إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب الحث على السحور - باب ذكر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان في خبر الحث على السحور

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب الحث على السحور - باب ذكر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان في خبر الحث على السحورللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حث الشرع على السحور، وبيّن أن فيه بركة، فضلاً عما فيه من فائدة للصائم من حيث نشاطه وقوته في أدائه للعبادات.

    شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [الحث على السحور

    أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، وقفه عبيد الله بن سعيد].

    يقول النسائي رحمه الله: الحث على السحور، ومراد النسائي من هذه الترجمة هو بيان الترغيب في التسحر وكون الإنسان يأكل الطعام وقت السحر استعداداً للصيام، والسَحور والسُحور بفتح السين وضمها، قيل: إن المراد بالفتح اسم للطعام الذي يؤكل، وأما بالضم فهو اسم للأكل، أكل الطعام في السحر استعدادا للصيام، السَحور، والسُحور.

    وقوله عليه الصلاة والسلام: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، أي: أكل الطعام في ذلك الوقت فيه بركة، وهناك ألفاظ كثيرة هي مثل هذه اللفظة، فيها أنه في الفتح اسم للشيء المستعمل، وفي الضم اسم للفعل، من ذلك: الطَهور والطُهور، والوَضوء والوُضوء؛ الوَضوء بالفتح: اسم للماء الذي يتوضأ به، والوُضُوء هو: فعل الوضوء؛ كون الإنسان يأخذ ويغسل هذا فعل يقال له: وضوء بالضم، وبالفتح هو اسم للماء، والحديث الذي فيه: أن عثمان دعا بوضوء، يعني: دعا بماء يتوضأ به بفتح الواو، ثم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (من توضأ نحو وضُوئي هذا)، نحو وضوئي، يعني: بالضم الذي هو فعل للوضوء.

    فالوَضوء والوُضوء، والطَهور والطُهور، كلها الفتح اسم للشيء المستعمل، والضم اسم للفعل، ومثل ذلك: السَعوط والوَجور، السعوط وهو ما يتسعط في الأنف، يعني: الشيء الذي يستعمل يقال له: سَعوط، وأما فعله يقال له: سُعوط بالضم، وكذلك الوجور، يعني: ما يقطر في الفم يقال له: وجور، وتقطيره بالفعل يقال له: وجور، فهي ألفاظ متعددة، هي بالفتح للشيء الذي يستعمل، وفي الضم للفعل نفسه.

    وجاءت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بالحث على السحور من جهة الأمر به، ومن جهة تعليل ذلك بأن فيه بركة، يعني: بعد أن قال: (تسحروا)، قال: (فإن في السحور بركة)، فالحث عليه من جهتين: من جهة الأمر، ومن جهة بيان أن فيه بركة.

    وقد أورد النسائي عدة أحاديث تحت هذه الترجمة في الحث على السحور، أولها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).

    والبركة في السحور هي من وجوه كثيرة، تكون من جهة حصول الأجر والثواب، ومن جهة التقوي على العبادة في النهار، والتقوي على الصيام، وكون الإنسان لا يصيبه الجوع، فيكون ذلك سببا في خموله وكسله، بل يستعمل الطعام في وقت السحر ليتقوى به على العبادة في النهار، وليتقوى به على الصيام، وليتقوى به على العبادات الأخرى بحيث لا يصيبه كسل وخمول يجعله لا يؤدي ما يؤديه في غير حال الصيام بسبب ما حصل له من الضعف، وبسبب ما حصل له من الكسل لكونه لم يأكل، ولهذا جاء النهي عن الوصال؛ فكون الإنسان يصوم يومين لا يفطر بينهما فيه من إضعاف النفس وعدم قدرتها على القيام مع ذلك بما هو مطلوب من الإنسان، وقد جاء الترخيص بعد أن نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الوصال قال: (فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر)، أي: يصوم يوم وليلة، لكن كونه يصوم يومين وبينهما ليلة ولا يتسحر فإن هذا نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: (فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر)، يعني: حتى يأكل الطعام في السحر، ويكون في ذلك تقوية له على العمل في النهار، وعلى الصيام، وعلى العبادات الأخرى التي تتطلب نشاطاً وقدرة، وعدم الأكل يكون سبباً في الإضعاف.

    تراجم رجال إسناد حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة)

    قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].

    هو محمد بن بشار البصري الملقب بندار، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

    [حدثنا عبد الرحمن].

    هو ابن مهدي البصري، هو ثقة، ناقد، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أبو بكر بن عياش].

    ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم في المقدمة، وأصحاب السنن الأربعة، وفي الغالب أن من له رواية عند مسلم في المقدمة يرمز له بالميم والقاف. وليس معنى هذا أنه ما روى له في الصحيح لأن فيه كلاماً أو ما إلى ذلك، لا، وإنما هكذا اتفق، وإلا فإن الشخص قد يكون في القمة ولكن مسلم روى له في المقدمة، ومن هؤلاء عبد الله بن الزبير المكي شيخ البخاري الذي روى عنه أول حديث في الصحيح: (إنما الأعمال بالنيات)، فإن مسلم روى له في المقدمة، ولا يعني ذلك أن من لم يرو له في الصحيح أنه فيه كلام، فكم من شخص في القمة ومع ذلك ما خرج له أصحاب الصحيح؛ لأنهم ما خرجوا كل حديث صحيح، ولم يلتزموا أن يرووا عن كل شخص ثقة، وكم من ثقة لم يخرج له في الصحيح، بل في الكتب الستة، ومن هؤلاء الإمام الكبير المشهور أبو عبيد القاسم بن سلام، ومع ذلك ما خرج له أصحاب الكتب الستة، فعدم التخريج للشخص لا يدل على أن فيه شيئاً، وإنما الأمر كما ذكرت يعني اتفقوا أنهم رووا عنه، واتفقوا أن هذا لم يرووا عنه، وليس في عدم روايتهم عن الشخص شيئاً يدل على القدح فيه؛ لأن أصاحب الصحيح لم يلتزموا تخريج كل حديث صحيح، ولا التزموا الرواية عن كل ثقة، فكم من ثقة لم يرووا عنه، وكم من حديث صحيح لم يودعه الشيخان صحيحيهما، وأوضح دليل على هذا ما أشرت إليه مراراً وتكراراً وهو أن صحيفة همام بن منبه هي بإسناد واحد، وتشتمل على مائة وأربعين حديثا، البخاري انتقى منها وأخذ وروى بعضها، ومسلم انتقى منها وروى بعضها، فاتفقوا على أشياء منها، وانفرد البخاري بأشياء، وانفرد مسلم بأشياء وترك أشياء، فلو كانوا ملتزمين لرواية كل صحيح لرووا هذه الصحيفة كلها من أولها إلى آخرها؛ لأنها بإسناد واحد، فليس هناك فرق بين ما أخذوه وما تركوه، بل الكل، ولكن لكونهم لم يلتزموا إخراج كل صحيح حصل هذا.

    [عن عاصم].

    هو عاصم بن أبي النجود، اسمه بهدلة، وهو صدوق له أوهام، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، ورمزوا له بعين، وقال في التقريب: حديثه في الصحيحين مقرون، يعني: معناه أنهم لم يرووا عنه استقلالاً، بل رووا عنه وعن غيره في الإسناد، ولكن الذي مشوا عليه هو أن من روي له في الأصول ولو كان مقروناً ولو كان متابعة، فإنهم يرمزون له بالأصل عين، أما إذا كان روي له بالتعليقات فلا يرمز له بالأصل، وإنما يرمز له بـ خ ت، يعني: البخاري تعليقاً، وأما إذا كان مقروناً فإنه يرمز له بالأصل، ولهذا رمز لـعاصم بن أبي النجود المقرئ بعين، أي: روى له الجماعة، وفي التقريب قال: وروايته في الصحيحين مقرونة، يعني: أنه ليس مروياً عنه على سبيل الاستقلال، بل روي عنه مقروناً مع غيره.

    [عن زر].

    هو زر بن حبيش، وهو ثقة، مخضرم، أخرج له أصحاب الكتب الستة. والمخضرمون هم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يلقوا النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: أدركوا زمن النبي، ولم يلقوه، فيقال لهم: مخضرمون، وهم من كبار التابعين الذين رأوا كبار الصحابة، يعني كبار التابعين هم الذين رأوا كبار الصحابة ورووا عن كبار الصحابة.

    [عن عبد الله].

    هو عبد الله بن مسعود الهذلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العلماء في الصحابة، أهل الفقه والحديث رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين في أواخر خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه، وليس هو من العبادلة الأربعة المشهورين بهذا اللقب، وإن كان بعض العلماء قد عده واحداً منهم، إلا أن الصحيح خلاف ذلك، وأن العبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة، وهم: ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وابن عمرو بن العاص، فهؤلاء هم العبادلة الأربعة وليس فيهم ابن مسعود؛ لأن ابن مسعود متقدم، وهو أكبر منهم، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين، وأولئك عاشوا بعده مدة طويلة، وأدركهم من لم يدرك ابن مسعود، وتلقى عنهم الحديث من لم يدرك زمن ابن مسعود؛ ولهذا فهو ليس من العبادلة الأربعة على المشهور، بل العبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة الذين تأخرت وفاتهم بعد ابن مسعود مدة طويلة.

    ثم قال: وقفه عبيد الله بن سعيد، ثم ساق الإسناد الذي فيه رواية عبيد الله بن سعيد، والتي وقف فيها الكلام على ابن مسعود ولم يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    شرح أثر عبد الله بن مسعود: (تسحروا)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا عبد الرحمن عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: (تسحروا)، قال عبيد الله: لا أدري كيف لفظه].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود، ولكنه هنا موقوف عليه، وكان ذلك من طريق عبيد الله بن سعيد؛ لأن الإسناد بعد عبيد الله بن سعيد هو نفس الإسناد المتقدم، نفس الإسناد من عبد الرحمن بن مهدي إلى آخره، وإنما الفرق هو بشيخ النسائي؛ فشيخه في الطريق الأولى محمد بن بشار، وشيخه في الطريق الثانية هذه: عبيد الله بن سعيد، فـمحمد بن بشار رفعه في الإسناد المتقدم وأسنده إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعبيد الله بن سعيد وقفه على عبد الله بن مسعود، وكان ذلك بلفظ: (تسحروا).

    ثم قال عبيد الله: [لا أدري ما لفظه] يعني: فلا أدري: هل المراد بهذه اللفظة يعني ما بعد كلمة: (تسحروا)، يعني أنه لا يدري ما لفظه، وأن الذي عرفه أو الذي جرى له (تسحروا)، أو لم يدر ما وراء ذلك كما جاء في حديث محمد بن بشار المتقدم.

    تراجم رجال إسناد أثر عبد الله بن مسعود: (تسحروا)

    قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد].

    هو عبيد الله بن سعيد اليشكري السرخسي، وهو ثقة، مأمون، سني، وقيل له: سني لأنه أظهر السنة في بلده، والسنة التي هي خلاف البدعة، وهي: الالتزام بالسنة والتقيد بها، ومجانبة البدعة، وحديثه أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وبقية رجاله مروا في الإسناد الذي قبل هذا.

    حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد العزيز عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)].

    أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وبمعنى حديث عبد الله بن مسعود المتقدم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أبي عوانة].

    هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، مشهور بكنيته أبو عوانة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، وهناك أبو عوانة متأخر الذي استخرج على صحيح مسلم، له المستخرج، ويقال له: المسند، ويقال له: الصحيح، صحيح أبي عوانة، ومستخرج أبي عوانة، ومسند أبي عوانة، ذاك متأخر، وأما هذا فهو متقدم؛ لأن ذاك بعد مسلم وقد استخرج على مسلم، وأما هذا فهو متقدم، وحديثه أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن قتادة].

    هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    عبد العزيز].

    هو ابن صهيب البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    هو أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وخادمه، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522638

    عدد مرات الحفظ

    777112643