إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب ذكر وضع الصيام عن المسافر - باب ذكر اختلاف ابن سلام وابن المبارك على خبر وضع الصيام عن المسافر

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب ذكر وضع الصيام عن المسافر - باب ذكر اختلاف ابن سلام وابن المبارك على خبر وضع الصيام عن المسافرللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من تخفيف الله تبارك وتعالى على عباده أنه رخص للمسافر في الصوم والصلاة فأسقط عنه نصف الصلاة الرباعية إلى غير بدل، وأسقط عنه الصيام إلى بدل، وكذلك رخص للمريض والحائض والحامل والمرضع.

    شرح حديث: (... ادن مني حتى أخبرك عن المسافر، إن الله عز وجل وضع عنه الصيام ونصف الصلاة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر وضع الصيام عن المسافر، والاختلاف على الأوزاعي في خبر عمرو بن أمية فيه. أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم عن محمد بن شعيب حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة أنه أخبرني عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه أنه قال: (قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر، فقال: انتظر الغداء يا أبا أمية! فقلت: إني صائم، فقال: تعال، ادن مني حتى أخبرك عن المسافر؛ إن الله عز وجل وضع عنه الصيام ونصف الصلاة)].

    يقول النسائي: ذكر وضع الصيام عن المسافر. المراد بوضع الصيام هو: عدم إلزامه فيه في نفس الوقت، وأن له أن يفطر إذا كان مسافراً، ولكن يتعين عليه القضاء؛ لأنه تخفيف وترخيص له في الإفطار، ولكنه يصوم كما قال الله عز وجل: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184].

    فالمراد بالوضع وضع الصيام، أي: عدم الإلزام به في الوقت، والتخفيف على المسافر في ذلك، وأنه ليس ملزماً بأن يصوم في حال سفره، والمقصود من ذلك الفرض الذي هو الأساس؛ فإن الله عز وجل خفف عن المسافر وعن المريض بأن يفطروا ويقضوا عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ تقابل الأيام التي أفطروها، فهذا هو المراد بالوضع، يعني: ليس وضعاً كلياً إلى غير بدل، بل إلى بدل وهو القضاء، ولكنه في الوقت لم يلزموا به ولم يتحتم عليهم ذلك، بل لهم أن يفطروا ما داموا مسافرين، ولكن عليهم القضاء؛ لأنه إلى بدل، وليس إلى غير بدل.

    ثم أورد النسائي حديث أبي أمية عمرو بن أمية الضمري رضي الله تعالى عنه: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال: تعال ادن، فقال: إني صائم، (فقال: تعال ادن مني حتى أخبرك عن المسافر، إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة).

    والمراد بالوضع كما عرفنا بالترجمة عدم الإلزام في الوقت، بل له أن يفطر في ذلك اليوم وعليه أن يقضي، وكذلك نصف الصلاة، وضع الله عز وجل نصفها عن المسافر وهو وضع إلى غير بدل، وبالنسبة للصلاة نصف الصلاة الرباعية إلى غير بدل؛ لأنه ليس عليه شيء مقابل هذا الترك، بخلاف الصيام فإن عليه القضاء، فالصيام إلى بدل، ونصف الصلاة وضعها إلى غير بدل، فهذا تخفيف من الله عز وجل وتيسير على عباده إذا كانوا مسافرين، فلهم أن يفطروا ويقضوا، ويقصروا الصلاة الرباعية فيجعلوها اثنتين، وهو وضع بالنصف، أي: نصف الصلاة إلى غير بدل، والقصر إنما هو للرباعية خاصة، فالثلاثية لا تقصر، والثنائية لا تقصر، وإنما القصر خاص في الرباعية.

    والثلاثية أجمع العلماء على عدم قصرها، وأنها تبقى على ما هي عليه ثلاث ركعات، وأن القصر إنما هو خاص بالرباعية، ووضع نصف الصلاة إلى غير بدل.

    ويدل قوله: وضع نصف الصلاة عن المسافر، أن القصر رخصة رخص الله تعالى بها وسهل ويسر على عباده؛ إذ خفف عليهم وشرع لهم أن يؤدوها بدل أربع ركعات ركعتين، فهو يدل على أنه رخصة، وقوله: إنه وضع نصف الصلاة معناه: أن الله رخص لهم بأن يتركوا الركعتين وأن يقتصروا على ركعتين قصراً، وهذا من تيسير الله عز وجل وتخفيفه على عباده.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... ادن مني حتى أخبرك عن المسافر؛ إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة)

    قوله: [أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم].

    هو عبدة بن عبد الرحيم المروزي، وهو صدوق، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، والنسائي.

    [عن محمد بن شعيب].

    صدوق، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا الأوزاعي].

    هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن يحيى].

    هو ابن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي سلمة].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [أنه أخبرني عمرو بن أمية].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (... تعال أخبرك عن المسافر؛ إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني عمرو بن عثمان حدثنا الوليد عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا تنتظر الغداء يا أبا أمية ؟ قلت: إني صائم، فقال: تعال أخبرك عن المسافر؛ إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة)].

    أورد النسائي حديث عمرو بن أمية من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، وقد عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتظر الغداء حتى يحضر ليشارك فيه، فقال: (إني صائم، فقال: تعال أخبرك عن المسافر؛ إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة)، وصيام هذا الرجل تطوع، وإذا كان الله عز وجل وضع عن المسافر صيام الفرض بحيث يفطر، ويقضي، فمن باب أولى النفل، في أن الإنسان لا يكون صائماً حال السفر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... تعال أخبرك عن المسافر؛ إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].

    هو عمرو بن عثمان الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

    [حدثنا الوليد بن مسلم].

    ثقة، كثير التدليس والتسوية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الأوزاعي حدثني يحيى].

    وقد مر ذكرهما.

    [حدثني أبو قلابة].

    هو عبد الله بن زيد الجرمي، وهو ثقة، كثير الإرسال، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبي قلابة.

    [حدثني جعفر بن عمرو بن أمية].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود فإنه لم يخرج له شيئاً.

    [عن أبيه].

    عمرو بن أميةوقد مر ذكره.

    حديث: (تعال أخبرك عن المسافر، إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسنادها

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي قلابة عن أبي المهاجر عن أبي أمية الضمري رضي الله عنه أنه قال: (قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر فسلمت عليه، فلما ذهبت لأخرج قال: انتظر الغداء يا أبا أمية! قلت: إني صائم يا نبي الله! قال: تعال أخبرك عن المسافر؛ إن الله تعالى وضع عنه الصيام ونصف الصلاة)].

    أورد النسائي حديث عمرو بن أمية رضي الله عنه وهو مثل ما تقدم في ذكر المتن، والقصة التي كانت سبب الحديث وهي كونه صائماً، والنبي صلى الله عليه وسلم طلب منه أن ينتظر الغداء، فقال: (تعال أخبرك)، وأخبره بأن الله وضع عن المسافر الصوم، ونصف الصلاة.

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].

    هو إسحاق بن منصور الكوسج، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.

    [أخبرنا أبي المغيرة].

    هو عبد القدوس بن الحجاج، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي قلابة].

    قد مر ذكرهم.

    [عن أبي المهاجر].

    جاء عند النسائي عن الأوزاعي، وغير الأوزاعي يقول: أبو المهلب، قال المزي: وهو المحفوظ، أي أنه أبو المهلب، وأبو المهلب هو عم أبي قلابة الجرمي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي أمية].

    وقد مر ذكره.

    طريق رابعة لحديث: (تعال أخبرك عن المسافر، إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة) وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا موسى بن مروان حدثنا محمد بن حرب عن الأوزاعي أخبرني يحيى حدثني أبو قلابة حدثني أبو المهاجر حدثني أبو أمية يعني: الضمري رضي الله عنه: (أنه قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر: نحوه)].

    أورد الحديث من طريق أخرى، وأحال على المتن الذي قبله، وأن المتن نحو المتن السابق، أي: أنه يتفق معه في المعنى مع الاختلاف في الألفاظ، وذكرت أن (نحوه) هذا معناها وهذا المراد بها، بخلاف كلمة (مثله)، فإنه يراد بها المساواة في اللفظ والمعنى، أي: أنه مثله في اللفظ والمعنى، وأما (نحوه) أي: نحوه في اللفظ وهو مثله في المعنى.

    قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].

    هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا موسى بن مروان].

    مقبول، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا محمد بن حرب].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو قلابة حدثني أبو المهاجر حدثني أبو أمية].

    وقد مر ذكر هؤلاء جميعاً.

    حديث: (ادن أخبرك عن المسافر؛ إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق حدثنا عبد الوهاب حدثنا شعيب حدثني الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو قلابة الجرمي أن أبا أمية الضمري رضي الله عنه حدثهم: (أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر، فقال: انتظر الغداء يا أبا أمية! قلت: إني صائم، قال: ادن أخبرك عن المسافر؛ إن الله وضع عنه الصيام ونصف الصلاة)].

    أورد النسائي حديث أبي أمية من طريق أخرى وهو مثل ما تقدم.

    قوله: [أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق].

    صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده، وشعيب بن شعيب بن إسحاق سمي باسم أبيه؛ لأن أباه توفي وأمه حامل به، فلما ولد سموه باسمه، فهو شعيب بن شعيب بن إسحاق.

    [حدثنا عبد الوهاب].

    هو ابن سعيد، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا شعيب].

    هو ابن إسحاق الذي هو أبو شعيب المتقدم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.

    [حدثني الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو قلابة أن أبا أمية].

    وقد مر ذكر هؤلاء الأربعة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088526413

    عدد مرات الحفظ

    777136275