إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب صيام يوم الشك) إلى (باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً)

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب صيام يوم الشك) إلى (باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • فرض الله صيام شهر رمضان على عباده المؤمنين، ونهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن وصل رمضان بشعبان إلا من اعتاد صيام نافلة فوافقت آخر يوم من شعبان، ولصيام رمضان وقيامه فضل وثواب عظيم من الله تبارك وتعالى.

    شرح حديث: (من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [صيام يوم الشك.

    أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج ، عن أبي خالد عن عمرو بن قيس ، عن أبي إسحاق ، عن صلة أنه قال: (كنا عند عمار رضي الله عنه، فأتي بشاة مصلية فقال: كلوا، فتنحى بعض القوم قال: إني صائم، فقال عمار رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم)].

    يقول النسائي رحمه الله: صيام يوم الشك، أي: حكم صيامه، وأورد الأحاديث في ذلك، وفيها ما يدل على تحريمه أو كراهته على الأقل، وذلك بما أورده من الحديث من إطلاق عمار بن ياسر رضي الله عنه، أن ذلك معصية للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أورد النسائي حديث عمار، وأنه كان في يوم شك، أي: اليوم الثلاثين من شهر شعبان، وكان يوم شك، هل هو من رمضان أو من شعبان؟ ومن المعلوم أنه لا يثبت رمضان إلا إذا شُهِدَ بدخول الشهر، أو أكملت عدة شعبان ثلاثين يوماً، وبعد ذلك يبدأ شهر رمضان، فيوم الثلاثين هو يوم الشك، وصيامه محرم؛ لأن عماراً رضي الله عنه، أطلق عليه أنه معصية، وكان عمار رضي الله عنه قد أتي بشاة مصلية، وطلب من الحاضرين أن يأكلوا، وأن يشاركوا في الأكل، وكان بعض القوم امتنع وقال: إني صائم، فقال عمار عند ذلك: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم، فالإطلاق بأنه معصية لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم، يدل على تحريم صيامه، وأنه لا يجوز للإنسان أن يصوم يوم الشك الذي هو يوم الثلاثين من شعبان، وإنما عليه أن يكون مفطراً في ذلك اليوم اتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولأنه قد جاء في الأحاديث عنه: (لا تتقدموا رمضان بيومٍ أو يومين إلا رجلٌ كان يصوم صوماً فليصمه).

    وقوله: (لا تتقدموا) هذا نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التقدم بالصيام، وعمار بن ياسر رضي الله عنه أطلق على صيام يوم الشك بأنه معصية لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم، وأبو القاسم كنية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يذكرونه بكنيته عليه الصلاة والسلام، وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، بالكنية حسن، وذكره بوصف الرسالة أحسن، فإذا قيل: أبو القاسم فهو حسن، وإذا قيل: رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أحسن، فذكره بوصف الرسالة أحسن من ذكره بالكنية.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم)

    قوله: [أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي خالد الأحمر].

    هو سليمان بن حيان، وهو صدوق يخطئ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عمرو بن قيس].

    هو عمرو بن قيس الملائي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي إسحاق].

    هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، الهمداني نسبة عامة، والسبيعي نسبة خاصة؛ لأن سبيع جزء من همدان، أو بعض من همدان، وهو مشهور بالنسبة الخاصة التي هي السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن صلة].

    هو ابن زفر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [كنا عند عمار].

    هو عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (.. لا تصلوا رمضان بيوم من شعبان)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن أبي يونس ، عن سماك أنه قال: (دخلت على عكرمة في يومٍ قد أشكل من رمضان هو أم من شعبان وهو يأكل خبزاً وبقلاً ولبناً، فقال لي: هلم، فقلت: إني صائم، قال: وحلف بالله لتفطرن، قلت: سبحان الله مرتين، فلما رأيته يحلف لا يستثني تقدمت، قلت: هات الآن ما عندك، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابة أو ظلمة فأكملوا العدة عدة شعبان، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً، ولا تصلوا رمضان بيومٍ من شعبان)].

    أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه، أن سماك بن حرب دخل على عكرمة وهو يأكل خبزاً وبقلاً ولبناً، فطلب منه أن يتقدم للأكل، فقال: إنه صائم، فحلف عليه ليفطرن، ثم قال: سبحان الله مرتين، ثم لما رآه عازماً وحالفاً تقدم للأكل، وقال: هات ما عندك، أي: هات ما عندك من الحجة في ذلك، يعني: في هذا الإصرار، وهذا الإلزام، وهذا التأكيد بالحلف، فقال: حدثني ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)، أي: أن صيام رمضان يكون في الدخول لرؤيته، وفي الإفطار في الخروج يكون لرؤيته، فإن حصل مانع في السماء من غيم، أو ظلمة، أو قتر، أو غبار، أو ما إلى ذلك، فإن الناس يكملون عدة شعبان ثلاثين يوماً، ولا يستقبلون الشهر استقبالاً، بأن يصوموا اليوم الذي يشك فيه، لاحتمال أن يكون من رمضان، بل لا يصام رمضان إلا بيقين، ولا يكون الصيام إلا بإحدى هاتين الطريقتين: إما برؤية الهلال، أو بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً، وبعد ذلك يصام رمضان.

    قوله: [(ولا تصلوا رمضان بيومٍ من شعبان)]، بمعنى: أن الناس يصومون في آخر يوم من شعبان وصلاً له برمضان، واحتمالاً لأن يكون من رمضان؛ لأن الصيام لا يكون إلا بيقين من دخول الشهر، وذلك بحصول الرؤية، أو بحصول إكمال العدة عدة شعبان ثلاثين يوماً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (.. ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا ابن أبي عدي].

    هو محمد بن إبراهيم، مشهور بنسبته إلى جده عدي بن أبي عدي، فاسمه محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي يونس].

    هو القشيري حاتم بن أبي صغيرة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن سماك].

    هو سماك بن حرب، وهو صدوق، وروايته عن عكرمة فيها اضطراب، وخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، لكن الحديث كما هو معلوم جاء من طرق متعددة من غير هذا الطريق التي هي طريق عكرمة، فهو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مر بنا طرق عديدة بهذا الحديث.

    [ دخلت على عكرمة..].

    هو مولى ابن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وعكرمة مولى ابن عباس، فيه كلام، لكن خرج له أصحاب الكتب الستة، ومن أحسن من كتب عنه هو الحافظ في مقدمة الفتح، فإنه حصر الأقوال التي قيلت فيه، والقوادح التي قُدِح به من أجلها، وأجاب عنها بتفصيل وإيضاح من أبين ما يكون في مقدمة الفتح، يعني أطال في الكلام عليه وعلى الإجابة عما أورد عليه، وما قدح فيه في مقدمة الفتح؛ لأن المقدمة ذكر فيها الأشخاص الذين تكلم فيهم من رجال البخاري، سواء كان الكلام مقبولاً أو غير مقبول، ولكنه اعتذر وأجاب عن كل واحد بما يناسبه، وكان بالنسبة لـعكرمة فإنه فصل الكلام تفصيلاً وبينه تبييناً، وذلك بحصر الأقوال التي قيلت فيه، ثم الإجابة عنها.

    [ سمعت ابن عباس].

    هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530077

    عدد مرات الحفظ

    777153883