إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (تابع باب ذكر اختلاف ابن سلام وابن المبارك على خبر وضع الصيام عن المسافر) إلى (باب الصيام في السفر، وذكر اختلاف خبر ابن عباس فيه)

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (تابع باب ذكر اختلاف ابن سلام وابن المبارك على خبر وضع الصيام عن المسافر) إلى (باب الصيام في السفر، وذكر اختلاف خبر ابن عباس فيه)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن من يسر الشريعة الإسلامية أنها لم تكلف المسلم فوق طاقته، ومن ذلك أنها سهلت عليه في السفر حيث المشقة والتعب؛ فوضعت عنه شطر الصلاة الرباعية وكذلك الصيام. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفطر ويصوم في سفره.

    شرح حديث: (وضع الله عن المسافر الصوم ونصف الصلاة) من طريق ثالثة عشرة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر وضع الصيام عن المسافر.

    أخبرنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن هانئ بن الشخير عن رجل من بلحريش عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (كنت مسافراً فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا صائم وهو يأكل، قال: هلم، قلت: إني صائم، قال: تعال، ألم تعلم ما وضع الله عن المسافر؟ قلت: وما وضع عن المسافر؟ قال: الصوم ونصف الصلاة)].

    فهذا الحديث وما بعده من الأحاديث التي في معناه ترجع إلى ترجمة الباب، وقد جاء عن عدد من الصحابة أحاديث تدل عليها، وقد مر كذلك ذكر جملة منها، وهو: وضع الصيام عن المسافر، وعرفنا أن وضع الصيام عن المسافر هو عدم إلزامه به في الوقت، أما كونه إذا أفطر يقضي ما أفطره فإن هذا لا بد منه، وقد جاء في القرآن: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، إذاً: فالوضع إنما هو عدم الإلزام في الوقت، وأن ذلك من التخفيف والتيسير من الله عز وجل على عباده، فإنه شرع ويسر.

    وأورد النسائي حديث عبد الله بن الشخير رضي الله تعالى عنه، وقد كان مسافراً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل، فقال: [(هلم، قلت: إني صائم، قال: ألم تعلم ما وضع الله عن المسافر؟ وضع الله عن المسافر الصوم وشطر الصلاة أو نصف الصلاة)]، والشطر هو: النصف، والحديث هو مثل ما تقدم من الأحاديث التي وردت في هذا المعنى وفي هذا الموضوع، وأن الله وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة، أي: الصلاة الرباعية، حيث شرع أن تكون اثنتين بدل الأربع في الحضر، فتكون في السفر اثنتين، فوضع الله عن المسافر ويسر وخفف، فصار غير ملزم بالصيام في الوقت وعليه القضاء، فوضع نصف الصلاة إلى غير بدل، بخلاف الصيام، فإنه وضع إلى بدل وهو القضاء.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... وما وضع الله عن المسافر؟ قال: الصوم وشطر الصلاة) من طريق ثالثة عشرة

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أبو عوانة].

    هو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي بشر].

    هو ابن أبي وحشية، جعفر بن إياس اليشكري الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن هانئ بن الشخير].

    هو هانئ بن عبد الله، نسب إلى جده، وجاء في بعض الروايات كما سيأتي نسبته إلى أبيه، هانئ بن عبد الله بن الشخير، وهانئ بن عبد الله بن الشخير مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن رجل من بلحريش].

    وبني الحريش يقال لهم: بلحريش، فهذه قبيلة من قبائل العرب، وكلمة: (عن رجل)، سيأتي في بعض الطرق الآتية: أن هانئ بن عبد الله بن الشخير يروي عن أبيه، وليس بينه وبينه واسطة في حديث أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الذي سيأتي، فإن الإسناد ليس فيه واسطة بين هانئ وبين عبد الله، وقد قال المزي في تحفة الأشراف: إن الصواب هو ما جاء في حديث عبيد الله بن عبد الكريم، أي: الرازي الذي سيأتي، أن هانئاً يروي عن أبيه عن عبد الله بن الشخير مباشرة بدون واسطة، ولا يروي عن أحد عن أبيه، وأما ما جاء في الطريقين اللذين قبله، وهي التي معنا والتي بعدها طريق قتيبة، وطريق الطرسوسي، فإن (عن) تكون زائدة، وعلى هذا: فيكون الكلام عن هانئ بن الشخير رجل من بلحريش عن أبيه، فتكون (رجل) هذه ترجع إلى هانئ، وليس هانئ يروي عن رجل مبهم، وإنما هو وصف لذلك الرجل، وعلى هذا فتكون زيادة (عن) جاءت في الإسناد قبل رجل وبعد هانئ، وإذا حذفت صار رجل، توضيحاً وبياناً لـهانئ، وتعريفاً بـهانئ، وأنه رجل من بلحريش أو بني الحريش، وهانئ مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن أبيه].

    هو عبد الله بن الشخير، صحابي من مسلمة الفتح، وأخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    حديث: (... إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة) من طريق رابعة عشرة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام حدثنا أبو داود حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن هانئ بن عبد الله بن الشخير عن رجل من بلحريش عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (كنا نسافر ما شاء الله، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يطعم، فقال: هلم فاطعم، فقلت: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أحدثكم عن الصيام: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة)].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن الشخير من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم، من حيث أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم، والرسول يأكل، وطلب منه أن يأكل معه، فقال: إنه صائم، فقال: أحدثك عن الصيام، ثم قال: [(إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة)].

    قوله: [أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام].

    هو عبد الرحمن بن محمد بن سلام البغدادي ثم الطرسوسي، وقد ذكره المزي عندما ذكره، قال: عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، ثم قال: إن (عن) زائدة في طريق الطرسوسي وطريق قتيبة هي الأولى، وطريق الطرسوسي هي الثانية، فتكون (عن) قبل (رجل) زائدة.

    عبد الرحمن بن محمد بن سلام البغدادي ثم الطرسوسي، لا بأس به، ولا بأس به تعادل صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا أبو داود].

    هو سليمان بن داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن هانئ بن عبد الله بن الشخير عن رجل من بلجريش عن أبيه].

    كلهم مر ذكرهم، وكلمة (عن رجل) مثل الإسناد الذي قبله، و(عن) فيه زائدة، و(رجل) ترجع إلى هانئ الذي هو من بلحريش، يروي عن أبيه عبد الله بن الشخير رضي الله تعالى عنه.

    حديث: (أتدري ما وضع الله عن المسافر؟ ... الصوم وشطر الصلاة) من طريق خامسة عشرة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم حدثنا سهل بن بكار حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن هانئ بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (كنت مسافراً، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأكل وأنا صائم، فقال: هلم، قلت: إني صائم، قال: أتدري ما وضع الله عن المسافر؟ قلت: وما وضع الله عن المسافر؟ قال: الصوم وشطر الصلاة)].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن الشخير من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.

    قوله: [أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم].

    هو أبو زرعة الرازي، الإمام المشهور، المحدث، الناقد، المتكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً، وكثيراً ما يأتي ذكره مع أبي حاتم الرازي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل كثيراً ما ينقل عن أبيه عن أبي زرعة في باب الكلام في الرجال، وهو إمام، حافظ، ثقة، مشهور، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، يأتي ذكره باسمه وبكنيته، ولكنه مشهور بالكنية، وأكثر ما يأتي ذكره في الرجال جرحاً وتعديلاً، قال: أبو زرعة، أو وثقه أبو زرعة، أو قال فيه أبو زرعة: كذا، وأبو زرعة يطلق على عدد، منهم المتقدم ومنهم المتأخر، منهم: أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، وهو ثقة من التابعين، يروي عن الصحابة فهم أبو هريرة، ويروي عن أبيه، وعن جماعة، وهو مشهور بكنيته أبي زرعة، ومنهم: أبو زرعة الرازي هذا الذي معنا، وهو من طبقة شيوخ بعض أصحاب الكتب الستة، كـمسلم، والنسائي كما هنا، ومنهم أبو زرعة الدمشقي، وهو بعده، وهناك من المتأخرين بعد ذلك: أبو زرعة العراقي ولي الدين بن عبد الرحيم بن الحسين صاحب الألفية، ابنه يقال له: أبو زرعة، وهو مشهور بـأبي زرعة العراقي، فأبو زرعة، اشتهر بالتكنية هذه عدد من أهل العلم، فيهم المتقدم وفيهم المتأخر، وأقدمهم: أبو زرعة بن عمرو بن جرير الذي هو من التابعين.

    [حدثنا سهل بن بكار].

    ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن هانئ عن أبيه].

    وهنا لم يقل: عن رجل؛ ولهذا قال المزي: الصواب ما قاله أبو زرعة، يعني: عن هانئ عن أبيه، والذي في إسناد الطرسوسي شيخ النسائي الطرسوسي: عبد الرحمن بن محمد بن سلام وشيخه قتيبة، إذاً تكون (عن) التي قبل (رجل) زائدة، فيكون الإسنادان مثل إسناد أبي زرعة، إذا حذفت (عن) أو صارت زائدة.

    إذاً: هانئ يروي عن أبيه، ولا يروي عن رجل عن أبيه.

    شرح حديث: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصيام ...) من طريق سادسة عشرة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا عبيد الله أخبرنا إسرائيل عن موسى هو ابن أبي عائشة عن غيلان أنه قال: (خرجت مع أبي قلابة في سفر فقرب طعاماً، فقلت: إني صائم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج في سفر، فقرب طعاماً، فقال لرجل: ادن فاطعم، قال: إني صائم، قال: إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصيام في السفر، فادن فاطعم، فدنوت فطعمت)].

    ثم أورد النسائي حديث أنس بن مالك القشيري الكعبي الذي سبق أن مر قبل ذلك، والذي يروي عنه أبو قلابة، وهو يتعلق بهذا بالموضوع، وهو أنه: كان في سفر وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [(ادن، فقال: إني صائم، فقال له: إن الله وضع عن المسافر كذا)]، فدنا وأكل، والحديث ليس تابعاً للذي قبله، الذي هو حديث: عبد الله بن الشخير، وإنما يرجع إلى ما مر عن أنس بن مالك القشيري الكعبي الذي ليس له إلا هذا الحديث الذي جاء من طرق مختلفة، وهذه الطريق منها، ولكنها جاءت متأخرة بعد طرق حديث عبد الله بن الشخير.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصيام ...) من طريق سادسة عشرة

    قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].

    هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا عبيد الله].

    هو عبيد الله بن موسى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرنا إسرائيل].

    هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن موسى وهو ابن أبي عائشة].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة: (هو ابن أبي عائشة) الذي أتى بها من دون إسرائيل الذي هو تلميذه، وأما إسرائيل فما زاد في الرواية على ذكر موسى، ومن دون إسرائيل أتى بكلمة ابن أبي عائشة، وأتى قبلها بكلمة (هو)؛ حتى يبين أن هذا الكلام أتى به من دون التلميذ؛ من أجل أن يبين المهمل الذي هو: موسى الذي سمي ولم ينسب، فهو ابن أبي عائشة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن غيلان].

    هو غيلان بن جرير المعولي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي قلابة].

    هو أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، وهو ثقة، يرسل، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    قوله: [عن غيلان أنه قال: (خرجت مع أبي قلابة في سفر، فقرب طعاماً، فقلت: إني صائم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج في سفر، فقرب طعاماً، فقال لرجل: ادن فاطعم، قال: إني صائم، قال: إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصيام في السفر، فادن فاطعم، فدنوت فطعمت)].

    ثم ذكر النسائي المتن، وصورته صورة المرسل؛ لأنه يقول: أبو قلابة قدم طعاماً فقال لصاحبه الذي هو غيلان: ادن، فقال: إني صائم، فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء إليه رجل وكان صائماً، فقال له: ادن، فقال الرجل: إني صائم، فقال: إن الله وضع عنه كذا، ومن المعلوم: أنه قد مر الحديث موصولاً ومتصلاً، وهنا في آخره ما يدل على الاتصال؛ لأنه قال: (فدنوت فطعمت)، وهذا كلام الصحابي، ومعنى هذا: أن فيه الإشارة إلى أن أبا قلابة أخذ عنه كما سبق أن جاءت الرواية: عن أبي قلابة عن أنس بن مالك.

    قوله: [(فدنوت فطعمت)]، يعني: هذا كلام الرجل الذي هو: أنس بن مالك الكعبي القشيري الذي يروي عنه أبو قلابة، لكن أوله صورته صورة المرسل؛ لأن أبا قلابة يقول: كان الرسول في سفر فجاء رجل وكذا وكذا، ما قال: إنه يروي عن رجل أنه فعل كذا وكذا، لكن في آخره كون الرجل قال: (فدنوت فطعمت)، معناه: أنه فيه ما يدل على السماع والاتصال، ولو لم يكن فيه: (فدنوت فطعمت)، فإنه قد عرف بالطرق المتقدمة أن ذلك الرجل هو أنس بن مالك القشيري، وقد روى عنه أبو قلابة كما في الطرق المتقدمة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088562905

    عدد مرات الحفظ

    777349752