر، والاحتساب ومحله إنما يكون عند الصدمة الأولى، ومن المعلوم أنه إذا مضى وقت على المصيبة فلا بد من السلوان.

    تراجم رجال إسناد حديث: (الصبر عند الصدمة الأولى)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    هو الفلاس، وهو ثقة ناقد، متكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً، وهو مشهور باسمه ومشهور بلقبه الفلاس، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، ومثله في ذلك: محمد بن بشار الملقب: بندار، ومحمد بن المثنى الملقب: الزمن كنيته: أبو موسى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وجماعة ممن تتلمذ عليهم أصحاب الكتب الستة، وروى عنهم فسمع منهم أصحاب الكتب الستة مباشرة وبدون واسطة.

    [حدثنا محمد بن جعفر].

    هو غندر البصري مشهور بلقبه، ويأتي ذكره باسمه ونسبه، وكثيراً ما يأتي ذكره باسمه دون أن ينسب ودون أن يلقب، فيقال: محمد، وإذا جاء محمد يروي عن شعبة وهو غير منسوب فالمراد به: محمد بن جعفر الملقب غندر وهو كثير ما يأتي، وقد مر بنا في سنن النسائي أسانيد عديدة فيها محمد غير منسوب يروي عن شعبة والمراد به هذا، وهنا جاء مسمىً ومنسوباً محمد بن جعفر البصري الملقب: غندر وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، والذي وصف بها عدد قليل من المحدثين منهم: سفيان الثوري، ومنهم البخاري، ومنهم الدارقطني، ومنهم إسحاق بن راهويه، وعدد قليل من المحدثين وصفوا بهذا الوصف الرفيع ولقبوا بهذا اللقب العالي الذي هو لقب: أمير المؤمنين في الحديث، وحديث شعبة بن الحجاج أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ثابت].

    هو ثابت بن أسلم البناني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    هو ابن مالك صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وخادمه، خدمه عشر سنوات منذ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة إلى أن توفاه الله، وظفر بسماع الشيء الكثير من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام بسبب ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام، وصحبته إياه، وخدمته له، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه الكرام، وهم: أبو هريرة وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة ستة رجال وامرأة واحدة هؤلاء عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء السبعة جمعهم السيوطي في الألفية بقوله:

    والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر

    وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي

    ولم يرو أحد من الصحابة مثل ما روى هؤلاء السبعة بكثرة الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

    شرح حديث: (ما يسرك أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عنده ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثنا أبو إياس وهو معاوية بن قرة عن أبيه: (أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال له: أتحبه؟ فقال: أحبك الله كما أحبه، فمات ففقده، فسأل عنه فقال: ما يسرك أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك)].

    ثم أورد النسائي حديث قرة بن إياس المزني رضي الله تعالى عنه، أن رجلاً كان له ابن، وكان يحبه، ويأتي به إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [(أتحبه؟ فقال: أحبك الله كما أحبه)] يعني: أنه يحبه حباً شديداً، ويرجو من الله أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يزيد في محبته كما يحبه هو، وهذا يدل على شدة حبه له أي: لهذا الغلام، ولهذا الصبي، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنه، فأخبر أنه قد مات، فلقيه وعزاه به، وقال له هذه المقالة: [(ما يسرك أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وهو أمامك يريد أن يفتحه لك)]، معناه: أنه إذا صبر على هذه المصيبة فإن الله يأجره على ذلك، ويكون أيضاً ممن يشفع له، وممن يستفيد منه حيث يكون سبباً من أسباب دخوله الجنة، ويفتح له أبواب الجنة لكونه صبر واحتسب، وهذا هو المقصود من إيراد الحديث تحت الترجمة؛ لأن هذا نتيجة الصبر والاحتساب، والحديث سيأتي مطولاً عند النسائي في آخر كتاب الجنائز، وهو أطول من هذا، هنا ذكر هذا الحديث مختصراً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ما يسرك أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عنده ...)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    عمرو بن علي الفلاس، وقد تقدم.

    [حدثنا يحيى].

    هو ابن سعيد القطان، وهو محدث، ناقد، ثقة، ثبت، متكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    يحيى بن سعيد القطان، هو وعبد الرحمن بن مهدي ذكر الذهبي في كتابه من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، وفيه بيان تمكنهما في هذا الفن، وهو: التكلم في الرجال، وبيان أحوال الرجال، وقال كلمة في حقهما: أنهما إذا جرحا شخصاً فهو لا يكاد يندمل جرحه، معناه: أنهما يصيبان وأنهما لا يخطئان إذا جرحا شخصاً وتكلما فيه ويقل أن يندمل جرحه، بمعنى: أنهما يصيبان الهدف، ويصيبان في جرحهما وفي كلامهما، ويحيى بن سعيد القطان، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    هو شعبة بن الحجاج، وقد مر ذكره.

    [حدثنا أبي إياس وهو: معاوية بن قرة].

    هو معاوية بن قرة بن إياس المزني أبو إياس البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.

    [عن أبيه].

    هو قرة بن إياس المزني، صحابي نزيل البصرة، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533450

    عدد مرات الحفظ

    777175409