إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجنائز
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (فضل من يتبع جنازة) إلى (باب مكان الماشي من الجنازة)

شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (فضل من يتبع جنازة) إلى (باب مكان الماشي من الجنازة)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من رحمة الله بهذه الأمة أن شرع لهم أعمالاً إذا فعلوها تحصل لهم بموجب فعلها الأجور العظيمة، التي تزن في فضلها وجزائها الجبال الشامخة، ومنها صلاة الجنازة والدفن، كما يجوز الركوب أثناء حمل الجنازة، سواء كان خلف أو أمام أو عن يمين أو عن شمال الجنازة.

    شرح حديث: (من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل من تبع جنازة.

    أخبرنا قتيبة حدثنا عبثر عن برد أخي يزيد بن أبي زياد عن المسيب بن رافع سمعت البراء بن عازب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد)].

    يقول النسائي رحمه الله: فضل من اتبع الجنازة، المراد من هذا بيان: أن اتباع الجنازة مستحب، وأن فيه فضلاً وأجراً عظيماً عند الله عز وجل، والنسائي لما ذكر الأمر باتباع الجنائز عقبه بباب: فضل اتباع الجنائز، وأنه مأمور به.

    وأورد النسائي حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [(من تبع جنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان، والقيراط مثل أحد)] والقيراط: مثل جبل أحد، هذا الحديث يدلنا على فضل اتباع الجنائز، وأن فيه أجراً عظيماً، وأن من اتبعها، وصلى عليها، فإن له ذلك الأجر الذي هو: القيراطان، فالمراد بالقيراطين يعني: مجموع الأمرين، وليس معنى ذلك أن الدفن له قيراطان، والصلاة لها قيراط، بل المقصود أنه إذا مشى إلى الصلاة وحصلت منه الصلاة فله قيراط، فإن استمر مع ذلك إلى أن دفنت فيكون له قيراطان، قيراط على كونه تبعها حتى تدفن، وقيراط على كونه تبعها حتى يصلي عليها.

    وبين في الحديث أن القيراط مثل جبل أحد، وأن مقدار الأجر والثواب هو بهذا المقدار، وبهذا المقياس الذي هو مثل جبل أحد، وشبه ذلك بالجبل الذي هو بمرئى الناس في المدينة يشاهدونه، ويعاينونه، وأن الأجر عظيم، والثواب جزيل عند الله، وأن من حصل منه الصلاة على الجنازة فله قيراط، وهو أجر مثل جبل أحد، وإذا تبعها حتى تدفن فله قيراط آخر، فيكون له قيراطان، كل قيراط منهما مثل جبل أحد، وهذا يدلنا على عظم فضل الصلاة على الجنازة، وعلى فضل اتباعها، ولما بلغ الحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه: [أن من اتبع الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان]، قال: (لقد فرطنا في قراريط كثيرة).

    كما جاء ذلك في صحيح البخاري، يعني: فاتنا هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل في عدم اتباع الجنائز في بعض الأحيان.

    وكان من عادة البخاري رحمه الله: أن الحديث إذا جاء فيه كلمة غريبة، فإنه لا يفسر الكلمة الغريبة نفسها، وإنما يأتي إلى لفظة تماثلها في القرآن، فيأتي بالكلمة من القرآن، فيفسرها فيكون بذلك فسر القرآن والحديث معاً في آن واحد، هذه طريقة البخاري رحمه الله، وهو عندما جاءت هذه الكلمة وهي (فرطنا) من كلام ابن عمر، أتى بكلمة من قوله تعالى: فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر:56] أي: ضيعت من أمر الله، يعني: التفريط، وأنها تضييع وتفويت، معناه: (فرطنا في قراريط كثيرة) أي: فوتنا على أنفسنا وضيعنا على أنفسنا قراريط كثيرة، فبدل أن يفسر الكلمة وهي: (فرطنا في قراريط كثيرة)، وهي كلمة ابن عمر في الحديث أتى بالكلمة من القرآن التي هي بهذا اللفظ وهي: فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر:56].

    تراجم رجال إسناد حديث: (من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط ...)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا عبثر].

    هو عبثر بن القاسم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن برد أخي يزيد بن أبي زياد].

    ثقة، أخرج له النسائي وحده.

    [عن المسيب بن رافع].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [سمعت البراء بن عازب].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صحابي مشهور، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا أشعث عن الحسن عن عبد الله بن المغفل رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يفرغ منها فله قيراط)].

    ثم أورد النسائي حديث عبد الله بن المغفل رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يفرغ فله قيراط)] وهذا يشبه الذي قبله؛ إلا أن ذاك فيه تفصيل، وهو: أنه إذا تبعها حتى يصلى عليها فله قيراط، وإن تبعها حتى تدفن فله قيراطان، قيراط للصلاة وما قبلها، وقيراط للدفن وما قبله بعد الصلاة، وهنا قال: [(من تبع الجنازة حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يفرغ فله قيراط)] فهو مثل الذي قبله إن صلى عليها فله قيراط، وإن تبعها ولم يكن معها حتى تدفن بل رجع، أو لم يذهب أو ذهب ورجع قبل أن تدفن فإنه له ذلك القيراط الذي حصله على الصلاة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان ...)

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].

    هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا خالد].

    هو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أشعث].

    وأشعث هذا يحتمل أن يكون: أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني أو يكون: أشعث بن عبد الملك الحمراني؛ لأن هذين الاثنين كل منهما خرّج له خالد بن الحارث.

    والحسن البصري روى عنه جماعة ممن يسمون بـأشعث خمسة أشخاص، لكن الذي روى عنهم خالد بن الحارث ممن يسمون بـأشعث اثنان: وهما: الحداني، والحمراني، فيحتمل هذا ويحتمل هذا؛ لأنني ما وجدت التنصيص على تسميته؛ لأنه في النسائي وحده، وفي تحفة الأشراف ما نسبه، وفي تهذيب الكمال ذكر أن خالداً يروي عن اثنين ممن يقال لهم: أشعث وهما: الحمراني، والحداني، وأن الحسن البصري يروي عنه خمسة ممن يقال لهم: أشعث، وعلى هذا، فيحتمل أن يكون أحد الاثنين: الحمراني، والحداني، والحداني صدوق أخرج له البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن، والحمراني ثقة، أخرج له أيضاً مثل الذين أخرجوا للحداني، البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة.

    وعلى كل سواء يكون الحداني أو الحمراني أحدهما صدوق، والثاني ثقة، فلا يؤثر عدم التمييز، وإنما الذي يؤثر إذا كان أحدهما: ضعيفاً والثاني: ثقة، فإنه قد يكون الضعيف فيكون الحديث لا يصح، أو الإسناد لا يصح، لكن حيث يكون كل منهما محتج به، وكل منهما مقبول حديثه، وإن كانوا متفاوتين بدرجة؛ لأن كون أحدهما: صدوق يعني: حديثه حسن، والثاني: ثقة حديثه صحيح، فكل منهما من قبيل المقبول، فسواء يكون هذا أو هذا فإنه لا محذور، ولا لبس، ولا إشكال.

    [عن الحسن].

    هو الحسن بن أبي الحسن البصري المحدث، الفقيه، المشهور، ثقة، فقيه، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن المغفل].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088536773

    عدد مرات الحفظ

    777191535