إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب تأخير السحور) إلى (باب ذكر الاختلاف على الأعمش في خبر تأخير السحور)

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب تأخير السحور) إلى (باب ذكر الاختلاف على الأعمش في خبر تأخير السحور)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من السنة القولية والفعلية تعجيل الفطر وتأخير السحور؛ لأن لتأخير السحور فوائد عظيمة منها: التقوي على طاعة الله في عبادة الصيام، فيتسحر الصائم قبل الصلاة بمقدار قراءة القارئ خمسين آية من القرآن؛ كما هو هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام.

    شرح حديث حذيفة: (أي ساعة تسحرت مع رسول الله؟ قال هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [تأخير السحور، وذكر الاختلاف على زر فيه.

    أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب أخبرنا وكيع حدثنا سفيان عن عاصم عن زر قال: (قلنا لـحذيفة رضي الله عنه: أي ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)].

    يقول النسائي رحمه الله: تأخير السحور، هذه الترجمة كما هو واضح المراد منها: بيان استحباب تأخير السحور، وقد مر بيان الحث على السحور، وهنا أتى بما يتعلق بتأخيره، حتى يكون قريباً من الصيام فتحصل فائدته، وهي حصول التقوي على العبادة، بخلاف إذا قدم كثيراً، فإنه لا يحصل المطلوب كما ينبغي مثلما إذا أخره، ولهذا جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأخير السحو، وتعجيل الفطر.

    وقد أورد النسائي عدة أحاديث، منها حديث حذيفة رضي الله عنه، وقد سئل: (أي ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)، وهذا اللفظ فيه إشكال، فمن العلماء من فسره كما في حاشية السندي النهار الشرعي، وهو: الذي يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، هذا هو النهار الشرعي، وقوله: (إلا أن الشمس لم تطلع)، تأوله بأن المقصود من ذلك هو طلوع الفجر، لكن ذكر الشمس واضح فيه، لكن يبقى الإشكال في معناه، وذلك أن الصيام كما جاء في القرآن، وكما جاء في الأحاديث أن بدايته تكون عند طلوع الفجر كما جاء في القرآن، وكذلك أيضا جاء في السنة أنها تكون عند أذان المؤذن للنداء الثاني؛ للحديث (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)، وكذلك الحديث الذي فيه: (إذا أذن المؤذن والإناء على يد أحدكم فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه)، معناه: أن الأكل والشرب ينتهي عند طلوع الفجر الثاني، وعند النداء الثاني، وذلك أن النداء نداءان، فالنداء الأول يمنع صلاة الفجر، ويحل الأكل والشرب لمن يريد أن يصوم، والنداء الثاني يبيح صلاة الفجر، ويمنع الأكل والشرب لمن يريد أن يصوم، فالأحاديث جاءت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن بداية الصيام عند طلوع الفجر، أو الأذان الثاني الذي هو إعلام، والذي يكون عند طلوع الفجر.

    وأما قوله: [(إلا أن الشمس لم تطلع)]، فإنه لا يستقيم من جهة أن السحور إنما تعقبه الصلاة، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه أنه يصليها بغلس، وكان يعجل الصلاة بعد دخول وقتها، وهذا الحديث معناه: أن الصلاة تكون بعد ذلك، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يؤخر الصلاة؛ لأن الشمس لم تطلع، معناه: أنهم أكلوا إلى هذه الغاية، وأن الصلاة بعد ذلك.

    فالإشكال واضح، وهو لا يستقيم؛ ولعله إما أن يكون معلول من جهة أن عاصم بن أبي النجود، لأنه صدوق له أوهام، وهو حجة في القراءة، أو من جهة أنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومخالف لما جاء في القرآن، فلا يصح العمل بما جاء فيه من جهة أن الإنسان يأكل ويشرب إلى هذه الغاية، بل الأكل والشرب إنما يكون إلى طلوع الفجر، أو لصلاة الفجر، أي: الأذان الثاني، فإنه يجب الإمساك، ولا يجوز الأكل والشرب بعد ذلك.

    ثم النسائي رحمه الله ذكر بعد ذلك أحاديث أو آثار موقوفة على حذيفة، وفيها أنه كان رضي الله عنه يتسحر ثم يقوم إلى الصلاة، وبين توقفه عن الأكل والشرب ودخوله في الصلاة وقتاً يسيراً، وجاء أيضاً ذلك مبينا في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، أنه (كان السحور والصلاة مقدار قراءة خمسين آية)، فهذا كله يبين لنا عدم صحة ما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه، وعلى تأويل السندي في الحاشية يكون لا إشكال فيه، لكن ذكر الشمس فيه، وأنه يراد بها الفجر، هذا بعيد، فالأظهر أنه على ظاهره، ولكنه معلول من جهة مخالفته لما جاء في القرآن، ولما جاء في السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جهة أن عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام، والذي نقل من طريق زر عن حذيفة: أن حذيفة رضي الله عنه تسحر وقام إلى الصلاة، وكان بين قيامه إلى الصلاة وبين سحوره وقتاً يسيراً.

    تراجم رجال إسناد حديث حذيفة: (أي ساعة تسحرت مع رسول الله؟ قال: هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)

    قوله: [أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب].

    ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.

    [أخبرنا وكيع].

    هو وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، مصنف، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا سفيان].

    هو سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل قد وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وإذا جاء وكيع يروي عن سفيان فالمراد به سفيان الثوري وليس سفيان بن عيينة.

    [عن عاصم].

    هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود، وهو صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وروايته في الصحيحين مقرونة، وقد ذكرت فيما مضى: أن الذين صنفوا في رجال الكتب الستة يعتبرون من روي له مقروناً أن روايته في الأصول، ولهذا يرمزون له برمز الأصل، ولهذا رمز لـعاصم بحرف عين، مع أن البخاري، ومسلم إنما رووا عنه مقروناً، ولم يرووا عنه استقلالاً.

    [عن زر].

    هو ابن حبيش، وهو ثقة مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [قلنا لـحذيفة بن اليمان].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صحابي ابن صحابي، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة ... صلينا ركعتين وأقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هنيهة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عدي قال: سمعت زر بن حبيش أنه قال: (تسحرت مع حذيفة رضي الله عنه ثم خرجنا إلى الصلاة فلما أتينا المسجد صلينا ركعتين، وأقيمت الصلاة، وليس بينهما إلا هنيهة)].

    أورد النسائي الحديث عن حذيفة ولكنه موقوف، وزر يقول: إنه تسحر مع حذيفة ثم قام إلى الصلاة، وكان بين انتهائه من السحور ودخوله في الصلاة هنيهة، يعني: زمناً يسيراً، وهذا يبين لنا أن حذيفة رضي الله عنه إنما كان يتسحر على هذا الوجه الذي يخالف ما جاء في الحديث المتقدم من أنه في النهار إلا أن الشمس لم تطلع، وأن تسحره إنما كان قبل طلوع الفجر، وأنه بعدما انقضى من السحور قام إلى الصلاة، وكان بين قيامه إلى الصلاة وبين سحوره هنيهة، أي: زمناً يسيراً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة ... صلينا ركعتين وأقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هنيهة)

    قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].

    هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد].

    هو ابن جعفر الملقب غندر، وقد ذكرت مراراً وتكراراً أنه إذا جاء محمد بن بشار أو محمد بن المثنى يرويان عن محمد غير منسوب، أو محمد يروي عن شعبة وهو غير منسوب، فالمراد به غندر محمد بن جعفر البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عدي].

    هو عدي بن ثابت، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [سمعت زر عن حذيفة].

    وقد مر ذكرهما.

    حديث: (تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى المسجد فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو يعفور حدثنا إبراهيم عن صلة بن زفر أنه قال: (تسحرت مع حذيفة رضي الله عنه، ثم خرجنا إلى المسجد فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا)].

    أورد النسائي حديث حذيفة موقوفاً عليه من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    هو الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا محمد بن فضيل].

    هو محمد بن فضيل بن غزوان، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أبو يعفور].

    هو عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا إبراهيم].

    هو إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن صلة بن زفر].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن حذيفة].

    وقد مر ذكره.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088540969

    عدد مرات الحفظ

    777219676