إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجنائز
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب اللحد والشق) إلى (باب وضع الثوب في اللحد)

شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب اللحد والشق) إلى (باب وضع الثوب في اللحد)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يجوز في القبر اللحد والشق، واللحد أفضل، ويستحب تعميق القبر وتوسيعه، لما في ذلك من صيانة للميت وحفظاً لجسده.

    شرح حديث سعد: (ألحدوا لي لحداً وانصبوا علي نصبا ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [اللحد والشق.

    أخبرنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد رضي الله تعالى عنه قال: (ألحدوا لي لحداً، وانصبوا علي نصباً كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم)].

    يقول النسائي رحمه الله: اللحد والشق، أي: في القبر، والمراد باللحد هو: أنه إذا حفر القبر يحفر من الجهة الأمامية إلى جهة القبلة مكان يوضع فيه الميت ليس على سمت القبر وإنما يكون داخلاً، هذا هو اللحد؛ لأن فيه ميلاً عن سمت القبر، واللحد هو: الميل، والإلحاد هو: الميل، فالإلحاد في أسماء الله وصفاته، يعني: الميل بها عما تدل عليه إلى ما لا تدل عليه.

    وأما الشق: فهو أنه إذا حفر القبر يحفر في وسطه حفرة يوضع فيها الميت، فإذا وضع في حال الشق، فإن اللبن يوضع وضعاً، يعني: وكأنه سقف والميت تحته، وأما اللحد، فإنه ينصب اللبن نصباً، بحيث يكون طرف اللبنة على القبر، وطرفها على الجهة العليا التي فوق اللحد، ففي حال استعمال الشق يوضع اللبن وضعاً، وفي استعمال اللحد ينصب اللبن نصباً بحيث يكون قائماً بميول، وبحيث يغلق الفتحة التي يوضع فيها الميت.

    وكل من اللحد والشق جائز، إلا أن اللحد أفضل من الشق، وهو الذي عمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وضع له لحد، ووضع فيه صلى الله عليه وسلم، والشق جائز؛ لأن ذلك كان معمولاً به في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده، فكل منهما سائغ، وجائز.

    وقد جاء في بعض الأحاديث التي ستأتي اللحد لنا، والشق لغيرنا أي: لأهل الكتاب؛ لكن هذا لا يدل على أن المسلمين لا يستعملونه؛ لأنه كان مستعملاً في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وبعد زمنه عليه الصلاة والسلام، إلا أن اللحد أفضل من الشق، وقد أورد النسائي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في حديث واحد فقال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة) عشرة أشخاص سردهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد، وقال عن كل واحدٍ منهم أنه في الجنة، ولهذا أطلق عليهم العشرة المبشرين بالجنة.

    وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو آخر العشرة المبشرين بالجنة موتاً كما سبق أن مر بنا في درس المصطلح وهو أنه مات سنة خمس وخمسين، وكان آخر العشرة المبشرين بالجنة وفاةً رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

    وقد أوصى سعد بأنه إذا مات يلحد له لحداً، وينصب عليه اللبن نصباً؛ لأن نصب اللبن إنما يكون مع اللحد بخلاف الشق، فإنه لا ينصب، وإنما يوضع عليه كالسقف؛ لأن فتحة القبر يشق في وسطها شقاً، ويوضع الميت فيه، ثم توضع اللبن مصفوفة موضوعة وضعاً، وأما اللحد فإنها تنصب نصباً؛ لأنه محفور في جهة القبلة، فينصب اللبن عليه نصباً، فسعد رضي الله عنه، أوصى بأن يفعل به كما فعل برسول الله عليه الصلاة والسلام بأن يلحد له لحد وأن ينصب اللبن نصباً.

    تراجم رجال إسناد حديث سعد: (ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي نصبا ...)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    هو الفلاس المحدث، الناقد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

    [حدثنا عبد الرحمن].

    هو ابن مهدي، عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا عبد الله بن جعفر].

    هو عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ويقال له: المسوري نسبة إلى جده المسور بن مخرمة، وهو لا بأس به، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وكلمة لا بأس به عند الحافظ ابن حجر تعادل صدوق؛ لأنه هو الذي خف ضبطه، فيكون حديثه حسناً لذاته من غير أن يحتاج إلى اعتضاد، فهي مثل صدوق، لا بأس به، ليس به بأس، فكلها بمعنى واحد، ولكن في اصطلاح بعض المحدثين وهو: يحيى بن معين أنه إذا قال: لا بأس به في الرجل، فهو توثيق تعادل ثقة عنده، أي: إذا قال عن رجل لا بأس به، فإنه يريد بذلك أنه ثقة، ولهذا قالوا: إن (لا بأس به) عند يحيى بن معين توثيق، يعني: هي مثل ثقة.

    [عن إسماعيل بن محمد بن سعد].

    هو إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [عن أبيه].

    هو محمد بن سعد بن أبي وقاص المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود، فإنه لم يخرج له في السنن، وإنما خرج له في كتابه المراسيل.

    [عن سعد].

    هو سعد بن أبي وقاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين في الجنة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    وإسماعيل بن محمد بن سعد، إذا كان في تهذيب الكمال بالحروف منصوصاً عليه، فهو الأوضح، لكن لا أدري هل كل النسخ التي هي متفرعة عن تهذيب الكمال كلها على ذكر أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، أو أن في بعضها شيء يختلف مع تهذيب الكمال، لكن مهما يكن من شيء فإن المنصوص عليه في تهذيب الكمال هو المعتبر؛ لأنه ينص بالأسماء بخلاف التي تفرعت عنه فإنها بالرموز، والرموز يحصل فيها التصحيف، والتحريف أحياناً.

    حديث سعد: (ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي نصبا ...) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هارون بن عبد الله حدثنا أبو عامر عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد: أن سعداً لما حضرته الوفاة قال: ألحدوا لي لحداً، وانصبوا على نصباً كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم].

    أورد النسائي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله تماماً.

    قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله].

    هو الحمال البغدادي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا أبو عامر].

    هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل]. قد مر ذكرهما.

    [عن عامر بن سعد].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (اللحد لنا والشق لغيرنا)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي عن حكام بن سلم الرازي عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللحد لنا والشق لغيرنا)].

    أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: [(اللحد لنا والشق لغيرنا)] أي: لأهل الكتاب، لكن هذا لا يدل على أنه لا يجوز الشق؛ لأنه كان موجوداً في زمنه، ومعمول به بعد وفاته، فكل منهما سائغ إلا أن اللحد أفضل من الشق.

    تراجم رجال إسناد حديث: (اللحد لنا والشق لغيرنا)

    قوله: [أخبرنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي].

    ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [عن حكام بن سلم الرازي].

    هو حكام بن سلم الرازي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن علي بن عبد الأعلى].

    هو علي بن عبد الأعلى الكوفي، وهو صدوق ربما وهم، أخرج له أصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبيه].

    هو عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وهو صدوق يهم، أخرج له أصحاب السنن الأربعة مثل ابنه تماماً.

    [عن سعيد بن جبير].

    وهو تابعي مشهور، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن عباس].

    هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088570849

    عدد مرات الحفظ

    777391670